أحمد بدر نصار يكتب : رسالة عاجلة لوزارة الثقافة في عصر الكورونا

  • جداريات Ahmed
  • الثلاثاء 28 أبريل 2020, 01:59 صباحا
  • 2814
أحمد بدر نصار ..صحفي وروائي

أحمد بدر نصار ..صحفي وروائي

 

اعتقد ليس هناك أهم من الوقت في حياتنا ، وأن كنا نحن العرب لم نقدر الوقت وقيمته سواء في النهوض أو التدهور الحضاري ، وصدق من قال "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك " وهناك مثل أنجليزي شهير يقول " أي جريمة أكبر من تضييع الوقت" فكل إنسان منا إذا لم يستفيد من الظروف التي فرضها فيروس كورونا المستجد"كوفيد19" على العالم وجعلنا مجبرين نلتزم بيوتنا لأكثر من أربعة شهور من تنمية الذات وتغير مفاهيمه وتقويم النفس وتأهيل تفكيره بشكل صحيح ، فهو في خسران كبير ، وأعظم وسائل التنمية وتطوير الذات هي القراءة ، وانتابني شيء من السعادة عندما أطلعت على عدة مبادرات كان أبرزها مبادرة من قبل اتحاد الناشرين المصريين واستجابة عدد من دور النشر لهذا الأمر من خلال توفير إصداراتها بصيغة البي دي أف على عدة مواقع لاستفادة أكبر عدد ممكن من القراء للإطلاع على الكتب التي حتما ستغير أشياء كثيرة في حياة الإنسان ، فالقراءة مثل سيدة عظيمة تمتلك الحكمة والعقل المستنير تمنحك خبراتها مجانا ، لتخلق منك إنسانا مختلفا يساهم في تغير مجتمعه بفكره المستنير العاقل الذي يؤدي بنا في النهاية إلى منطقة النهوض والازدهار ، ولذلك رسالتي لوزارة الثقافة أن تبذل مزيد من الجهود للسماح لأكبر عدد ممكن من القراء الإطلاع على أبرز الكتب داخل المكتبة المصرية والعربية والتي بدورها تساهم في خلق الإنسان أخلاقيا وعلميا ودينيا وثقافيا ، فيعلم الجميع أن القراءة وحدها كفيلة أن تغير أذواق الناس إلى الأفضل والبعد عن الابتذال في الفن والثقافة وفي الحياة عامة ، على وزارة الثقافة فسح الطريق أمام دل دور النشر التي ترغب في تقديم إصداراتها للقراءة ، وبذل جهود أكبر لعمل إعلانات ترويجية للكتب لتشجيع الشباب والكبار وكل فئات المجتمع للقراءة في كل مجالات الحياة ، من هنا فقط سنعود إلى مجدنا وأخلاقنا وضمائرنا وقتا سنجد يد الله العظيم معنا لكي ننهض ونخرج من كبوتنا التي نشعر معها بالملل والاختناق الشديد ، علينا أن نتعلم أن قيمة الوقت أغلي بكثير من كل كنوز الأرض فلو كان المفكر أحمد أمين قال "إن الوقت كقيمة المال " فأنا أتصور أن قيمة الوقت لا تضاهيها  قيمة " ولذلك يقول اين القيم إن إضاعة الوقت أشد من الموت ، لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة ،والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها،  فعلينا أن نعيد حساباتنا مع أنفسنا ونحاسبها ونبدأ في القراءة بشكل أوسع وأرحب خلال الفترة المقبلة ، ولا داعي للحجج لكي نهرب من القراءة وأذكركم بمقال قاله هنري فورد " يبذل الكثير من الناس الكثير من الوقت والجهد في تفادي المشاكل، بدلا من أن يحاولوا حلها" لا داعي للوقوف أمام المشاكل كثيرا فلنبدأ سريعا ونقرأ اليوم لكي نعيد اكتشاف أنفسنا من جديد ، وفي الختام أذكركم أيضا بما كتبه الكاتب العالمي فولتير عن الوقت " هناك أربع طرق لإضاعة الوقت : الفراغ و الإهمال و إساءة العمل و العمل في غير وقته"

 

 

 

تعليقات