رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

الكاتبة نوال حلاوة: أحتفظ بحقي في العودة إلى فلسطين.. ومصر أساس انتشاري الأدبي

  • معتز محسن
  • الأربعاء 12 فبراير 2020, 6:24 مساءً
  • 2002
الكاتبة نوال حلاوة الزميل معتز محسن

الكاتبة نوال حلاوة الزميل معتز محسن

هي من أرض مقدسة كُتب عليها الفوز بشرف احتواء الديانات السماوية، وفي نفس الوقت كتب عليها الشقاء والصراع، لنرى في كتاباتها ما يجسد تفاصيل تلك الأرض العطرة المخضبة بالآلام والأحزان في حواراتها الصحفية وأعمالها الروائية ومشاريعها المختلفة الموثقة لعروبة فلسطين والقدس من خلال إقامتها بكندا التي لم تنسها أصلها العريق الآتي من عراقة موطئ أقدام عيسى عليه السلام، وشاهد توطيد أركان دين الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام.

إنها الكاتبة الناشطة والصحفية الكبيرة الفلسطينية الكندية الأستاذة نوال حلاوة التي كان لها مع جداريات هذا الحوار.

- ماذا لو أردنا أن نعرف نبذة عن الأستاذة نوال حلاوة؟

نوال حلاوة مواطنة كندية من أصل فلسطيني، باحثة وروائية وكاتبة وعضو اتحاد الصحفيين الدولي، وحاصلة على إجازة الصحافة والراديو من معهد الصحافة العالمي ومركزه برلين في العام 1981 وحاصلة على شهادة سكرتير تحرير من جمعية الصحفيين الكويتية في العام 1986.

كتبت العديد من المقالات الأدبية الشعرية والخواطر، والنقد المسرحي والسينمائي، وأجريت العديد من اللقاءات الصحفية الهامة مع قادة الثورة الفلسطينية  وفصائلها المتعددة ،والرؤساء العرب ،وناشطات عربيات نُشروا في عدة صحف عربية.

عشت بالكويت حتى العام 1990 وقت اندلاع حرب الخليج الثانية ،أثناء احتلال العراق للكويت ثم هاجرت إلى كندا التي أحمل جنسيتها وأشعر بسعادة غامرة بحملي لهويتها العريقة ،كل هذا أدى إلى اكتساب العديد من الخبرات التي أضفت على سليقتي الصحفية والأدبية من حيث صياغة الأسلوب البياني في المجالين إلى جانب ما خدمته تلك الخبرات في دراساتي البحثية والنقدية في مجال الشعر والرواية والمسرح والدراسات الإستراتيجية، التي مما لا شك فيه المصدر الرئيسي في عرض ما أصبو إليه من خلال كتاباتي لخدمة قضيتي التي أحيا من أجلها ،وهي قضية فلسطين بأرضها العريقة والعظيمة التي أتمنى أن أعود إليها ،وهو ما كان واضحًا في رواياتي "الست زبيدة – التغريبة الأولى" ،و"العنجرزية – التغريبة الثانية".

- منذ متى تقيمين بكندا؟

منذ ثلاثين عامًا ،تحديدًا منذ العام 1990 عقب احتلال الكويت من قِبل العراق في أوقات حرب الخليج الثانية ،حاولت القدوم إلى مصر ولكن منعت الإجراءات الروتينية تحقيق حلم عيشي بأرض الكنانة ،وحاولت أنا وأسرتي الذهاب إلى الأردن ولكن السلطات الأردنية لا تسمح بقدوم الزوج غير الأردني وظللنا ننقب عن أرض تحتوي تغريبتنا الأبدية إلى أن وجدنا كندا ،حاضنة المغتربين على مر التاريخ أي الماء الذي يروي ظمأ المغترب الساعي للاستقرار والأمان المطلوب ،ومن هنا ظللنا في كندا نحيا بمقاطعة "كيبيك" الفرنسية التي تعتبر أقدم مقاطعة في تاريخ أمريكا الشمالية والتي تأسست في العام 1608.

