حسان بن عابد: تصديق نظرية التطور يتطلّب أن يلغي الإنسان عقله تماما!
- الخميس 28 نوفمبر 2024
يوافق غدا الثلاثاء 21 إبريل مع الاحتفال باليوم العالمي للابتكار والابداع، ويأتي في ظروف صعبة ومأزوم هذا العام بسبب أزمة كورونا الأمر الذس دفع الأمم المتحدة إلى دعوة المبدعين والمبتكرين حول العالم للمساعدة في وقف تفشي الوباء ورفع قدرات الوقاية منه من خلال الابتكار والإبداع.
وفي هذا الصدد جاءت العديد من أوجه تسخير الابتكار العلمي في تطبيق الإجراءات في العديد من الدول، حيث سجلت الإمارت تسلسل الجينوم الخاص بالفيروس من قبل باحثين في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية، ودشنت الإمارات أكبر مختبر في العالم - خارج الصين - لفحص وتشخيص الإصابة بـ"كوفيد - 19"، وافتتحت مراكز الفحص بالمركبة في أغلب إمارات ومناطق الدولة.
واستخدمت الإمارات "الريبوتات" و "الدرونز" في عمليات التعقيم الوطني، إضافة إلى العديد من الابتكارات المرتبطة بعمليات الحماية الذاتية كالخوذة الذكية، و رادار تشخيص المؤشرات الحيوية، ومعدات الوقاية الذكية وممرات التعقيم.
وأبرزت «وام» جهود الإمارات في هذا الصدد فقد دشنت الإمارات نهاية شهر مارس الماضي أكبر مختبر على المستوى العالم خارج الصين لفحص وتشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث أعلنت مجموعة "جي 42" الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والتي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، ومجموعة "بي.جي.آي" الرائدة عالمياً في مجال حلول الجينوم، عن إطلاق مختبر حديث بقدرات معالجة فائقة لإجراء عشرات الآلاف من الاختبارات بتقنية RT-PCR /تقنية تفاعل البوليمرز المتسلسل اللحظي/ يومياً، لتلبية احتياجات فحص وتشخيص الإصابة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد - 19".
ويتمتع المختبر الذي تم تشييده في أبوظبي خلال 14 يوما فقط، بقدرات تشخيصية فائقة تساعد على تسريع وتيرة الاستجابة واحتواء وباء "كوفيد - 19" عبر تسريع عمليات التشخيص والكشف عن الحالات المشتبه بإصابتها وفحص المخالطين والمجموعات الأكثر عرضة للإصابة بالعدوى.
وفي كشف طبي هو الأول من نوعه في الدولة أعلن «مركز التحكم والسيطرة لمكافحة فيروس كورونا» منذ أيام عن نجاحه في تسجيل تسلسل الجينوم الخاص بفيروس "كورونا" المستجد وذلك من قبل باحثين في جامعة محمد بن راشد للطب والعلوم الصحية.
ويعد هذا الاكتشاف ركيزة أساسية تدعم الجهود الرامية إلى تحقيق مستويات متقدمة في التعامل مع المرضى وإيجاد أفضل السبل الممكنة لعلاجهم من خلال توفير فهم معمق ومبني على أسس علمية لانتقال الوباء وكيفية تطوره وانتشاره.
وفي السياق ذاته شكل التجاوب السريع للدولة في افتتاح مراكز إجراء الفحص من المركبة تطوراً فارقا في مستوى إجراءات الفحص والتي باتت تشكل تحدياً عالمياً، وتغطي المراكز أغلب مناطق الدولة وتتيح إجراء الفحوصات اللازمة خلال 5 دقائق تقريبا فيما يقدم كل مركز خدماته إلى حوالي 600 شخص يوميا.
ولم تقتصر الحلول الابتكارية لمواجهة الوباء على تسريع عمليات الفحص والتوسع بها بل امتدت لتشمل كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تطبقها دولة الإمارات منذ وقت مبكر، وفي هذا الإطار اعتمدت وزارة الداخلية تقنية الخوذات الذكية القادرة على رصد الأشخاص المحتمل إصابتهم بفيروس كورونا "كوفيد - 19" وذلك لاستخدامها من قبل الفرق الشرطية المختصة بالدولة.
