رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

إنجي الحسيني تكتب: مسلمو الهند.. مأساة يتجاهلها العالم

  • جداريات Jedariiat
  • الثلاثاء 03 مارس 2020, 7:44 مساءً
  • 822
الكاتبة إنجي الحسيني

الكاتبة إنجي الحسيني

فى أعنف هجوم طائفي بالهند من قِبل جماعة الهندوس وصف بأنه الأسوأ منذ عقود، تم حرق منشآت وبيوت للمسلمين وسقوط حوالي أربعين قتيلاً وأكثر من مائتي مصاب .

ومن المستغرب أن يكون مقبولًا وعاديًا أن يمرر هذا النوع من الاٍرهاب، فقط لأن القتلى من المسلمين كما يحدث بأماكن متفرقة بالصين من حين لآخر ، وأقل ما يمكن توصيفه لتلك الفوضى بأنها "إرهاب فكرى عالمى "والغريب أن مفكرينا الجهابذة سكتوا وهم من ينبشون عن كل ما يسيء لدينهم ويصدرونه للمختلفين معه وعندما تقع الإساءة على كل ما هو إسلامي يسكتون وهم من يبحثون عن الحريات وما يسمى بالعلمانية.

وطالما تباهت "الهند" بأنها دولة علمانية ديمقراطية وفيها حرية كاملة للأديان كافة، واتضح مؤخرًا زيف تلك العلمانية عقب إصدار رئيس الوزراء قانون المواطنة الجديد، الذي يمنح الجنسية الهندية للاجئين ولأقليات الدول المجاورة للهند، بينما يتم استبعاد المسلمين، مما دفع المسلمين إلى التظاهر على مستوى البلاد بسبب المخاوف من أن القانون ينطوي على تمييز ضدهم ويقوض الأسس العلمانية للهند بجعل الدين أساس المواطنة.

وعلى الرغم من أن مسلمي الهند يزيد عددهم عن 200 مليون شخص إلا أنهم أقلية، وتعديل قانون المواطنة سيجعل من السهل على الأقليات المضطهدة من أفغانستان وباكستان وبنجلاديش المطالبة بالجنسية الهندية ولكي يكون الفرد مؤهلاً للحصول على الجنسية بشكل عاجل يجب أن يكون هندوسيًا أو سيخيًا أو جينيًا أو بارسيًا أو مسيحيًا أو بوذيًا. وهو ما اعتبرته منظمة العفو في الهند قانونًا، يضفي الشرعية على التمييز على أساس الدين ويشكل انتهاكًا واضحًا لدستور الهند والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

واندلع العنف في دلهي بعد أن حرض كابيل ميشرا، زعيم حزب بهاراتيا جاناتا، حشدًا هندوسيًا على العنف ضد مجموعة من المسلمين الذين كانوا يقطعون الطريق في شمال غرب دلهي، احتجاجًا على قانون الجنسية، حيث بدأت المجموعات من الجانبين بإلقاء الحجارة ومهاجمة بعضهم البعض، مما أدى إلى تصعيد العنف والذى استمر لمدة أربعة أيام بدون تدخل الشرطة الهندية فى تجاهل متعمد مما دعا العديد من المسلمين لترك منزلهم خوفًا من هجمات الهندوس.

ولم يكن الاعتداء على المسلمين  هو الأول من نوعه فى تاريخ دولة الهند، ولكن  مارست الحكومة الهندية مدعومة من الطائفية الهندوسية أسوأ أنواع الاضطهاد ضد المسلمين، فعلى سبيل المثال وفي فترة انفصال باكستان عن الهند قتل ما يقارب المليون مسلم، كما تم اضطهاد مسلمي كشمير، حيث قتل إلى الآن ما لا يقل عن سبعين ألف مسلم، بسبب مطالبتهم بحقوقهم التي كفلتها لهم القوانين الدولية الممثلة بقرارات الأمم المتحدة، والتي تنص على إعطاء الشعب الكشميري حقه في تقرير المصير، كما تشهد مدينة أحمد أباد الصراع بين المسلمين والهندوس على أحقية المسجد البابري والذى تم هدمه بالكامل على يد جماعة الهندوس عام 1992ولكن المدينة شهدت حرب شوارع مما أدى لسقوط أكثر  قتيل 3000 غالبيتهم من المسلمين.

هذا ويربط البعض بين أعمال العنف و تصريحات  ترامب التى  أدلى بها أثناء زيارته للهند حيث  صرح بأن : "الولايات المتحدة والهند متحالفتان ضد الإرهاب الراديكالي الإسلامي" وعليه فقد تحركت جماعة الهندوس مباشرة واستغلت الموقف لصالحها وشنت موجة عنصرية جديدة  ضد المسلمين الذين لا يوجد فى تاريخهم إلا محاولات لئيمة المقصد لإظهارهم بوجه المعتدي وتجاهلهم تمامًا عندما يعتدى عليهم ، حتى يصير الإرهاب الواقع عليهم مقبولًا كما يجرى الآن من أحداث ضد مسلمي الهند مع تجاهل عالمي بحجة أن ما يحدث هو شأن داخلي خاص بدولة الهند لا يجب التدخل فيه ، والسؤال هل يلتزم العالم الصمت لو انقلبت الآية وصارالمعتدى عليهم هم جماعة الهندوس وليس الأقلية من المسلمين ؟! أعتقد أن التاريخ يحمل فى طياته إجابة هذا السؤال..


تعليقات