 - هل نستطيع القول بأن كندا هي حاضنة من يعانون الغربة والتهجير كما هو معهود في تاريخها منذ القرن السابع عشر وحتى الآن؟

كندا هي بلد تطبق مفهوم الديمقراطية بشكلها الصحيح ،فهي التي احتوت الأفروأمريكان منذ أواخر القرن التاسع وحتى بدايات القرن العشرين من خلال لجوء هارييت توبمان لها عبر حفر الأنفاق للفرار من نير العنصرية الأمريكية،وأيضًا استطاعت أن تفعل ما لم تفعله أمريكا بالإبقاء على سكانها الأصليين ولم يبيدوهم كما فعلت أمريكا مع مواطنيها الأصليين ،وعَفَت أصحاب الأرض الحقيقيين من الضرائب ،وهو دليل قطعي على إحتواء كنداللمواطن الذي فقد أرضه وجواز سفره ،وبالتالي تستحق كندا أن تحوز على إعجاب الجميع ،لتطبيقها لمفهوم حقوق الإنسان بشكل عملي وتطبيقي.

هذا ما أحسسته أنا وأسرتي منذ أن وطأت أقدامنا أراضيها العريقة ،فنحن نتمتع بحقوق المواطنة بكل شفافية وأريحية لأنها هي التي جمعت شمل عائلتي ،ولكننا سنظل نشتاق لوطننا الأصلي فلسطين الذي سيظل منقوشًا على صدورنا رمزًا ومعنًا إلى أن يصبح حقيقة.

- نريد أن نبحر في سيرة نوال حلاوة الأدبية والفكرية.. فماذا تقولين؟

أنا صحفية وكاتبة لي العديد من الأبحاث والنشرات في مختلف المراكز والهيئات البحثية علاوة على كتاباتي النقدية لمختلف الأشكال الأدبية ،ولي خمس كتب وهي :

الكتاب الأول بعنوان "كان ياما كان" هو ديوان شعر نثري قمت بجمع قصائده من 1982 وحتى 2011 وبعض من قصائده تحولت إلى أغاني وطنية ،ورسمت لوحاته الفنانة الفلسطينية فاطمة الصوان.

الكتاب الثاني "أسرى البقاع" وهو عبارة عن حوارات صحفية مع الأسرى الإسرائيليين وقت اجتياحهم للبنان في العام 1982 ،وتم إستبدال ستة آلالاف أسير فلسطيني بستة أسرى إسرائيليين ،وكان معي مترجمًا عن العبرية من الأسرى الفلسطينيين لتسهيل الحوار بيني وبينهم.

أما الكتاب الثالث فهو رواية "السيدة زبيدة – التغريبة الأولى" والتي صدرت في العام 2014 تتحدث عن أصل التغريبة منذ الإنتداب البريطاني على فلسطين في العام 1918 ،عقب وعد بلفور المشئوم في العام 1917 وحتى وقوع نكبة حرب 1948 وقيام دولة إسرائيل المزعومة التي أعلنت في بيان 15 مايو من نفس العام عبر ديفيد بن جوريون ،هي رواية قائمة على لحظات الإسترجاع وربط الأمنية بالواقع الصعب في صورة فنية روائية معبرة عن الحدث.

الكتاب الرابع "العنجرزية – التغريبة الثانية" والكتاب الخامس "حوارات صحفية" وهي حوارات تمت مع قُواد الثورة الفلسطينية من مختلف المجالات من العام 1980 وحتى 1990.

- من الذي دفعك لاختراق الكتابة الأدبية بجانب عملك الصحفي؟

الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان شجعتني أن أكتب وأركز على الأدب ودعتني للكف عن العمل التطوعي ،فأنا تطوعت ب"مركز فلسطين لحقوق الإنسان" بكيبيك وتعرفت على أحوال فلسطين من خلال هذا المكان كمدربة للعلاقات العامة.

