حرق المساجد وعشرات القتلى.. القصة الكاملة للإرهاب الهندوسي بحق مسلمي الهند "صـور"

  • أحمد عبد الله
  • الجمعة 13 مارس 2020, 4:23 مساءً
  • 2664
مجموعات هندوسية متطرفة

مجموعات هندوسية متطرفة

القصة الكاملة للإرهاب الهندوسي على مسلمي الهند

50 قتيل و400 جريح وحرق 7 مساجد.. حصيلة الإجرام المتواصل


أثار الإرهاب الهندوسي المستمر على مسلمي الهند في نيودلهي، حالة من الغضب الشديدة لدى أوساط المسلمين في كل مكان، لا سيما مع استفزاز مشاعر المسلمين بحرق مساجدهم، والتنكيل بهم في الميادين.

وتجاوز عدد القتلى من المسلمين أكثر من 50 شخصًا، كما وصل عدد الجرحي إلى أكثر من 400 جريح تقريبًا، كما تم حرق 7 مساجد، واعتقال ما يزيد عن الألف مواطن، فضلا عن هدم بعض المناطق السكنية وإشعال النار فيها، على مرأى ومسمع.




الأزهر يحذر 

حذر الأزهر الشريف، من تداعيات إقصاء المسلمين من قانون الجنسية الهندي الجديد مقارنة بإخوانهم من الديانات الأخرى، وأشار فيه إلى أن هذا التمييز الديني مستغرب على دولة الهند التي كانت مثلا في التعددية الدينية وقبول الآخر.

وأضاف الأزهر فيه بيان رسمي له، أنه يكرر دعوته بضرورة تغليب قيم المواطنة واحتواء الجميع، ونبذ كل أشكال التمييز الديني والعنصري، مشيرا إلى أن المسلمين في الهند يمثلون ثاني أكبر تجمع للمسلمين حول العالم، وطرفا أساسيا فيما شهدته الهند من تطور في شتى المجالات على مر العصور.

وتقدم الأزهر الشريف بخالص العزاء إلى أهالي الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل لكلّ المصابين، وأن يسود السلام ويعمّ الخير حيثما وجد الإنسان وأياّ كان انتماؤه، وكيفما كانت عقيدته ومذهبه.


                                                                                          حقوق الأقليات

ودعت منظمة التعاون الإسلامي إلى ضمان سلامة المسلمين وحماية الأماكن الإسلامية المقدسة في الهند.

وقالت المنظمة ، التي تتخذ من جدة غرب السعودية مقرا لها ، في بيان لها اليوم، إنها تتابع عن كثب التطورات الأخيرة التي تمس الأقلية المسلمة في الهند, معربة عن قلقها إزاء التطورات الأخيرة المتعلقة بكل من قضية حقوق المواطنة وقضية مسجد بابري.

وأكدت المنظمة "مجدداً على الأهمية الحاسمة التي يكتسبها دعم المبادئ والالتزامات المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والعهود الدولية ذات الصلة ،التي تضمن حقوق الأقليات دون أي تمييز".

وأشارت إلى أن "أي عمل يتعارض مع هذه المبادئ والالتزامات قد يؤدي إلى المزيد من التوتر، وقد تكون له آثار خطيرة على السلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة".


العالم يقف متفرجًا

وفي نفس الصدد يقول  عادل نصر الداعية الإسلامي، إن مسلسل الاضطهاد ضد الأقليات المسلمة لا زال متواصلا، بل إنه لم ينقطع يوما، فما بين اضطهاد الصين للإيغور، وجرائم البوذيين في بورما ضد الأقلية المسلمة في  أراكان، إلى الإجرام الهندوسي في الهند ضد المسلمين، ها نحن نفاجأ بجريمة نكراء ترتكب من متطرفي الهندوس ضد المسلمين في الهند، مع صمت حكومي مريب.

وأضاف نصر ، أن الهندوس يحرقون عددا من مساجد  ويقتلون قرابة الأربعين مسلما، كل هذا يحدث والعالم يقف متفرجا بل لا نبالغ إذا قلنا مباركا، وإلا فأين منظمات حقوق الإنسان، التي صدعت رؤوسنا وأين المنظمات الدولية، وأين المواثيق المزعومة، كل هذا لا يستخدم إلا لصالح غير المسلمين، فلو أن عشر معشار ما يحدث للمسلمين في العالم حدث لغيرهم لقامت الدنيا ولم تقعد، ولرأينا غضبة عالمية لا تُبقي ولا تذر.

وتساءل نصر، كم يتحدث هؤلاء عن التطرف والإرهاب؟، والذي يحدث في أحيان كثيرة يكون بترتيبات منهم، لأنه لا يمت للإسلام بصلة، بل يحدث ضد المسلمين أكثر من غيرهم، في حين أنهم لا ينبثون ولو ببنت شفة عن هذا التطرف الذي بلغ مدى لم نر مثيلا له، كما رأي العالم كله ما حدث للمسلمين في ميانمار، وفي الإيغور، وما يحدث الآن في الهند، وهو منذ سنوات طويلة، قتل وتحريق وتشريد وتعدي على المساجد وأماكن العبادة الخاصة بالمسلمين.


