هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
المرأة المسلمة ..أرشيفية
لن تجد المرأة تكريما لها مثل ما صنعه الإسلام لها ،فإذا كان العالم اليوم يحتفل باليوم العالمي للمرأة فإن الإسلام جعل عيدا للمرأة كل يوم بتكريمها وصيانتها ونظرته لها بأنها هى من تقوم الأمة مع الرجل حيث يقول محمد فريد في موسوعة معارف القرن العشرين: الإسلام قد سبق الأمم كافة في اعتبار المرأة شريكة للرجل في الحياة بنص قوله تعالى " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة" وقرر بأنها كائن متمتع بكل الخصائص الإنسانية التي تؤهلها لأرقى مراقي الكمال، البشري حتى النبوة فقد قيل إن مريم كانت نبية. وقد أباحت لها الشريعة الإسلامية بأن تتولى القضاء بين الرجال وأن تلي الإفتاء في شؤون المسلمين. وأجازت لها بان تتصرف في أموالها استغلالا وإيجاراً ورهناً وبيعا، وحث الشارع على أن تحضر المرأة المجامع الدينية والنوادي الشورية العامة عند طروء حادث من الحوادث على المسلمين وجوز لها أن تبدي رأيها في وسط الجموع وعلى الحكومة أن تحله محل الاعتبار إن كان حقاً حدث عند ما كان يريد الخليفة الثانب أن يحدد مهر المرأة خشية الإسراف أن قامت إليه امرأة من الحاضرين فعارضته وهو على منبر الخطابة وأثبتت له خطأه بنصوص الكتاب فاقتنع بحجتها وأعلن للناس بأنها أصابت وأقلع عن مشروعه، وقال جملته الشهير أخطا عمر وأصابت امرأة ، كما أن الإسلام يرى أن المرأة في بيت زوجها سيدة محترمة لا خادمة ممتهنة فليس عليها أن تخدم زوجها ولا تمتهن نفسها في الخدم البيتيّة جبراً بل لو لم تحسن الطبخ وجب على زوجها أن يأتيها بالأكل مجهزا ولا يوجب الشارع عليها إرضاع ولدها ويجبر الزوج على استرضاعه بواسطة مرضع مأجورة إن لم ترد الأم إرضاعه.
إذا تأملنا في هذه الحقوق الممنوحة
للمرأة فليس في وسعنا أن نتخيل أن فوقها مرمي. هذه الحقوق التي نفاخر بها قد أتى
بها النبي الأمي محمد قبل 1400 عام وهو في أمة لا تعرف للمرأة حقاً وبين أمم كلها مستعبدة
للنساء.
المرأة مكلفة مع الرجل من الله جل
جلاله في النهوض بمهمة الاستخلاف في الأرض. فقد قال الله في كتابه الكريم: وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ
خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء
وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ
تَعْلَمُونَ .
المرأة على درجة واحدة مع الرجل في
التكريم والإجلال عند الله. قال الله في كتابه وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ
وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا .
قدسية حياة المرأة والرجل على مرتبة
واحدة من المكانة والصون عند الله قال الله في كتابه " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن
قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ
النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا
وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم
بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ" .
المرأة منبت البشرية ومنشئة أجيالها
قال الله في كتابه الكريم" يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ
مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ
اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا"
المرأة في الزواج سكنًا ومصدرًا للمودة والحنان والرجل لها ذلك قال
الله في كتابه "وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا
لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون"
وفي بحثه "مكانة المرأة في الإسلام " يقول هاني أبو العلا إن الإسلامَ يخاطب الرجال
والنساء على السواء ويعاملهم بطريقةٍ شبه متساويةٍ، وتهدفُ الشريعةُ الإسلاميةُ
بشكلٍ عامٍ إلى غايةٍ متميزةٍ هي الحمايةُ، ويقدم التشريع للمرأة تعريفات دقيقة
عما لها من حقوق ويُبدي اهتماماً شديداً بضمانها، فالقرآنُ والسنةُ يحُضَّان على
معاملة المرأة بعدلٍ ورِفقٍ وعَطفٍ ، لافتا إلى أن الإسلام رفعَ شأن المرأة في
بلاد العرب وحَسَّنَ حالها، بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى الزوجات
بطاعة أزواجهن، وقد أمر بالرفق بهن، ونهي عن تزويج الفتيات كُرهاً وعن أكل
أموالهن، ولم يكن للنساء نصيبٌ في المواريث أيام الجاهلية، بل إنَّ الرجل كان إذا
بشَّره أهله ببنتٍ اسودَّ وجهُهُ، وقد حكى القرآن ذلك فقال سبحانه وتعالى: ﴿
وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ
كَظِيمٌ * يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ
عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾ ومن صور
تكريمها أيضاً قد نزلت سورة خاصة بهنَّ تسمى سورة النساء توضح فيها أحكام
المواريث، وكيفية معاملة المرأة في حال نشوزها فقال عز وجل: ﴿ الرِّجَالُ
قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ
وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ
لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ
فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ
أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا
كَبِيرًا ﴾.
فقد بيَّن الله تعالى صفة المرأة الصالحة في هذه
الآية، والمرأة التي في حال نشوزها بأن يعاملها الرجل بتدرج لطيفٍ رحيمٍ بالمرأة،
حيث بدأ بالموعظة لها، ثم بهجرها في المضاجع، ثم في المرحلة القصوى بضربها بشرط أن
يكون ضرباً غير مبرحٍ، وهذا يعدُّ من التكريم العظيم للمرأة من قِبَل الله الخالق
الرحيم الرحمن.
ومن تكريمها أيضاً مساواة المرأة
بالرجل في تعدد ألفاظ كل منهما في هذه السورة، وقد بيَّن الله تعالى فيها أحكام
المواريث، ووعد فيها بالعقاب لمن خالف حدوده فيها، وجعل هذا التقسيم خاصاً به
سبحانه وتعالى، فقال عز وجل: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ
فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ
﴾ النساء : 13-14