رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أحمد بدر نصار يكتب : فيروس كورونا ..وقرصة ودن للبشرية

  • جداريات Ahmed
  • الخميس 26 مارس 2020, 08:51 صباحا
  • 2291
احمد بدر نصار ..صحفي وروائي

احمد بدر نصار ..صحفي وروائي

 

منذ شهور قليلة خرجت علينا وسائل الإعلام لتعلن أن أمريكا بجلالة قدرها صنعت طائرة مرعبة أطلق عليها الخبراء في أمريكا "طائرة يوم القيامة " والتي يمكن أن تحلق في السماء لمدة سبعة أيام بشكل مستمر دون توقف،  و محصنة ضد الهجوم النووي والنيازك والشهب وأي قوة جوية أخرى والتي يمكن لطاقم القيادة ومن على متنها، التواصل مع الأرض في أي بقعة من العالم أثناء تحليقها في الجو ، والدولة التي تمتلك طائرة تشبها هي روسيا ، وراحت وسائل الإعلام الأمريكية تتباهى بأنها الآن تمتلك طائرة ممكن من خلالها تخسف دول بالكامل بمجرد الضغط على زر وهى في السماء ، هكذا طغت البشرية واستطاعت أن تقنع نفسها أنها تمتلك الأرض ومن عليها وأنها امتلكت الأرض وسكانها .

وفجأة ودون سابق إنذار خرج جند لا يرى بالعين المجردة يعرف بكورونا المستجد "كوفيد 19 " حيث أن كورونا له ست فصائل أخرهم التي نواجهها حاليا والذي حصد حتى الآن أرواح ما يزيد عن 22 ألف حول العالم ، ورغم أنه فيروس لا يرى إلا أنه حرفيا أوقف العالم بطائراته وبصواريخه وبمعامله البحثية والطبية حول العالم ، أحدث شللا لم تشده البشرية من قبل ، وراح الفيروس يخرج لسانه للبشرية أين طائرة يوم القيامة وأين الصواريخ النووية؟ وأين الصواريخ العابرة للقارات لتنقذ البشرية من عدو  علميا يعد من أضعف مخلوقات الله على الأرض ولكن جعل أقوى قوى في العالم تختبئ وسكانها داخل منازلهم ومعهم الفزع الأكبر تأخذهم الدهشة وينال منهم الاستغراب أين قوات بلادنا العظمى التي ترعب العالم الآن ؟

كما أن الفيروس الذي جاء وحاملا معه قرصة ودن شديدة وربما عنيفة لسكان الأرض بمثابة رسالة واضحة  كفاية طغيانا وظلما كفاية قتلا للأبرياء في كل بقع الأرض ، كفاية حروب وتجويع خلق الله في كل أنحاء العالم ، جاء الفيروس ليخرس هؤلاء الملحدين الذين صدعوا رؤوسنا بأن العلم هو الإله وحاشا لله ، وإنما جاء بعث الله جنده الضعيف ليخبر البشرية جمعاء أنهم ضعفاء مهما امتلكوا من علم وتكنولوجيا لأن مصدر كل شيء في الأرض هو صاحب الأرض وخالقها ، فسبحان العلى القادر لم يأمر الجبال ولا البحار ولا الزلازل لتؤدب البشرية بل اختار أضعف مخلوق يوجد على الأرض ليجعل العالم بكل ما يملك من مال وجاه وسلطان وأسلحة فتاكة يقف مفزوعا مشلولا مخنوقا محاصرا عاجزا عن الحركة ..مجرد الحركة .

يقيني بالله أولا ويقيني بالمؤشرات التي أراها بأن الله سوف يكشف الغمة عن البشرية قريبا ، ولكن علينا أن نقف مع أنفسنا ونعيد ونقيم علاقاتنا مع الله أولا ، ثم نعيد ونقيم علاقاتها مع الناس لنكون أكثر إنسانية ورحمة وخلقا ، أن نتوقف فوار عن الاستغلال والنصب المبين على الناس تحت أي اسم وتحت أي شعار وأي قناع زائف ، فلنعود إلى أرض إنسانينا إلى روح ضمائرنا لكي يعيد الله لنا الحياة مرة أخرى  .

 

                

تعليقات