باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
أحمد بدر نصار .. صحفي وروائي
منذ ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد19" في ديسمبر الماضي بمدينة ووهان الصينية ، والذي راح يحصد عدد من الأرواح بشكل مريب حتى أنه حتى كتابة هذه السطور قد اخترق جسد أكثر من مليوني شخص حول العالم، فضلا عن اغتياله لأكثر من 150ألف شخص ، لم يتغير شيء فينا، وجميعنا كما هو بكل عيوبه يمارس خطايا مثل ما كان قبل كورونا، رغم رائحة الموت التي تملأ الأرض بشكل مروع، لا نريد أن نخرج بدروس كوننا جميعا من الصالحين والأنقياء ولسنا في حاجة للرجوع أو حتى الاعتذار لله، نسوا أن العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالت عائشة: «لمَ تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! قال: أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا »
لكن نحن نسهر ثم نبدأ النوم قبل أذان الفجر بدقائق، ولم نزر أقاربنا
منذ زمن بحجة أن الأقارب عقارب، لا يعلم هؤلاء أن قطع الرحم وباء أكثر من وباء
كورونا نفسه عند الله، للأسف حتى المدير الذي كان يظلم الموظفين كما هو لم يتغير
مؤمنا أنه يتبع فنا جديدا في الإدارة يتمثل في تعذيب من تحت يده، لا أحد يريد أن
يعيد التفكير فيما يعمله، الجميع ظن نفسه في قائمة الصالحين ولسنا في حاجة لكي
نعتذر إلى الله، لسنا في حاجة لقوله تعالى: "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" أصبحنا جبارين ، انظر وتمعن لمدة دقيقة في هذه القصة القصيرة.
جاء رسول عمر بن الخطاب من إحدى الغزوات
فبشره بالنصر، فسأله عمر بن الخطاب: متى بدأ القتال؟ فقالوا: قبل الضحى. قال: ومتى
كان النصر؟ فقالوا: قبل المغرب. فبكى سيدنا عمر حتى ابتلت لحيته. فقالوا: يا أمير المؤمنين،
نبشرك بالنصر فتبكي! فقال -رضي الله عنه-: والله إن الباطل لا يصمد أمام الحق طوال
هذا الوقت إلا بذنب أذنبتموه أنتم أو أذنبته أنا.. وأضاف قائلًا: نحن أمة لا تنتصر
بالعدة والعتاد، ولكن ننتصر بقلة ذنوبنا وكثرة ذنوب الأعداء، فلو تساوت الذنوب انتصروا
علينا بالعدة والعتاد.
وسيدنا عمر بن الخطاب يتحدث هنا عن جيل العظماء والأتقياء والصحابة، أما نحن لسنا في حاجة لتوبة من أي شيء لأننا اتقياء، لا أحد يجلس مع نفسه يعيد حساباته، يحاول يتقرّب إلى الله بشيء صالح يسأل الله به أن يكشف الغمة، وأعتقد هنا الإجابة واضحة لكل من يسأل لماذا تأخر رفع الوباء والبلاء، لأننا لم نتغير ولو 10درجات من 180درجة، كما نحن لا شيء فينا تغير، المحاكم مزدحمة بقضايا الحجر على الآباء متكدسة بقضايا الميراث الأخ الذي سرق أموال إخوته، وهذا الذي سرق أموال الأيتام وهذا الذي غشّ ونصب، وهذا الذي لم يتوقف عن النميمة ويمارسها وهو في غاية الاستمتاع الغريب، وهذا الذي يسب الدين ليلا ونهارا ثم ينام وضميره ليس فيه شيء من التأنيب على ما صنعه من جريمة أخلاقية مروعة، والأفدح أنه حريص على الصلاة في وقتها، يا لها من كارثة ومصيبة، فلو كان سيدنا عمر بيننا الآن كم من الوقت يحتاج ليبكي على حالنا؟!