سعيد صادق يكتب: أحمد بدر نصار.. العائد من الحلم

  • جداريات 2
  • السبت 18 أبريل 2020, 03:50 صباحا
  • 2812
أحمد بدر نصار

أحمد بدر نصار

من الأشياء المحببة للنفوس زراعة الأمل خصوصا في وقت مثل وقتنا هذا وانتشار كورونا بهذا الشكل المذهل والمرعب، الأمل الذي يجعلنا نتمسك بأهداب الحياة حتى الرمق الأخير، والصديق الصحفي والروائي أحمد بدر نصار واحد من هؤلاء الذين لا يقفدون الأمل أبدا وهذا عظيم لكن هناك فرق بين الأمل القائم على الواقع بمعطياته واستقراء نتائج تلك المعطيات وبين الجنوح إلى الطوباوية والاستغراق فيها، وهذه كانت نقطة الخلاف مع هذا الصديق الوديع الحالم فيما نمر به الآن.

هو يقول إن كورونا سيغير العالم بأثره من فطاحل رؤساء الدول الكبرى والعالم وسيجعل قوى تهبط وقوى نرتفع وأنا أكرر أن هذا مستبعد لأن كل دولة لديها من التدابير الني تحتفظ بها على مركزها.

هو وهذا هو الأهم يرى أن العالم سيصبح «كيوت» بعد هذه كورونا، وسيغير سلوكيات كثير من الناس بل حتى في العمل سيترفق الرئيس بالمرؤوس وأنا أقول له لا لن يتغير شيء بل سيزداد الأمر سوءا وسينشب أصحاب العمل ومديري أعمالهم قوارضهم في رقبة العاملين ويمتصون دماءهم حتى الرمق الأخير.

يرى أبو بدر- كما أحب أن أناديه- أن كثيرين سيردون المظالم وحقوق على أصحابها وأنا أقول له أن صاحب الضعيف سيموت بيد القوي وعندم يموت القوي سيموت قابضا على باطله، وحجتي في ذلك أنا في معمعة الأزمة ولم يتغير شيء.

بالأمس فاجأني الصديق أبو بدر بمقالة هنا في  أستطيع أن أطلق عليها «عودة الحالم» يتنازل فيها عن كل هذه المثالية ويقف على أرض الواقع من جديد، كنت أتمنى أن تتحقق أحلامك يا صديقي، ولكن أسأل الله ألا يأخذنا بما يفعل الجبارون ويأخذنا برحمته بالضعفاء ويرفع عنا هذا البلاء.

يبقى تعليق- وهو مغزى هذه السطور- أنني أعتبر أنا تنازل أمثال أحمد بدر عن طوباويته نذير شؤم ومؤشر خطير على ما قد نصل إليه في قابل الأيام.

تعليقات