سعيد صادق يكتب: كيف رد الأزهر الاعتبار للإمام الشعراوي بهدوووء؟

  • جداريات 2
  • الأحد 08 مارس 2020, 5:58 مساءً
  • 3692
الإمام محمد متولي الشعراوي

الإمام محمد متولي الشعراوي

الأزهر لا يبتذل ولا يتصاغر بالردود الطائشة والتفرغ للرد على مهاجميه بشكل مسفّ، فهذه طريقة الأقزام والأفسال، فليس الأمر بكثرة عوائهم، وإنما العبرة بحجم الحجر الذي يهشم الأسنان ويسكت هذا العواء لتكمل القافلة الطريق في هدوء ، هكذا يفعل الأزهر، وعلى رأسه فضيلة الإمام الطيب في معاركه ينتظر ثم ينتظر ثم يلقم النابحين حجرا يسقط أسنانهم، بردود هادئة وعملية، ثمر يتركهم.

ومن ضمن ما طال الأزهر تلك الحملة المسعورة التي شنها التيار اليساري المتطرف ضد الشيخ الشعراوي أحد رموز الأزهر العظام والكبار بل أحد رموز التسامح القلائل الذين يندر أن يجود الزمان بمثله فوصموه بالإرهاب والتطرف وألصقوهما به لصقا، وعادة مكررة عندهم من وقت لآخر ربما في محاولات لجر الأزهر ومحبي الإمام إلى ردود انفعالية من وقت لآخر، لكن ليس الأزهر بالغر الذي يقع في الفخ.

جاءت ردود الازهر هادئة وعملية وعلمية ومنها مثلا، أنها طبعت قطوفا مختارة من كتاب للشيخ الشعراوي بعنوان شبهات وأباطيل خصوم الإسلام والرد عليها وجعلته هدية العدد مع مجلة الأزهر، وهي مجلة تتسم بالوسطية والانتشار الكبير وفي متناول يد الجميع، ولعل أهم ما في الكتاب أنه يوقف الناس على فكرين، فكر هؤلاء المجذوبين إلى الأفكار الإلحادية من الشرق الذي ينكر وجود الله أصلا والغرب الذي يكذب رسالة نبينا الكريم، وفكر الإمام الوسطي المعتدل الرزين الهادي القويم في لتنفيد هذه الأفكار ، ويتجاوز الكتاب ومؤلفه الحاضر والأفكار التي يناقشها ويعطي كما يقول الشيخ الشعراوي "خميرة" للشباب يتحصن بها ضد هذه الأفكار حال تعرضوا لمناقشتها أو مناظرتهم من أصحابهم فيكونوا محقونين بالمصل المضاد ومناعتهم قوية ضدها.

الأمر الثاني الذي استثمره الأزهر في رد الاعتبار للشيخ الجليل هو  استغلال معرض الكتاب وزخم جمهوره واختيار الشيخ الجليل شخصية شرفية لجناح الأزهر به، وعقد ندوات حول فكر الإمام ومنها الندوة التي تناول فيها الدكتور أحمد عمر هاشم فكر الإمام ووسطيته وتعريف من لا يعرف- إن كان هناك مسلم لا يعرف- بفكر الشعراوي الوسطي المسنير.

ولم ولن تتوقف محاولات النيل من الأزهر ورموزه وعلى رأسهم  الشيخ الشعراوي وسيظلان أبد الدهر  شوكة في حلوق أصحاب الأفكار العبثية والهدامة ودعاة الإنسانية الزائفة.

وكانت قوى اليسار المصري المتطرف شنت مؤخرا، ضمن سلسلة حملاته التشهيرية، حملة مسعورة على فضيلة الإمام محمد متولي الشعراوي اتهموه بالتطرف والتشدد، وجاوز البعض منهم الشطط ومنهم الإعلامي إبراهيم عيسى واتهم الشعراوي بأنه أحد أسباب الإرهاب في مصر، وهو ما لاقى استياء كبيرا عند الكثير في مصر من الشعوب العربية، وتصدوا لهذه الحملة المسعورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مبرئين الشعراوي من هذه الاتهامات الباطلة. 

تعليقات