رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

الكذب غذاء الملاحدة في كل عصر

  • جداريات Ahmed
  • الإثنين 10 فبراير 2020, 2:17 مساءً
  • 2494
شعار الإلحاد

شعار الإلحاد

  

من المعروف أن الملاحدة دائما ما ينقضون على أي فرصة لاستغلال أي تطور علمي وتطويعـه لمصلحة أيديولوجيتهم وعقيدتهم ولو على حسـاب العلم نفسه، ولكن بعد أن انتهى شروع خريطة الجينـوم البشري على الفور ظهرت إصدارات الملاحدة المتتالية بدعـاية كاذبة مفادهـا أن العلم توصل إلى أن نسبة التشابه الجيني بين الإنسان والشمبانزي تصل إلى 98.5% لكن للأسف الشديد فهنـاك خُدعـة كبرى وتلفيق خبيث فعندمـا يتم الإدعـاء أن نسبة التشابه الجيني بين الإنسان والشمبانزي تصل إلى 98.5% فهذا يعني أننا قمنـا أيضـا بعمل خريطة جينية للشمبانزي ثم تم عمل مقارنة بين الإثنين .. لكن للأسف فهذه الدعاية الإلحادية هي دعـاية كاذبة لأنه لم يتم عمل خريطة جينية للشمبانزي أصلا ، وهذا ما نشره الباحث محمد البكوري الباحث في مكافحة الإلحاد في تقرير له منشور والذي كشف فيه عن أصل الخدعة ، ففي عام 1987 قام عالمان داروينيان أحدهما يدعى سيبلي SIBLEY والآخر يُدعى ألكوست AHLQUIST بدراسة 30-40 حمض أميني في الشمبانزي ومقارنتها بتلك الموجودة في الإنسان واستنتجـا أن نسبة التشابه في الجينـات بين الإنسان والقدر هي 98.5 % وتم نشر البحث في مجلة داروينية شهيرة

وكشف التقرير الذي نشر منذ سنوات قليلة أن الدراسة قديمة فقد تمت منذ عام 1987 وليس بعد رسم خريطة الجينوم البشري فالربط بين خريطة الجينوم البشري واستنتاج التشابه بين الإنسان والشمبانزي فيه نوع من التدليس ، فضلا عن أن يوجد في الإنسان ما يزيد على 100 ألف بروتين مُشفر داخل DNA فلا يُعقل أن يتم تعميم دراسة 30 -40 بروتين على 100 ألف بروتين فالخروج بنتيجة شمولية كتلك النتيجة التي رُوج لهـا من قِبل الملاحدة هو أمر كاذب

فلا أحد من الملاحدة يذكر أن البحث جرى على 30-40 بروتين من أصل 100 ألف بروتين فهم يتحدثون وكأنه تم عمل خريطة جينوم كاملة للشمبانزي وتم مقارنتها بخريطة جينوم الإنسان ثم خرج العلم بهذه النتيجة وكأن الأمر قد حُسم

أيضا تم هذا البحث بإستخدام تجربة قليلة الإستخدام وهي تجربة DNA التخليطي وهي تجربة مثيرة للجدل وقد قام احد العلماء ويدعى ساريش SARICHبإستخدام نفس التجربة على نفس البروتينات التي قام بها العالمان واكتشف أن مصداقية أبحاثهم مثيرة للجدل وأن البيانات مبالغ فيها إلى حد كبير وأن نسبة التشابه أقل من ذلك بكثير

ثم إن مسألة التشابه في جزيئـات البروتين بين الكائنـات الحية هذه بديهة طبيعية لا تحتاج للتدليل عليهـا بالإثبات أو النفي فهي ضرورة حيـاتية لازمة للسلسلة الغذائية والهرم الغذائي فمثلا نسبة التشابه بين الإنسان والدجاج تكاد تكون متطابقة طبقا لبحث أجرته جامعة كامبردج NEW SCIENTIST, V. 103, 16 AUGUST 1984, P. 19

