أحمد بدر نصار يكتب : أغاني المهرجانات والفلاح الذي أهمل أرضه

  • جداريات Ahmed
  • السبت 07 مارس 2020, 1:18 مساءً
  • 1928
أحمد بدر نصار ..صحفي وروائي

أحمد بدر نصار ..صحفي وروائي

لا أحد يختلف على أهمية الفلاح في حياة الأمم والحضارات ، فلولا الفلاح لحدث خللا مروعا في اقتصاديات الدول ، فمثلا مصر كونها من أقدم الحضارات على كوكب الأرض وكان للفلاح قيمة كبيرة جدا في حياة مصر قديما وحديثا ، فلولا الفلاح في بلادنا لبلغت حزمة الجرجير لعشرين جنيها ،والحقيقة هذا ليس جوهر موضوعنا بل جوهره هو إذا أهمل الفلاح أو المزارع أو مهندس الزراعة الزراعة أرضه أو مزرعته  ولم يعد يهتم بها هل سيكون هناك محصول جيد ؟ الإجابة أكيد لا بل سوف يتعرض المحصول للتلف ؟ لماذا لأن المزارع لم يعطه حقه ولم يأخذ  بالأسباب التي تجعل محصوله جيد ، فضلا عن أن إهماله جعل حشائش ضارة تنب بجانب المحصول المزروع وبالتالي أثر عليه بالسلب ، فاختفى المحصول المزروع وخرج بدلا منه حشائش مضرة ، ولكن يبدوا للشخص البعيد أن هذه الأرض مزروعة ومظهرها يرد الروح ولكن لو اقترب منها سيدرك أن المحصول الأصلي قد تلف وأن ما يراه ما هو إلا حشائش ضارة نبتت في ظل إهمال الفلاح في منعها من النمو ، هكذا معظم أغاني المهرجانات التي تشعر أنها تستخدم مقام الحشيش بدلا من مقامات الموسيقى المعروفة مثل مقام الصبا  أوالنهواند أو حتى  مقام الحجاز  ، تشعر بأنها أصوات خرجت من رحم الكهوف ، خرجت لتدمير الذوق العام والطعن فيما تبقى من أخلاقنا وذوقنا العام ، خرجت لتضربنا في مقتل لتجذب الشباب نحو التوهنه واللامبالاة والضياع ، وبالتالي الفلاح هنا المقصود قد يكون الأب أو الأم أو المدرس أو الأخ الكبير أو أساتذة الجامعات والمفكرين والكتاب الذين أهملوا الأرض لسنوات طويلة أدت لظهر أغاني المهرجانات ولك نجد غيرها فراحت أطفالنا تتراقص عليها وتتغنى بها ، والأفدح أنهم يتهموننا نحن بأننا لم نستوعب "الحشائش الضارة الجديدة" أقصد أغاني المهرجانات التي ملئت كل شيء من حولنا ، والمدهش أنا عدد كبير من مؤدي المهرجانات تشعر كما لو من طقوسه يتجرع شيء من المخدرات كي يغني ويطربنا .

وعلينا جميعا أن نتحرك لاتخاذ اللازم تجاه هذه المهرجانات المؤلمة والمدمرة للذوق العام ، لا أطالب الأجيال الجديد بالرجوع للطرب الأصيل من أم كلثوم وعبد الوهاب وحليم ورشد ومحرم فؤاد ولكن أسمعوا ما يحلوا لكم ولكن أسمعوا شيء مفهوم يرتقي بأسماعنا ولا يؤذيها ، وفي النهاية الحل الأمثل لكل مشاكلنا يبدأ من التعليم والأخلاق إذا كنا مخلصين للنهوض بهذا الوطن فعلينا أن نستخدم وفورا سلاحي التعليم والأخلاق لبناء إنسان عظيم لوطن عظيم، قادر على التحديات ، وصدق أمير الشعراء حينما قال : وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَت ..فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا ...ونحن بالفعل ذهبنا وننتظر العودة أو طريق اللاعودة. 

تعليقات