رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

عزة عز الدين تكتب: الحب وأشياء أخرى

  • جداريات 2
  • الجمعة 01 مايو 2020, 10:59 مساءً
  • 738
الكاتبة عزة عز الدين

الكاتبة عزة عز الدين

فرغت تواً من مشاهدة حلقة من مسلسل اجتماعي رومانسي بعنوان "الحب وأشياء أخرى" للمبدع الراحل أسامة أنور عكاشة، وتذكرت متابعتي له السابقة أثناء عرضه للمرة الأولى في الثمانينات.  تابعته وقتها بشغف زائد ربما لرغبتي في الاستفادة من الدرس.

  ما هي الأشياء الأخرى جانب الحب اللازمة لنجاح حياة زوجية؟ وعند انتهاء الحلقات عرفت قصد الكاتب بالأشياء الأخرى (التكافؤ الاجتماعي) وكيف أن التفاوت في الطبقات كاف بجدارة لإفشال  أي حياة زوجية حتى وان كان سندها الأول الحب.

  لم أجد إشارة من الكاتب لأي دعائم أخرى لازمة لنجاح هذه العلاقة كتحمل المسئولية من كلا الطرفين مثلاً أو الاحترام أو المبادئ وأدركت أن هذا ليس تجاهلاً لهذه الأشياء وإنما لإنها كانت قيم راسخة، مسلمات بقدر لا يحتاج لإشارة.

كان للحب ذاته مذاق آخر ربما بحلاوة الكرز ورقة الياسمين.

ومن أجل ذلك اختزل الكاتب- كما أرى- الأشياء الأخرى في التكافؤ الاجتماعي.

ثم عدت لمشاهدتي اليوم وبين المشاهدتين زمن.

زمن حدث فيه  انهيار ملحوظ لكل المعايير.  تخلى المجتمع عن  كثير من تلك القيم والمبادئ والمُثل وتغيرت فيه المنظومة بأكملها وأصبحت العاطفة الجميلة بمذاق الحرنكش الحاذق. كيف لا وقد رحل عبد الحليم واعتلى سعد الصغير.

كيف لا وقد تلاشت الخطابات بخط اليد فوق السطور وأصبحت بالضغط على أزرة لوحة مفاتيح خلف نافذة إلكترونية صماء.

كيف لا وقد تخلت الأسرة عن تجمعها الدافئ حول مائدة واحدة لتناول الطعام  كيف لا وقد وقد وقد.

ثم شعرت أن هذا التوقيت بهذه الاختلافات والمستجدات لا يصلح لعرض المسلسل من جديد واحترت ماذا لو فسرت برؤية مجتمعية واقعية جديدة هذه الأشياء الأخرى بجانب الحب فوجدت الإجابة فضفاضة ولن تسعها صفحات.

عزيزي المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة سلام ورحمات على روحك بإذن الله وتحية موصولة لقلمك الرائع الذي عشقناه ثم رسالة لقلبك الساكن من جيل بأكمله : عذراً لم يعد الحب وأشياء أخرى إنما الحب ومعجزات أخرى.

تعليقات