كيف نوفق بين "لن يدخل أحد الجنة بعمله إلا بفضل الله ورحمته"، و"ادخلو الجنة بما كنتم تعملون"
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
د. حسام عقل يقدم رؤية نقدية حول "السيدة زبيدة"
قال الناقد الدكتور حسام عقل، إن رواية "السيدة زبيدة" للكاتبة الفلسطينية نوال حلاوة تنتمي إلى ما يسمى رواية "السيرة الذاتية"، مؤكدا أن اسم الرواية السيدة زبيدة هو قناع اتخذته الكاتبة للأحداث، وهو ما يحيلنا إلى نفس الاسم الذي كانت تحمله زوجة الخليفة هارون الرشيد، وتفسره لنا أحداث الرواية عندما رأى والد البطلة زوجة السيدة زبيدة في المنام، فقرر أن يسمي ابنته السيدة زبيدة منذ صغرها.
وأضاف عقل، خلال رؤية نقدية ضافية قدمها حول الرواية أثنا الاحتفاء بالكاتبة نوال حلاوة في ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة، أن من يقرأ الرواية ولا يعرف كاتبها يعتقد أنه يقرأ للكاتبة الكبيرة فدوى طوقان في لغتها خصوصا في سيرة "طوقان الذاتية رحلة جبلية رحلة صعبة"، كذلك تتميز الرواية بالغنائية الشعرية خصوصا في الكثير من المقاطع الوصفية التي تصف المكان "يافا".
واستطرد أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس، أن "السيدة زبيدة" رواية مكانية وهو أمر يتضح من عتبة الإهداء إلى مكان يهواه فؤاد الكاتبة هو "يافا"، كما أنها أهدت الرواية إلى مهوى فؤاد آخر لها وهي فدوى طوقان، مختتما بان حلاوة استطاعت أن تقدم عملا جادا اتسم بسخاء التفاصيل وبذلها، كما عند صنع الله إبراهيم وحنا مينا.
يذكر أن الكاتبة نوال حلاوة روائية فلسطينية تقيم الآن في كندا بعد رحلة مقاومة في فلسطين وخروج إلى الكويت لتستقر أخيرا في كندا، وإلى جانب أعمال "حلاوة" الأدبية فهي صحفي في الأساس وصدر لها مؤخرا كتاب "حوارات صحفية" الذي يضم لقاءات لها مع عدد مع الأعلام الوطنية ورموز المقاومة الفلسطينية والفنانين والأدباء، منهم زياد الأطرش والمقاتلة مريم الزعترية، ومارسيل خليفه ومحمود درويش وسميح القاسم وأبوالصادق الحسينى وتوفيق زياد ومحمد حسيب القاضى وأحمد دحبور والروائى الكبير يحيى يخلف، والفنان الكبير إسماعيل شموط، وتمام شموط. وتم الاحتفاء بالكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب، خلال ندوة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بحضور لفيف من النقاد في مقدمتهم الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس، والدكتور شريف الجيار، أستاذ النقد الأدبي بكلية الآداب بجامعة بني سويف، إضافة إلى عدد من المثقفين المصريين والعرب ودبلوماسين من السفارة الفلسطينية بالقاهرة، وروايتها "السيدة زبيدة" تحتفي بعبقرية وعبق المكان الفلسطيني وخصوصا يافا بشوارعها وشواطئها وجوامعها وتنقل لنا صورة حية منها، ومن الفلكلور الشعبى والتراث الفلسطينى وبشكل توثيقي يجمع بين الحكي والتاريخ، وكأنها مرسومة بريشة فنان تشكيلي .