انقسام الأمة

وأكد الداعية الإسلامي، أقولها بكل وضوح لن يتحرك العالم ما دامت الأمة منقسمة على نفسها، حينما تهب أمة الإسلام لنصرة المستضعفين من أبنائها والأٌقليات المسلمة ساعتها سيرتدع هؤلاء، حينما تتحرك الأمة حكومات وشعوب للتعامل مع هذه الدول الجائرة، التي لا ترعى في المسلمين إلًا ولا ذمة، مضيفًا: المسلمون بأيديهم كثير من الأوراق التي تمكنهم من إيقاف هذا الإجرام، ولكن للأسف كيف سيتم هذا والأمة قد انقسمت على أنفسها، وصار بأسها بينها شديدًا.

وتابع، لا بد من تحركات، وفضح لهذه الجرائم، ولا بد من سعي لردع أولائك الذين يرتكبون هذه الجرائم، وهي جرائم ضد الإنسانية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ولا بد وأن تراجع الامة أوراقها وأن تنظر في حالها، وأن لا تستسلم لهذا الضياع والهوان الذي نراه.


صمت القبور

واختتم، بقوله: أمتنا تملك كل المقومات التي تجعلها خير أمة كما أراد الله لها، لكنها للأسف تفرط في هذه المقومات، فلا عجب بعد ذلك، أن يطمع في الأمة عباد البقر والحجر وغيرهم، مشيرًا إلى أننا لا ننتظر أبدًا من عالم يبارك هذه الجرائم بلسان حاله، حين يصمت صمت القبور إزاءها، وكأنها لم ترتكب، لن ننتظر من أمثال هؤلاء موقفا يردع المجرمين، لكن علينا نحن أن نأخذ بالأسباب، التي تمكننا من إيقاف هذه المسلسلات المؤلمة، حتى تعود الأمة إلى عزها مرة اخرى، أسأل الله ان يرفع البلاء عن امة الإسلام، وأن ينصرالمستضعفين.




جذور القصة

يقول الدكتور أصغر غلام محمود رئيس دار أهل الحديث بالعاصمة الهندية نيودلهي، إن الأحداث التي تمر بمسلمي الهند الآن هي الأكثر عنفًا على مدار تاريخ الصراع بين الهندوس ومسلمي الهند.

وأضاف محمود، أن القصة لها جذور، حيث بدأت التخوفات لدى عموم المسلمين في الهند منذ أن تمكن الحزب القومي الهندوسي "بهاراتيا جناتا" من الفوز في الانتخابات التي تمت في عام 2014، حيث أدرك المسلمون أن تمكين الحزب الهندوسي المتطرف، سيكون سببا في إيذائهم والتنكيل بهم، لا سيما وأن تاريخه تجاه المسلمين معلوم.


الحزب الهندوسي

وتابع، أن قوة الحزب الهندوسي أصبحت أكثر قوة، في المرحلة الأخيرة من الانتخابات والتي انتهت في شهر مايو الماضي، حيث حصل الحزب على 300 مقعد تقريبًا، من أصل 540 مقعد، ليكون بذلك قد تمكن من السيطرة في الحقيقة على الكلمة العليا في البرلمان، وبالتالي التدخل في أي تعديلات دستورية.

وأوضح رئيس دار الحديث، أن بداية القصة بظهور حركات إعلامية وشعبية، في ولاية آسام تنادي بطرد كل الذين دخلوا للهند من خلال الهجرة، وبالذات من بنغلاديش وكشمير وبورما، وكان الجميع يتوقع أن يكون هؤلاء المهاجرين مسلمين، لا سيما وأنهم هاجروا من دول مسلمة كبنغلاديش أو أراكان "راخين"، أو غيرهما، إلا أن الحقيقة كانت بخلاف كل الوقعات، حيث تفاجأت الحكومة الهندية بأن أغلب هؤلاء المهاجرين من الهندوس، وليسو مسلمين.


إقصاء للمسلمين

وأردف، لأجل هذه النتيجة فكر الحزب الهندوسي، الذي يسعى لإقصاء المسلمين من الهند، في تعديل الدستور، وبالذات قانون الجنسية الهندي، وإيجاد مادة جديدة تنص على منح الجنسية للمهاجرين من بكاستان أو بنغلاديش أو أفغانستان بشرط، وهو أن يكون هؤلاء المهاجرين من غير المسلمين، وهو ما يعني أنه الحكومة استثنت المسلمين فقط من قانون التجنيس.

وأكد محمود، أن الحزب الهندوسي قام بالفعل بتعديل القانون في ديسمبر الماضي، وللأسف تم اعتماد هذا التعديل بشكل نهائي بسبب استغلال الحزب الهندوسي  لأغلبيته داخل البرلمان، حيث أحسّ المسلمون بأن هناك خطرًا عظيمًا يداهم عليهم حياتهم.

