هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
احمد بدر نصار .. صحفي وروائي
لو يدرك الناس ما في الأعمال الإنسانية لمرضاة الله ما فعلوا في حياتهم غيرها، ولك أن تعلم أن الإنسان بعد موته لن يندم على شيء تركه في حياته مثل الصدقة، مصداقا لقوله تعالى: "فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِى إلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ" ولك أنت تعلم أن من أعظم الأعمال التي يحبها الله جبر الخاطر، ولك أن تعلم أيضا أن استجابتك لأخيك الإنسان المتعثر في حاجة ما، لهي عند الله أحب من أن تصلي وتعتكف لمدة 30 يوما في المسجد النبوي، فقال النبي صل الله عليه وسلم فيما معناه "ولأن أمشي مع أخي في حاجة أحب إلي من أن اعتكف في مسجدي هذا شهرا".
ولكن ما علاقة هذا المقال بفيروس كورونا الذي لا يرى
بالعين المجردة، ولكن أوقف العالم بكل ما يملك من قنابل ذرية وصواريخ عابرة القارات
وطائرات بلا طيار وأقمار صناعية ترصد كل الأرض على قدم؟ ولأن المملكة العربية
السعودية منعت العمرة وأرجعت المئات من مطاراتهم، فلماذا لا يسعى كل مسلم في مصر
وحول العالم من أن يجعل أموال العمرة أو جزءا منها في التبرع لبناء المدارس
والمستشفيات ومساعدة المرضى وتجهيز الشباب المقبلين على الزواج ومن يبحث عن من
يسدد له ديونه المتراكمة، فقد كان الإمام الفضيل بن عياض وهو أحد أعلام أهل
السنة حتى إنه لُقِّب بــ"عابد الحرمين" من كثرة خشوعه وتضرعه إلى الله، وف] أحد الأعوام كان يتجهز للحج
وهو في طريقه وجد أمراه فقيرة تبحث في القمامة عن لقمة تسد بها جوع أطفالها،
فأخرج الفضيل بن عياض كل أموال الحج ومنحها لهذه السيدة وأخبر رفقاءه الذين كانوا
سيذهب معهم إلى الحج أنه لن يذهب معهم لظروف طارئة، ذهب رفقاؤه وإذا أحدهم يرى
الفضيل يطوف بالكعبة معهم، وعندما كانوا يذهبون إليه ليحدثونه لا يرد عليهم،
وعندما عادوا سألوا عن السر فأخبرهم أنه لم يذهب للحج كما أخبرهم، ونام في ليله
هذه وسمع مناديا: يا فضيل أكرمت المرأة ونحن قبلنا من ما صنعته معها وكتبنا لك ثواب
الحج.
والرسالة هنا التي أريد أن أبعثها لكل الناس التي كانت نيتها أن تؤدي العمرة هذا العام، أن تبحث عن مستشفى تعاني من نقص المعدات والأدوية وتتبرع، أو تبحث عن يتيمة مقبلة على الزواج لتجهيزها، فهذا أحب إلى الله، وتقبل الله منكم، فليس هناك ما يضاهي الأعمال الإنسانية وجبر الخاطر فإنها تفتح كل أبواب الخير على الإنسان وتغلق كل أبواب الشر .