باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
أحمد بدر نصار ..صحفي وروائي
لا أخفى عليكم أن صوت الرعد والبرق الذي يضيء
السماء ، نال من أمنى ، وانتابني شيء من الخوف ، وجعلني أتذكر أننا كبشر لا شيء ولو
امتلكنا ذهب الأرض ، فالعالم الذي بلغ من العلم مبلغه ، وراح يتباهي بتكنولوجيته
الجبارة في تصنيع الأسلحة والطائرات العظيمة ، وقف صامتا عاجزا فاشلا في مواجهة
فيروس لا يرى بالعين المجردة "كورونا" ، وقف العالم على رجل ، وخسرت
الشركات المليارات ، وإذا ما استمر كورونا يحتل أجساد البشر فحتما ستزيد الخسائر
المرعبة ، السؤال يؤلمني لماذا الناس لم يتخذوا موقفا مع أنفسهم لاسيما الذين
يظلمون ليلا ونهارا ، والذين يتلذذون بإيذاء البشر ، والذين أحبوا الفساد ، أليس
كل هذه المشاهد التي نعيشها الآن على كوكب الأرض كفيلة بأن تجعل الإنسان يفكر في
حاله وأن يجعله أكثر رحمة وإنسانية ، يجعله يتجرد من حب الدنيا وحب الذات ، يجعله
أكثر قدرة على التواصل والمشاركة في عمل الخير كون ذلك هو الذي يبقى في الدنيا وفي
العالم الآخر ،لماذا لم نعد نفكر ونقيم العلاقة التي بيننا وبين الله ، والتي منها
نحيي ضمائرنا ونعيد تفكيرنا فيما نصنعه مع أنفسنا من فساد وخراب أخلاقي غير مسبوق
.
فكلما
أتذكر عندما شاهد أحد التابعين الكبار الفضيل بن عياض والذي أطلق عليه "عابد
الحرمين" ولده يمسح كفة الميزان بطرف ثيابه ، فسأله عن ذلك فقال يا أبي أخشى
أن أزن للناس غبار الطريق ، فما كان من الفضيل إلا أنه بكى وقال : إن عملك هذا يا بني عندي أفضل من حجتين
وعشرين عمرة ، أين الذين يمكثون بيننا فيسرقون الميزان فيشعرون بنشوة النصر كونهم كسبوا من
وراء فعلتهم النكراء مكسبا عظيما من هذا الموقف ، لماذا لم يعد شيء يحركنا يجعلنا
نعيد التفكير فيما نحن نفعله من حديث النميمة والغيبة وسب الدين لكل غائب ، وإذا
عاد الغائب استقبلناه بكلمات وردية جميلة ، هل نسينا بأن ما نقوله يسجل فورا ،
وألم نتراجع لكي نكون أكثر إنسانية فيما بيننا نحن البشر ، لماذا لم نستوعب ما قاله
المبعوث رحمة للعالمين إن أثقل ما في الميزان يوم القيامة هو حسن الخلق ، وأن أقرب
الناس إليه صل الله عليه وسلم يوم القيامة هو أحسنا خلقا ، لكن الطامة الكبرى أننا
نظن في أنفسنا خيرا دائما وأن الإشكالية في الأخريين، فنعتقد أننا أولياء لا خوف
عليهم والأخريين هم سبب بلاء أمتنا وضعفها ومكوثها في الكهف سنين عددا ، فهل لم
يعد شيء يربكنا ويهزنا هزا لكي نقيم العلاقة مع الله أم نحن جميعا أنبياء لا حاجة
لنا توقظنا من مرقدنا داخل الكهف وأننا الصالحين وغير هم الطالحين .