وحول التساؤلات حول أسباب الأزمة الحالية، قال رئيس دار الحديث الهندية: تمرير القانون الطائفي كان سببا لإيجاد حالة من الغضب الشديدة داخل ملايين المسلمين في الهند، فعدد المسلمين في الهند ليس بقليل، مضيفًا: نحن نتجاوز المائتين وخمسين مليون تقريبًا، بهذا القانون الجديد سنتحول إلى "بدون"، لا نتملك جنسية، وكل هذا بسبب قانون طائفي ليس له أية علاقة بالقوانين أو المواثيق الدولية، وإنما هو قانون تم تفصيله وفقًا للدين فقط.




استضعاف وهوان

وأشار الباحث الهندي، هل يتخيل المسلمون، في مشارق الأرض ومغاربها، هذه الخطة الرهيبة التي بدأها ناريندرا مودي، والتي تعني أن مسلمي الهند في لمحة عين، قد يتحولون إلى لقطاء، دون جنسية أو هوية، وهنا لا بد وأن يشار إلى أن عدد مسلمي الهند يختلف تماما عن مسلمي أراكان، أو مسلمي كشمير، فأراكان عدد مسلميها حوالي 8 مليون تقريبا، وكشمير عشرة ملايين، أما المسلمون في الهند فهم اكثر من مائتين وخمسين مليونا، نصفهم أميين للأسف، وبالتالي يسهل على الحكومة أن تحولهم كيفما أرادت.

وتابع، هذا الإحساس الذي أحدثكم عنه الآن، كفيل بأن يجعل المسلمين في حالة من الشعور بالاستضعاف والهوان، مما دفعهم للخروج في تظاهرات سلمية لرفض القانون، وإخضاعهم لتعديله من جديد، حيث تم ترك تظاهرات المسلمين ليومين تقريبًا، إلى أن زادت الأعداد بشكل كبير، فبدأ قيادات الحزب الهندوسي، بالكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبالحديث عبر وسائل الإعلام بالتحريض على المسلمين.


تدمير للمتلكات.. وحرق للمساجد

وبعدها انطلقت عصابات الهندوس بكل قوة، لتدمير ممتلكات المسلمين وتجارتهم، وإحراق مساجدهم، واعتقال الآلاف منهم، دون إبدأ أية أسباب واضحة، والغريب أن الحكومة تقول أنها مشادات بين طرفين، وتغض الطرف تماما عن الخسائر التي حدثت لدى المسلمين.

وأكد محمود، أن حصيلة القتلى من المسلمين حتى اليوم، تجاوزت الـ50 قتيل و400 جريح، كما تم حرق 7 مساجد، واعتقال ما يزيد عن الألف مسلم، حيث تم اعتقال عددًا من الدعاة وخطباءالجمعة، كي لا يتم عمل أية تجمعات للمسلمين، ومنع صلاة الجمعة الماضية، وإحاطة المساجد بعصابات هندوسية تغلقها، فضلا عن المساجد التي حرقها تماما وقتل من فيها.


زيارة ترامب

وأشار رئيس دار الحديث، أن هذه الاعمال الإجرامية جاءت بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للبلاد، وقد توقع المسلمون مزيدًا من التصعيد مع زيارته، وهذا للأسف ماحدث، حيث صرح ترامب بتصريحات تستفز مشاعر المسلمين قاطبة، قال فيها عن رئيس الوزراء الهندي أنه "زعيم استثنائي للبلاد"، وذلك رغم ما أصاب المسلمين في عهده، جراء تطرف الحزب الهندوسي، وأعماله الإرهابية تجاه المسلمين.

وقال محمود، إن جرائم الهندوس الحالية ليست الأولى ولا الأخيرة، لكنها في الحقيقة هي الأبشع والأكثر عنفًا خلال الأعوام الأخيرة، لا سيما وأنها تزايدت إلى الوصول إلى دور العبادة، المدارس ومراكز المسلمين التعليمية والصحية، بمعنى أنهم يخططون لإبادة متوقعة، وهذا ما يثير الذعر في نفوس المسلمين، الذين لم تتوقف تظاهراتهم منذ أسبوع، رغم تواصل الإجرامي الهندوسي.

واختتم، أهيب بوسائل الإعلام المنصفة، والمحطات العربي والإسلامية، أن تساهم معنا في التعريف بقضية مسلمي الهند، وإعادة طرحها من جديد بالشكل الذي تناسب معه، وإلا فمسلمو الهند خلال أيام سيتعرضون لأبشع أنواع الإبادة التي حدثت على مرور التاريخ، وللأسف هذا ما نتوقع حدوثه خلال الأيام القادم، إن لم تحدث ضغوط عربية وإسلامية قوية لردع هذا التطرف الهندوسي المستمر.

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات