الشاعر السعودي إبراهيم الجريفاني لـ"جداريات ": نعاني من أزمة في النقد العربي

  • جداريات Ahmed
  • الأربعاء 04 مارس 2020, 2:59 مساءً
  • 1064
الشاعر إبراهيم الجريفاني

الشاعر إبراهيم الجريفاني

- الشعر لغة الحياة ونبضه لمن آمن بها

- كتاباتي الشعرية هي تعرية الحياة والكتابة بحبر الضجيج

حوار : أحمد بدر نصار

يعد الشاعر السعودية إبراهيم الجريفاني أحد أبرز شعراء الخليج في الشعر الحر الحديث بالمملكة والوطن العربي، لكن قضيته الأولى كانت مختلفة تماما. والجريفاني، نشأ في مدينة الدمام وهو مواليد مدينة عنيزة - محافظة القصيم 11 ينــاير 1958 متزوج وله أربعــة أبناء، ولعل تلك النشأة كان لها أثرا على الموروث الأدبي والثقافي في الخليج العربي فتأثر بالشعر والفنون، التي تختلف عن بيئة الأدب الشعبي في نجد. بدأ قراءة الشعر في سن مبكرة وكانت له مساهمات عدة في إذاعة المدرسة والصحف الحائطية التي أنبأت عن ميوله الأدبي. وهو شــاعر وناشر، وعمل في الإعلام متعاوناً لمدة 25 عاماً منذ 1975م في صحيفة اليوم والجزيرة ومجلة اِقــرأ وصحيفة السياسة الكويتية -مديراً لمكتبها بالمملكة- وصحيفة الرياض وجريدة العصر السعودية الصادرة في قبرص وصحيفة الرياضية. معد ومقدم برامج بالتلفزيون السعودي برنامج مع الناس من المنطقة الشرقية 1979 – 1981م. وصدر له عشرات الأعمال الأدبية والشعرية منها كتـاب "أضواء على البولينج" - ريـــاضي، ديــوان"بـــوح المشاعر" خــــــــــــواطر، ديــوان "قـلـب من خــوص" شــعر، "ديـوان"  أنـســنـة الحــرف" شعـــر، ديوان "نثيث الروح" شعر، ديوان "وِرْدُ الحب" شعر، ديوان "ترائبُ نورانية" شعر وديوان "إمرأة لعة" وديوان "خدين السماء" وغيرها من الأعمال الأخري. التقت "جداريات" بالشاعر إبراهيم الجريفاني وكان هذا الحوار:

-الشاعر إبراهيم الجريفاني من جاء بك إلي الشعر؟ وكيف أغرتك القصيدة؟

الحقيقة كيف بدأت مع القراءة. كانت المدارس منذ خمسين عاماً، ذات مناخ فكري، إذ كان هناك تنافس كبير على القراءة والمساجلات الشعرية بين المدارس، وهذا أوجد بيئة مرغبة ومحفزة للقراءة، ولم يكن وقتئذ من الترفيه كما هو اليوم، فكانت المجلات والكتب هي ملاذنا، وبالطبع الرياضيات المختلفة، وكان للمعلمين دور أكبر، فكان المعلم يعي حقيقة رسالته ويصقل مواهب الطلاب كل وفق مشربه. إلا أنني عشقت التمرد منذ الصغر، فكنت أبحث عن الشعر الغربي.

ودعني أقول كيف تبدو الحياة من دون شعر؟ من يعيش الحياة وليس من تعيشه الحياة، يستطيع أن يلمس الجراح ويتذوق آلام البشرية ممن يلتقيهم، فبيننا ألف قلب منفطر وأجساد نازفة مبتسمة لتواري الألم، ومع كل ما تأتي به الأيام وما صرنا إليه في الشارع العربي، وحتى في معتقداتنا الدينية، ذلك كله من لا يشعر به لا يُعتبر من الأحياء، لهذا فإن الشعر الذي اعتنقته هو تعرية الحياة والكتابة بحبر الضجيج، لعل الصوت يكون مؤثراً في ضمائر عانقت الغياب ورسخته، ولهذا أيضاً اخترت ألا يبقى صوتي ساكناً مدجناً، وسأحمل قلمي منسأتي أتوكأ عليها حتى يأتي يوم كان موعوداً، والشعر لغة الحياة ونبضه لمن آمن بالحياة.

-كيف ترى تأثير الطفرة الثقافية التي تعيشها المملكة العربية السعودية حاليًا؟

لا شك هذه الطفرة سوف تساهم في الحراك الثقافي والفني للمملكة وسوف تفتح الكثير من أبواب الإبداع داخل المملكة العربية السعودية وبها حراك ثقافي كبير ويتطور كل يوم.

-هل الأندية الثقافية في المملكة قادرة على خلق مبدعين جدد؟

للحقيقة الأندية الثقافية السعودية في حاجة إلى تطوير وبالفعل تم إلغاء بعض البنود في لوائح الأندية التي كانت تعيق الإبداع والحراك الثقافي داخل المملكة ، والأندية يجب أن يكون مجلس إدارتها من الشعراء والمبدعين بجانب الأكاديميين حتى تكون الأندية قادرة على مواكبة التطورات وخلق المزيد من الفرص أمام المبدعين من الشعراء والكتاب والأدباء والفنانين التشكيلين وغيرها.

-نلاحظ أنك تقيم حفلات توقيع لأعمالك وتكون مصحوبة تلك الحفلات بأعمال إنسانية مع الحكمة في ذلك؟

الحقيقة كنت حريصا أن يكون للفن دورًا غير عادي في خدمة المجتمع في مختلف المجالات، فالعام الماضي كان حفل توقيع ديوان "خدين السماء" وكان معه معرض فن تشكيلي وكان مبيعات الحفل مخصصة لمستشفي بهية لعلاج سرطان الثدي عن النساء وقبلها بعام كانت فكرة إقامة حفل توقيع ديواني"امرأة لعًة " مع معرض تشكيلي واتفقت أن يكون 75% من مبيعات الحفل تذهب لمستشفى أطفال 57357 في القاهرة فضلا عن وجود تبرعات عامة أثناء الحفل تذهب جميعها لمرضى السرطان من الأطفال، والهدف من إقامة الحفل بالتعاون مع المستشفى بمثابة إحياء سنة حسنة يقوم بها كل مبدع في العالم العربي في أن يكون يسخر إبداعه وفنه لخدمة المجتمع بشكل أكثر واقعية وهذا أمر يجب أن يعمم في كل المجتمعات العربية، وهناك بالفعل أصدقاء شعراء وأدباء أعلنوا لي أنهم سيصنعون مثل ما فعلته في هذا الحفل أن يكون كل حفلات توقيع أعمالهم ومعارضهم فيها جزء يذهب لخدمة المجتمع، وأنا أتعهد من منبري هذا أن تكون كل حفلات توقيع أعمالي فيها جزء يذهب لخدمة فئات في المجتمع في حاجة ماسة لخدمتنا ومن هنا يجب تغير صورة المثقف أو الشاعر أو الأديب أنه ليس في عزلة عن الناس أو مجتمعه بل هو جزء لا يتجزأ من حياة المجتمع.


- لماذا كان اختيارك لمدينة القاهرة لتوقيع أعمالك؟ واقتران تلك الحفلات بمعارض تشكيلة لفنانات مصريات وعرب؟

القاهرة تعتبر منبرًا ثقافيا ومنبر مهم لغاية، فأنا تبدأ انطلاقة كتبي من بيروت ثم إلى القاهرة، فالجزائر وتونس والمغرب وباريس والأردن وسوريا. انتقل من عاصمة إلى عاصمة حتى التقى بالقراء الذين يعرفون ويتابعون إبراهيم. وهي أيضا محاولة لنشر الفكر. أما اقتران توقيع دواويني بمعارض تشكيلة لفنانات، فهذا يرجع لكوني متبني قضايا المرأة في الوطن العربي، فأنا أتيح الفرصة أمام الفنانات ليعبروا عن قضايا المرأة من خلال الفن التشكيلي، فالشعر والفن التشكيلي هما وجهان لعملة الإبداع.

-كونك شاعرا  ألم ينتابك ضيق من ترديد عبارة  نحن في عصر الرواية؟

إطلاقا أنا أؤمن أن كل فترة زمنية يكون جنيا من أجناس الأدب يتصدر المشهد الثقافي والمعارض الدولية وأنا أعترف أن الرواية متصدرة المشهد ولكن ربما السير الذاتية حاليا تعيش حالة من الانتعاش لدى القارئ العربي فكل وقت له جنس أدبي معين يعلن عن نفسه.

-بما تفسر عدم إقبال الشباب على الشعر العربي في الفترة الحالية ؟

ربما ضعف اللغة العربية ساهم في عزوف الشباب عن الشعر، ولكن لكي أكون منصفا هناك شباب أقابلهم في مختلف البلدان العربية يحرصون على حضور الندوات الشعرية وهناك شباب من الشعراء يعلنون عن أنفسهم من حينا لآخر، ولكن سيظل الشعر هو الشعر التذوق والإبداع.

-هل ترى أن النقاد يجاملون الرواية والقصة على حساب الشعر؟

لا نستطيع أن نقول ذلك وأن كان هناك عدد كبير من النقاد يذهبون للرواية دون الشعر، ولكن أسمح لي أن أقول أننا نعاني من أزمة في النقد العربي بشكل عام ومازال عدد كبير من النقاد في العالم العربي في حاجة إلى تطوير أنفسهم والتخلي عن القوالب التقليدية في نظريات النقد وعليهم الإطلاع على النقد الحديث في العالم كي يخرجوا من بعض القيود التي تجعلهم في منطقة محددة

-لكن أنت دائما ما تختار أسماء لدواوينك من الشعر الجاهلي؟

أنا أبحث وأنقب في الشعر الجاهلي عن كلمات عربية منسية، وأحاول أن أظهرها للقاري العربي لكي يطلع عليها ويتعرف عليها، فمثلا ديواني" امرأة لعًة " تعني المرأة المليحة العفيفة وكلمة "لعة" غير مستخدمة ولم يعرفها الكثير من القراء في العالم العربي فهناك فرق بين استخدام مفردات عربية وبين استخدام نظريات نقدية لم تعد قادرة على مواكبة العصر، فهناك اليوم تطور وطفرة في الشعر في العالم كله وعلينا نحن العرب أن نواكب هذه الطفرة لأنا أصل الشعر واللغة الفصيحة.

-ديوانك الأخير "خدين السماء" حدثنا عنه؟

 الحقيقة الديوان استكمال للرسالة الفكرية التي أعتنقها وأود أن أبلغها، من يتابع أعمالي يعي أن الرسالة التي اقصدها تتكامل بين ديوان وآخر، ومجاراة للمتغيرات التي نعيشها، فالشاعر راصد ومحلل لما يجري ثم مجسد له، والشاعر ما لم يكن مؤثرا في مجتمعه العربي لا يكون شاعرا، فلست ممن ينتمي لمنهج النظم البعيد عن مدلول وهدف يثير الفكر ويرصد الصدى، مع تعميق للثوابت التي ننتمي لها دينا وفكرا وقيما، ولا أخفيك أنني ناقد لكل أعمالي وراصد لما يقال ويكتب عنها، وقريب جدا ممن يقرؤون لي وأستمع لهم وأحاورهم وألتقيهم، لهذا ألمس التأثير وأرى المتغير.

-لك 11 ديوانا هل تفكر في كتابة الرواية مستقبلا؟

الحقيقة أن هناك رواية بالفعل سوف أبدا في كتابتها قريبا، والمفاجأة أنها ستكون رواية غير تقليدية وفي الوقت نفسه ستكون مكتوبة بأسلوب مر عليه حوالي 100 عام وهي طريقة في كتابة الرواية اكتشفتها في التراث العربي القديد وسوف تكون مفاجأة من حيث الأسلوب والطريقة السردية والمضمون.



-ماهو جديدك حاليًا؟

لي ديوان جديد بعنوان "رواء الشعر" وسوف يتم توقيعه في القاهرة خلال أيام مع معرض فن تشكيلي هذا العام للأطفال وأيضا به جانب إنساني والتبرع لأحد المؤسسات الخيرية.

تعليقات