ظللت متمسكة بهذا العمل ولم ألبي نداء فدوى طوقان إلا بعد أربعة وعشرين عامًا مخرجة تلك البيانات المدخرة في وجداني على الورق في قوالب فنية مختلفة.

 

- ما الذي هدفتِ إليه في كتابك "حوارات صحفية"؟

هدفت من خلال هذا الكتاب لتوثيق القضية الفلسطينية وحمايتها من المحو والطمس ،كي لا تصاب الأجيال القادمة بفقدان الهوية في رحم الغربة ،وهو ما فعلته بجد وإخلاص في حواراتي مع القيادات الفلسطينية ما بين "القادة السياسيون ،والمقاتلون في معسكر اليمن ،وأسرى البقاع "قوام كتابي الثاني" والذي فقدته في الكويت وإستعدته من بعض الشخصيات التي حافظت على تلك الحوارات ،والمرأة ودورها في المقاومة ،والفنانون ،والمفكرون ،والأدباء ،ولقاءات متنوعة".

- هل هناك وسيلة أخرى تحافظين بها على التراث الفلسطيني من الضياع؟

أسست بمونتريال "بيت تراث العرب" وذلك للحفاظ على الهوية الفلسطينية والهويات العربية الأخرى التي أرى أنها تواجه ما تواجهه الهوية الفلسطينية من هجوم شرس للإخفاء والإنتهاء ،وذلك لتعريف الأجيال العربية بكندا بتراثهم الأصيل وثقافتهم العريقة في لحظات الغربة والبعد عن الوطن الأم.

أُعجب السفير عمرو موسى وقت توليه جامعة الدول العربية بفكرة البيت ولكنه صُدم بعدم تحمس وزراء خارجية العرب بدعم الفكرة معنويًا وماديًا للإبقاء على التراث الفلسطيني والعربي لمواجهة التحديات الإمبريالية التي تسعى لإبادة العرب.  

- كيف ترين القضية الفلسطينية الآن عقب الإعلان عن صفقة القرن؟

أنا أرى أنها "صفعة القرن" ستُردُ إلى مصمميها أمريكا وإسرائيل ،وأنا سعيدة باجتماع الجامعة العربية بالقاهرة ،لأنها تنظر لنا كسكان لا حق ولا دولة ولا هوية لهم ،ولابد من كسر العوائق للوصول إلى حلم الدولة الفلاسطينية وإقامتها على أرض صلبة.

- ما الذي تمثله مصر بالنسبة لك؟

مصر هي أم الدنيا وتربيت على ذلك لأن كل أشقائي وأقاربي تعلموا بمصر ،وأثناء تواجدي بالكويت كنا نشاهد الأفلام والمسلسلات والأخبار المصرية وتعلمنا العامية المصرية منها.

أول رحلة قمت بها في مصر كانت من خلال أخي أثناء تعلمه بمصر وزرت حلوان وشاهدت جامعة القاهرة وكأني شاهدت الدنيا بأكملها ،وما يربطني بمصر أيضًا أن لديَّ إخوة من أم مصرية تنتمي لمحافظة بورسعيد.

- ما هي آمالك القادمة؟

أتمنى أن أنقل حياتي من كندا إلى مصر وأن أحيا بها ،فهى أساس انتشاري الأدبي من خلال رواية "الست زبيدة – التغريبة الأولى" والتي ناقشتها بأتيليه القاهرة ،وأطمح في حال تحقيق هذا الحلم ،عمل صالون ثقافي بدأته بمونتريال منذ عام وذلك لتوطيد أركان العروبة المحتفى بها في مصر.

وأطالب بحق عودتي لوطني فلسطين ولن أتنازل عن هذا الحق أبدًا وسأتمسك به وبكل تفاصيله مع النداء المستمر بأن القدس عاصمة فلسطين الأبدية.

 

تعليقات