ولا أدري لماذا تم تجاهل هذا البحث مثلا والتركيز على التشابه بين الإنسان والشمبانزي في محاولة لإيجـاد أي صلة نسب وتشابه جزيئات البروتين المُكونه من قواعد نيتروجينية هذا أمر حياتي حتمي فمثلا لنفترض أن جزيء البروتين الذي يتكون من قواعد نيتروجينية وجزيئـات سُكر خماسية في الإنسان هو مثلا قواعد زرنيخية وجزيئـات كوبلت خماسي في البقر فساعتها لن تكتمل السلسلة الغذائية ولن يستفيد الإنسان من البقر وسيكون كل كائن حي بمثابة سُم للكائن الحي الآخر فالتشابه في جزيئـات البروتين ضرورة غذائية حتمية يعرفها الناس منذ آلاف السنين لاكتمال السلاسل الغذائية

أيضا نسبة التشابه في جزيئـات الDNA بين الإنسان وديدان النيماتود NEMATODE تصل إلى 75% وهذا حتما لا يعني أن 75% من جسد الإنسان مطابق للديدان

وراح التقرير يسأل لماذا يتجاهل أيضا الملاحدة هذا التقارب الشديد بين الإنسان والنيماتود فهذا التقارب بين الإنسان والنيماتود مثلا يقف حجة في وجه التطور بمدارسه الكلاسيكية المعروفة التي تفترض تفاوت أشد بكثير كلما حدث تباعد اكثر في شجرة التطور

أيضـا نسبة التشابه بين الإنسان وذبابة الفاكهة 60%

 

وقد أراد الداروينيون التدليل على تشابه الإنسان بالقرد بدليل آخر يدعم موقفهم فقالوا إن الإنسان يحتوي على 46 كروموسوم بينما القرد يحتوي على 48 كروموسوم في إشارة منهم إلى التشابه الشديد بين الإنسان والقرد لكنهم تجاهلوا مثلا أن نبات البطاطا أقرب للإنسان من القرد فنبات البطاطا به 46 كروموسوم أي نفس عدد الكروموسومات الموجودة في الإنسان

 

كما كشف موقع الباحثون المسلمون في تقرير أعده حول نقط ضعف الملاحدة حيث أكد الإلحاد تهدمه الفطرة العقلية والبديهية البسيطة جدا بدون أي تعقيد – وذلك لأن دين الله تعالى لم يقصره على درجة تعلم معينة أو مستوى اجتماعي وفكري معين للناس – فالدين ودلالات وجود الخالق هي من أوليات التفكير سواء لدى القروي أو البدوي البسيط أو العالم – وليس التخصص العلمي أو الفكري أو الفلسفي في الرد إلا لتمام إقامة الحجة على الملحد فقط – وتتمثل الفطرة العقلية والبديهية في الأشياء التي يعلمها كل إنسان بدون الحاجة إلى تلقين أو تعليم أو إثبات من أحد – مثل أن الشيء الواحد مع الشيء الآخر من نفس نوعه = 2 ومثل أن الـ 9 أكبر من الـ 5 ومثل أن الكل أكبر من مجموع أجزائه – وهكذا … فهي كلها فطريات عقلية وبديهية يمكن كذلك تعميمها على كل ما لم نره في الكون – فهي أساسيات وجودية – فلا يتخيل أحد مثلا أن هناك مكان ما في الكون أو زمان ما لا تكون الـ 9 فيه أكبر من الـ 5 !! أو لا يكون الواحد من الشيء مع آخر من نفس الشيء = 2 وهكذا … وهذه الأساسيات تتناقض دوما مع الإلحاد (لذلك الإلحاد شذوذ فكري لا أكثر ولا أقل) !! ولولا بهرجه والإعلام ما كان تمر خرافاته وأكاذيبه على أحد – ولنأخذ بعض الأمثلة عن نقاط ضعفه كالآتي :