وتتيح الخوذة الذكية قراءة عدد من المعطيات الحيوية على بعد خمسة أمتار، وتسهل عمل عناصر الدوريات في الميدان من خلال أخذ القراءات المطلوبة والتعرف على الأشخاص من خلال ربطها مباشرة مع غرفة العمليات المركزية بالوزارة تقنياً لتقدم تقريراً سريعاً وقدرة على المساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة، كما يمكن لهذه الخوذات قراءة درجة حرارة الأشخاص في ظل ظروف مناخية مختلفة وفي الهواء الطلق وفي بيئة معقدة عن طريق الإشعاع الحراري بدقة وبسرعة معتمدة على تقنية ذكية مع إطلاقها تنبيهات وتحذيرات صوتية بحسب حالة الشخص.
وتعد الخوذات الذكية منظومة عمل قادرة على التعامل مع الحشود البشرية بمسح المنطقة كاملة من الشاشة وتزويدها بكافة القراءات ونتائج المسح الحراري لتقدم تحذيراً إذا تلقت بيانا عن ارتفاع درجة حرارة فوق المعدل الطبيعي.
- رادار الرصد - من جانبها ساهمت مؤسسات التعليم العالي في تقديم الحلول الإبداعية والابتكارية لتعزيز جهود الدولة في التصدي لوباء كورونا، وفي هذا الإطار، ابتكرت فرق بحثية في جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا رادارا لتشخيص المؤشرات الحيوية للأفراد التي يمكن من خلالها رصد درجة حرارة الجسم ومعدل نبضات القلب ومعدل التنفس وضغط الدم عن بعد، كما طورت جهازاً للتنفس الاصطناعي للحالات الطارئة، وصممت وحدة شاملة للعمل على إنتاج 250 نسخة منه يومياً.
- واقي للوجه - وأطلق متنزه جامعة الإمارات للعلوم والابتكار مبادرة "صناع ضد كوفيد 19"، وقد نجحت الجامعة في تصميم واقٍ للوجه يوفر طبقة حماية للشخص المستخدم تفوق حماية قناع الوجه العاديً، وذلك باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد وآلات قطع الليزر.
- روبوت التعقيم - وشكلت حملات التعقيم التي تشهدها كافة مناطق الدولة، بيئة خصبة للابداع وتطبيق الابتكارات الحديثة التي تسهل عمل هذه الحملات وتساهم في انتشارها على أوسع نطاق جغرافي ممكن.
واستخدمت الإدارة العامة الدفاع المدني - أبوظبي الروبوت TAF35 للمرة الأولى في تعقيم الشوارع الرئيسية والفرعي و الذي يتميز بالقدرة على ضخ كميات كبيرة من المواد المعقمة والمطهرة بالتحكم عن بُعد بمدى 300 متر، فيما استخدمت بلدية دبي طائرات بدون طيار "درونز" مما أسهم في تعزيز سرعة وسلاسة عمليات التعقيم بشكل فعال ومتقدم.
فيما أطلقت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف أول ممر للتعقيم الذاتي لوقاية وحماية المسعفين والمخالطين لهم من زملاء العمل أو الأسر من التعرض لمختلف الجراثيم والفيروسات ومن ضمنها فيروس كورونا المستجد.
ويعمل الممر على رش رذاذ مواد طبية معقمة من خلال رشاشات مثبتة في مختلف الجهات ويعقم ملابس الفرد في فترة قصيرة لا تتجاوز 20 ثانية، كما يحتوي الممر على مجسات تستشعر الحركة، وتقوم بتشغيل الرشاشات وأضواء ممر التعقيم في حالة مرور أحد المسعفين من خلاله، كما يحتوي ممر التعقيم الذاتي على جهاز تعقيم لليدين حيث يتركز وجود الجراثيم خلال التعامل المباشر مع الأسطح المختلفة.
يأتي ذلك في وقت يجتاح فيه العالم فيروس كورونا ويواصل انتشاره حول العالم بصورة مذهلة منذ ظهوره في الصين أواخر العام المنقضي، لينشر حالة من الرعب بعد تجاوز عدد الإصابات به مليوني شخص، وتجاوز عدد المتوفين 150 ألفا، وما زالت الإصابات والوفيات في تزايد مستمر ما حدا بدول العالم رفع حالة الطوارئ وأخذ الإجراءات الاحترازية التي تعددت بين إيقاف السفر بين الدول وإيقاف الدارسة بالمدارس وحظر الطوارئ وتأجيل الأنشطة والدوريات الرياضية ومنع التجمعات، وغيرها من الإجراءات الاحترازية، حتى بدا العالم وكأنه جزر معزولة. وما زال البحث جاريا للكشف عن علاج فعال ضد فيروس كورونا المستجد، دون جدوى، وبين فينة وأخرى يطل علينا البعض بعلاج، ولكن يثبت فيما بعد عدم جديته.