سلطان إبراهيم يكتب: كورونا يخطف فارس النقد الحديث

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 20 أبريل 2020, 4:58 مساءً
  • 1774
الشاعر سلطان إبراهيم - والدكتور عبد الهادي علي -رحمه الله

الشاعر سلطان إبراهيم - والدكتور عبد الهادي علي -رحمه الله


الدكتور عبد الهادي علي عبد الهادي.. لمن لا يعرفه، هو قيمة علمية عالية وقمة أدبية سامقة، وملحمة انسانية نبيلة، فهو أستاذ النقد بكلية دار العلوم جامعة المنيا
روضة النقد والإبداع التي بدأ أريجها يتضوع ليشمل العالم العربي بعد فوزه بجائزة راشد بن حمد الشرقي للإبداع عن دراسته النقدية الهوية والآخر الحداثة والجماليات الشعرية في ( أفئدة الطير )، والذي طبعت دراسته دار راشد للنشر والفائز على جائزة إحسان عبد القدوس للمقال النقدي هذا العام عن التجريب الروائي وإشكالية الدين، العلم ، الوعي.

عام 2019 كان الدكتور عبد الهادي الشاب المملوء علما ونبلا وخلقا كالسهم المنطلق في عالم النقد وقد بدأ يختار دراساته الجاة الواعية وكان من آخرها صدورا كتابه استلهام التراث التاريخي وأيديولوجيا الخطاب الميتاروائي عند إسماعيل فهد إسماعيل ..

لقد كان الدكتور عبد الهادي صاحب همة وبصيرة وتميز في مجال دراساته حتى وهو يقدم أطروحته العلمية لنيل الماجستير عن الاغتراب في شعر عنترة بن شداد جاءت دراسته وافية ضافية حتى شهد له أساتذته بأنها رسالة صالحة لنيل الدكتوراة لا الماجستير فحسب ..

كان يشارك بابحاثه في المؤتمرات العلمية فيستحوز على الحضور بتدفقه وروعة أطروحاته كنت أراه متدفقا علما وأعجب من دأبه وسعيه ومتابعته لكل ما هو جديد في مجال تخصصه يأتي إلى القاهرة بجدول عمل يلتقي فيه بأهل الاختصاص والدراية ويذهب الى الجامعات والمكتبات وهيئة الكتب ..

طلب مني أن اعرفه بالدكتور حسام عقل وحين التقى به الدكتور حسام شهد له بوعيه وبصيرته النقدية حتى أنه اقترحه المرشحين لتحكيم مسابقة الدكتورة زينب أبي سنة
في الرواية ومن يومها وقد رحب الدكتور حسام بانضمامه لعائلة ملتقى السرد العربي.

وقد كان لدى الدكتور عبد الهادي أفكار لا تنتهي ومشاريع نقدية يعدها ويخطط لها بوعي ثاقب شهد له من كل من تعامل معه بنبله وتواضعه وخفة ظله وحسن خلقه وروعة بيانه ووفرة علمه كم كان رحمه الله ودودًا متواضعًا محبًا لدينه وأمته وعلى يديه في دار العلوم تتلمذ جيل من الشباب النابه فكانوا يلتفون حوله ويدورون في فلكه ويحبونه محبة الوالد رغم أنه لم يجاوز التاسعة والثلاثين من عمره.

وها هو الفارس يحط رحله مودعا دنيانا بعد إصابته بفيروس الكرونا وفي أسبوع واحد ذبلت الزهرة اليانعة و ترجل الفارس النبيل ليودعنا اليوم بعدما أبكى قلوبنا وعيوننا رحمك الله أيها الحبيب القريب وأسكنك الفردوس الأعلى من الجنة.

رحمك الله صديقي وقرة عيني أبا عصام..

رفقا بنا عند الرحيل أبا عصام ** أنا مُذ علمتُ وخفق قلبي في اضطرام
لهفي على الجنبات يصهرها الأسى ** ياللفجائع أمطرتنا بالسهام
ودعتنا قبل الرحيل ولم نكن ** ندرى وقد مُدَّت كفوفك بالسلام
أنا ما ظننت بأن يكون لقاؤنا ** هذا الأخير فقد سكرتُ من الوئام
ضاحكتنا ومضيت تهدينا الشذى** من زهر ودك في حنان وابتسام
قف لحظة : ياليتني قد قلتها ** وبقيت أنهل من فيوضك في الختام
يا صاحبي والحلم يجمع بيننا ** والعهد أن نحيا على درب الكرام
وأنا أراك وأنت تذكي عزمة ** والخيل خيلك أسرعت نحو الأمام

تعليقات