أفلا تبصرون.. هل رأيت نمل الباندا من قبل؟!
- الأحد 24 نوفمبر 2024
الشاعر السعيد عبد الكريم
تحررت المغرب العربي مع خروج آخر جندي إنجليزي من مصر عام 1956 وعلى الرغم من هذا يقول الدكتور / محمد بنيس إن عام 1976 هو عام بداية الشعر المعاصر في المغرب، ولأنه أول طالب أتيحت له دراسة الشعر المغربي دراسة أكاديمية اعتمد عليه الكثير من النقاد غير المغاربة والمغاربة في التأصيل لهذه الحركة الشعرية التي أرى أنها بدأت مواكبة لكل الحركات الشعرية في عالمنا العربي، مع نازك وعبد الصبور والبياتي وغيرهم وسوف نستنتج ذلك من كلام محمد بنيس في كتابه «ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب» 1988 والذي كان أطروحة الماجستير التي قدمها يقول في كتابة: إن التأسيس الحقيقي لظاهرة الشعر المغربي التي طرحت مع أواسط الستينيات كانت للشعراء الرواد وهم: أحمد المجاطي ـ محمد السرغيني ـ محمد خمار الكنوني ـ محمد الميموني ـ والجوماري ـ عبد الكريم الطبال ورشيد المومني ».
حَرْفِي قَمَرٌ
ـــــــــــــــ
فِي سَمَاءِ الْبَوْحِ حَــرْفِي قَمَرُ
وَ حَنَانٌ آسِرٌ يَنْهَــــمِرُ
طِفْلَةُ النُّورِ قَصِيدٌ هَـارِبٌ لَمْ يَصِدْهُ فِي الـرَّوَابِي بَشَرُ
هِيَ أَحْلَامٌ مِنَ الـرُّوحِ طَفَتْ خَطَّهَا الشِّعْرُ،
فَنَاحَ الْوَتَــرُ كَانْهِمَارِ الرُّوحِ فِي حَـضْرَتِهِ مَطَرٌ،
لَيْتَكَ لِي يَا مَطَــرُ
! كُنْ رِدَائِي فِـي شِتَاءٍ نَازِفٍ أَوْ سِوَاراً فِي يَـدٍ تَنْتَظِــرُ
لاَ تَغِبْ لَيْسَ لِدُنْيَــايَ غَدٌ دُونَ عَيْنَيْكَ فَأَنْـتَ الْقَدَرُ
رُبَّمَا فِي رَسْمِكَ الْـوَهْمُ سَمَا يَا مَجَازاً نَبْضُهُ مُــسْتَعِـرُ
مُرَّ بِي هَاكَ جُــنُونِي أَرَقاً كَنُجُومٍ يَشْــتَهِيهَا السَّهَرُ
لَا تَثِقْ بِي فَغَداً أَنْسَى غَدِي وَصَبَاحِي لَيْــسَ فِيهِ الزَّهَرُ
ثَمِلٌ لَيْلِي , غِنَائِي ســكرٌ وَالصَّدَى فِيهِ مَـتَى يَنْكَسِرُ
سَرْمَدٌ لَا مُنْتَـهىً لَا مُبْتَدىً لَمْ يَكُنْ فِي مُـشْتَهَاكَ الْخَبَرُ
لَمْلَمَ النُّورُ شَـــظَايَاهُ وَمَا أَخْرَسَ الْهَمْـسَ هُنَاكَ الْحَذَرُ
فَاشْتِيَاقِي بِالْمَنَافِي مُــوحِشٌ مَاجَ بَحْراً أَنْتَ فِيــهِ الْجُزُر
فَانْثُرِي يَا مُــفْرَدَاتِي فَرْحَةً كَفَرَاشٍ بِالْمَــــدَى تَنْتَشِرُ
أَيُّهَا الْعَاشِـــقُ رَتِّلْ آيَةً كَيْ يُطِيلَ الـصَّلَوَاتِ النَّظَرُ
أَفَلاَ تَنْظُرُ مَا أَوْحَــى وَمَا عَنْكَ أَخْفَى خَافِقِي الْمُنْصَهِرُ
أَرْجِعِي لِي مُلْهِمِي يَا سُبُلِي فَإِلَى عَيْنَيْــــهِ تَاهَ الْأَثَرُ
خَمْرَةُ الْوَصْلِ لَهَا أَقْدَاحُهَا مِنْ حَنِينٍ وَالسُّكَارَى كُثُرُ
كُلَّمَا جِئْتَ تَرَى الْمَنْفَى هُدىً كَمْ جَمِيلٌ فِي مَــدَاكَ السَّفَرُ !
