باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الكاتب شعبان القاص
في بيت الشعر بالأقصر كان اللقاء، وكان اللقاء سريعا، لم تبدُ صدامية كما ظننت، الأمر الذي شجع قرويًّا مثلي ينتسب للأزهر على الاقتراب، لم أكن أعرفها من قبل، لفتت نظري بمداخلتها التي ترفض تسمية شعر ما قبل الإسلام بالجاهلي، وأزعجها أن يترجم الاسم إلى الإنجليزية Ignorant s poetry أي شعر الجهلاء، كيف وقد كانوا يقرأون ويكتبون و...؟!
سألت: من هذه؟ فقالوا: فاطمة ناعوت.
جلسنا لدقيقة أو دقيقتين أحاول أن أفتح معها حوارا ثقافيًّا عميقًا أبني عليه، لكننا لم نستطع، فقد كان عليها العودة سريعًا إلى الفندق ثم إلى المطار، لا أحب أن أتعرف على الآخرين من خلال الظاهر أو السماع، رغم أنها شخصية مثيرة، مثيرة للجدل طبعا، لذا طرت من السعادة حين ألقت إليَّ بأحدث كتبها الصادر عن دار روافد للنشر2018 "إنهم يصنعون الحياة" فكان التعارف الوثيق.
الكتاب صدّر له وزير خارجية دولة الإمارات الشقيقة، وهو يتناول تجربة الإمارات في بناء الإنسان، فهل نجحت فاطمة ناعوت في الطرح والتناول بموضوعية؟
ربما يجيب عن هذا السؤال مراجعة حقوق العمال والوافدين بالإمارات، لكن لا بأس، فالإمارات تسير على الطريق ويلزم التشجيع.
تتمنى فاطمة لمصر ما يحدث في الإمارات، فهل كانت المقارنة التي تلمسها في ثنايا الكتاب بين مصر والإمارات عادلة؟!
الحقيقة كانت المقارنة ظالمة في كثير من جوانبها، وليس أهمها فارق الإمكانات والذي كان يجب أن ينتج عنه أشياء أكثر من الإيجابيات التي ذكرتها.
في معرض حديثها عن حقوق المرأة في الإمارات لم تتحدث فاطمة عن تعدد الزوجات مثلا، ذلك الموضوع الذي تواصل الصراخ به في مصر بحرية تامة، فهل جاء ذلك نتيجة الالتزام بالعرف الإماراتي "لا أحد يسأل أحدًا ما دينك؟ أو مذهبك؟" ذلك السؤال الذي يفتح باب الطائفية عندنا في مصر.
تمنت فاطمة للأقباط في مصر ما ينعم به الهندوسي في الإمارات لا أحد يسأله ما دينك؟ لا أحد يمنعه من معبده، تقول في صفحة 37: "ليس من حقك أن تتجاسر وتفكر أن تسأل شخصًا وإن كان عاملاً بسيطًا عن دينه أو طائفته أو مذهبه أو حتى إن كان يؤمن أن هناك إلهًا لهذا الكون أم لا".
فهل كانت المشكلة في مصر في السؤال والمعرفة؟ وهل كانت المشكلة في ذهاب القبطي إلى الكنيسة؟ أم أن الأمر له علاقة بالتجربة السياسية والديمقراطية التي تحتاج في مصر إلى مزيد من النضج، بينما لا نعرف ماذا سيحدث في الإمارات حين تبدأ التجربة و يطالب غير المسلم بما سيعتبره حقوقه السياسية؟ ساعتها ستكون المقارنة عادلة.
أما بالنسبة لي شخصيًّا كأزهري فهل تكتفي فاطمة أن أحترم أشقائي الأقباط وأحب لهم الخير في كل مناسباتهم دون أن أتنازل عن موروثاتي حتى لا أكون متطرفًا وحتى تحبني كما تحبهم؟
لم تعزل فاطمة ناعوت نفسها كمسلمة وتعزلني وأزهري عما يصيب أشقاءنا الأقباط فجعلتنا مسؤولين عنه رغم أن الإرهاب أصابنا كما أصابهم، فكتبت في صفحة 172 تحت عنوان إبراء ذمة : "أقباط مصر أنتم أكثر سموًّ وشرفًا وغفرانًا مما نستحق".
وتعقد مقارنة بين الأزهر والكنيسة كما في صفحة 174 حيث تقول: "أشهد أمام الله أنني لم أسمع في كنيسة كلمة تسيء لي كمسلمة ولا لديني ولا لإنسان".
بينما تقول عن الأزهر في صفحة 188: "أربأ بالأزهر الشريف أن يقف في خانة واحدة مع المتطرفين حتى تهدموا الإسلام معهم يدا بيد بدفاعكم المستميت عن موروث بغيض نحاول نحن أن نمنع العمل به لصالح الإسلام".
ولا أدري ما هو هذا الموروث الذي يتبناه الأزهر ولا تتبناه فاطمة، وتعلن للمرة الألف على حد قولها في نفس الصفحة : "أن معول وأد الإرهاب في يد الأزهرالشريف ، إن أراد".
ولكي ندرك إلى أي مدى كانت مقارنات فاطمة ظالمة؟! نقرأ الشهادة التي أدلت بها في كتابها صفحة 96 وهي تقارن بيننا وبين الإمارات في التناول الإعلامي لقضايا الأقباط:" ولن تطالع على الفضائيات وجوهًا متجهمة تفحُّ منها ألسنة تسب السيد المسيح ووالدته، عليهما السلام، كما يحدث، من أسف عندنا في مصر"!