ما بعد اعتذار الصينيين المزعوم لمسلمي الإيجور عن المجازر بحقهم

  • جداريات 2
  • الثلاثاء 10 مارس 2020, 5:19 مساءً
  • 1129
صورة أرشيفية للعنف ضد مسلمي الإيجور

صورة أرشيفية للعنف ضد مسلمي الإيجور

المصريون أصحاب فطرة سليمة يتجاوبون مع الشائعات العاطفية الإنسانية ذات المنحى الديني وما إن يتلقفوا أي شائعة تمس الدين ودون تحقق يتولون هم جعلها حقيقة بكثرة تداوله، متوسمين أنهم ينشرون الخير، ومن هذه الشائعات الفيديو المزعوم الذي انتشر مؤخرا وتداوله مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي أشباه الفيس و"واتس آب" يظهر فتاة صينية تغني أغنية تعتذر فيها لمسلمي الإيجور عن المذابح التي ارتكبوها في حقهم، مؤكدة أن الإيجورويين شعب طيب.

وظهرت المغنية الفتاة، وهي ترتدي كمامة، وتذرف الدموع بغزارة وهي مرددة كلمات الأغنية: "لم نكن نعلم اننا سنقع في ورطة الصين تعتذر للمسلمين، لم نكن نعلم الإيجور شعب طيب أرجو أن يسامحونا عما بدر من حكومتنا سامحونا أيها المسلمون".

كنا نتمنى ان يكون الفيديو حقيقة لكن للأسف صدمنا أن الترجمة المصاحبة للفيديو القصير خاطئة ومغلوطة تماما، واتضح أن المغنية تغني تضامنا مع ووهان وأهلها بعد تفشي فيروس كورونا بها وتبكي على مفقوديها جراء كورونا وليس على ضحايا القتل من المسلمين الإيجور.

من هنا وجب التحذير تجاه مثل هذه الشائعات وألا نجعل خيالنا يجمح ويصور لنا ما نتمنى أنه أصبح أمرا واقعيا حتى لا نضيع قضايا مهمة مثل الذي يتعرض له المسلمون في الإيجور فعلينا التحقق أولا قبل التداول، ونضر بالقضية من حيث أردنا أن نخدمها.

يذكر أن فيروس كورونا يواصل انتشاره حول العالم بصورة مذهلة، لينشر حالة من الرعب بعد أن تجاوز عدد الإصابات به حاجة 100 ألف مصاب توفي منهم تما يقرب من 5 آلاف حالة وما زالت الإصابات والوفيات في تزايد مستمر ما حدا بدول العالم رفع حالة الطوارئ وأخذ الإجراءات الاحترازية التي تعددت بين إيقاف السفر بين الدول وإيقاف الدارسة بالمدارس ببعض الدول ومنع التجمعات، وغيرها من الإجراءات الاحترازية.

وقد سبق تفشي كورونا عمليات تصفية واسعة من قبل حكومات الصين وبعض الميلشيات هناك لمسلمي الإيجور في إقليم تركستان الشرقية،وسط تكتم عالمي، وربما هو الذي جعل الكثيرين يعتبرون كورونا بأنه عقاب من الله بدأ من الصين لينتقل إلى بقية العالم جراء صمته على هذه المجازر بحق المسلمين، وبرما هذا أيضا ما يجعل البعض يصدقون الاعتذرا المزعوم في الفيديو سالف الذكر، واعتبرو الفيديو إذانة من الصينيين لنفسهم وندم على ما أسرفوا في حق مسلمي الإيجور.

تعليقات