وهذا هو الجيل من الشعراء النابهين هو المتمم لما بدأه أسلافه من الشعراء الذين أصَّلوا للقصيدة المغربية العربية الحديثة بتوجهها العربي وحداثتها المستقاة من كل روافد الفكر الحديث. وعلى الرغم من ظهور كهّان القصيدة في الأدب بشكل عام وأصحاب الهرطقة وكهّان النص الشعري وهذه الفئة التي منحتها العنوسة وكل أشكال الانفصال عن أداء الواجب الحياتي الذي خلق الله الإنسان من أجله توجهوا وجهة عكسية لعدم قدرتهم على عمران الكون وعملوا علي إفساد الذائقة العربية بكل مايشابههم من فساد وقد ظهر الكثير من هؤلاء وأتاح لهم تعدد الصالونات وبعض الأموال وبعض الجهلة من مدعي النقد وبعض النماذج التي تريد صناعة وجود وهمي سريع ما، سيزول ويفنى بفنائهم لأن التاريخ ينتقي دائما ما ينفع الناس وعلى الرغم من أن الرياح كثيرا ما تأتي بما لا يشتهي الشعر مثل هذه النماذج التي تدفع للنقاد بالدولار ليكتبوا عنهم، ويشترون الأوسمة من أموالهم كي تهدى إليهم ويسافرون إلي الأقطار على نفقتهم ويفرضون أنفسهم علي بعض أنصاف المثقفين ليقيموا لهم أمسيات شعرية ليقولوا أنا كنا في بلاد كذا واستقبلتنا المؤسسة الثقافية ـ وهم كاذبون ـ وعلى الرغم من هذا جميعه دعوني أسرد لكم أنموذجين حقيقيين من الجنوب المغربي ويبدو أن الشعر في بلادنا المغرب يستمد عنفوانه العربي، وهديره من الجنوب دائما أولا الشاعر المغربي المتميز (خالد بودريف) وكانت معرفتي به في مسابقة كتارا في الدوحة، وكان هادئا رقيقا متزنا حليما أحبه الجميع لحسن خلقة ومن نماذجه الشعرية نصه الذي شارك به، وفاز على مستوى المغرب ثم نال المركز الخامس به يقول المميز خالد بودريف المولود بمدينة جرادة عام 1977وله خمس مجموعات شعرية منشورة، وشارك في أكثر من برنامج إذاعي ونال عدة جوائز ومراكز دولية كالبردة في دورتها السادسة والجائزة الكبرى لجائزة الشرق المغربية 2003 ويقول خالد بودريف في قصيدته السراج المنير
توضأ الدمع من انهاره لهفا .... حتي كاني به لم يعرف الوكفا
مابتل وجهي بسر الماء معجزة ....لأنني لم أكن في الماء مغترفا
وإنما كنت نهرا فيه ممتزجا .... وكنت أمسح دمعا فيه مانشفا
واليل يم على العينين ملحهما .... ثلج تذوبه الأشواق مذ زرفا
ماجاء طيف يضيء الأرض لي جهة .. إلا وكانت جهات الشوق لي غرف
إلى آخر نصه البديع الممتع الذي تجاوز الخمسين بيتا من هذا الطراز الشعري البديع الذي تميز بوضع الحداثة في القالب الشعري الخليلي دون عنت أو عناء
وشاعرنا الصغير سنا والكبير حجما محمود شهيد من مواليد 1993بمدينة ( آسا جنوب المغرب ) ألم أقل لكم إن الشعر يصر على أن يكون جنوبيا. حفظ محمود شهيد القرآن كاملا مع المتون ولامية الأفعال ثم سافر إلى موريتانيا 2011 فنهل فيها من العلوم ماشاء الله له أن ينهل من العلوم اللغوية والشرعية والأدبية وعاد إلى المغرب 2013 مندرجا في سلك التعليم وكتب الشعر في سن مبكرة
وللحديث بقية