وكشف التقرير يعرف كل إنسان – بل كل طفل – بالفطرة أن الشيء الظاهر فيه الدقة والعناية الظاهرة والتصميم والتقدير المسبق لأداء وظيفة معينة : أنه يدل بلا أدنى ذرة شك على وجود صانع – وأن أي تهرب من الملحد في هذه المسألة غير مقبول عقلا ولا حسا ولا فطرة بل ولا حتى مقبول علميا ولا يستطيع إثباته أبدا (تخيلوا في كل تاريخ الإلحاد وحتى خرافة التطور وإلى اليوم لم يقدم أحدهم أي دليل عملي على نشأة النظام الغائي بالصدفة أو العشوائية) ولذلك يحاولون الالتفاف بالألاعيب اللفظية والمتشابهات العلمية وتم الرد على كل ما زعموه كما سنرى – والشاهد : أن هذه نقطة بديهية لا ينفيها عدم رؤية الخالق نفسه أو معرفة صفاته الذاتية لأنه لا علاقة لذلك بوجوده وعلامات وآثار خلقه أو تقديره وصنعه – تماما مثلما ترى أي شيء من آلاف الأشياء التي حولك يوميا : فترى فيه علامات الصنع والتقدير التي تدل على أن له صانع (مثلا اللابتوب أو السيارة أو الساعة) : رغم أنك لا تعرف شيئا عن صفات ذلك الصانع لا اسمه ولا شكله ولا بلده إلخ : ولكنك على يقين من وجوده وتستطيع وصف قدرته وعلمه وخبرته وحكمته – بل حتى الملاحدة أنفسهم يشتركون في مشاريع البحث عن حياة عاقلة أو ذكاء في الفضاء والكون : ويتتبعون أي علامة على الصنع أو التصميم الذكي بدءا من أي إشارة لاسلكية مشفرة أو بتتابع رياضي عاقل وانتهاء ولو بمبنى منتظم على أي كوكب أو قمر !! والسؤال : هل ساعتها سيتوقفون عن القبول بوجود هذه الحياة العاقلة أو الذكاء لأنهم لم يروا أصحابها ؟؟!! ناهيكم عن هذا التناقض حينما يتركون أقوى العلامات في خلق الإنسان والمخلوقات بل وفي كل خلية وشفرة الحمض النووي ليذهبوا للبحث في الفضاء !!

أيضا من ميزة ملاحظة علامات الخلق والصنع أنها لا تنهدم بوجود أشياء لم ندرك وظائفها بعد – مثال : إذا دخلت فيللا كبيرة رائعة الجمال والتصميم : فأنت تدرك في كل ما تراه أنه له مصمم أو صانع – ولن يضير العاقل في هذه الحالة وجود شيء لا يعرف وظيفته (مثلا أول مرة ترى طفاية حريق ولا تعرف ما استخدامها أو ترى مصعد خاص للطعام ولا تعرف وظيفته إلخ) – لكن للأسف الملحد والتطوري وغيره من الماديين يظنون أن ذلك يعطيهم حجة ضد الخلق والتصميم !! وكما ترون : كلها تهربات مكشوفة أمام أبسط إنسان يستخدم عقله وبديهيته والأمثلة من الواقع

كما تطرق التقرير حول السببية من الفطريات العقلية والديهيات – ولذلك فهي من أقوى أدلة وجود الخالق عز وجل – وقاعدتها تقول : أن لكل حادث لم يكن موجودا ثم ظهر إلى الوجود : مُحدث له بالتأكيد – أو علة لظهوره بالتأكيد – أو سبب لظهوره بالتأكيد – ونرجو هنا ملاحظة خطأ البعض : لكل موجود موجد !! لأن الله تعالى موجود !! فعلى كلامه المفترض أن له موجد !! وهذا خطأ لدى غير المتخصصين للأسف ويورط نفسه به في الحوار – بل لكل حادث محدث – وبما أن تسلسل الأسباب أو العلل إلى ما لانهاية مستحيل عقلا : إذن يثبت من ذلك موجود (أزلي) ليس له بداية ولم يمر عليه وقت لم يكن موجودا ثم وجد – بل هو أصل الوجود نفسه وبدونه كان عدم محض ولم أكن أنا ولا أنت موجودين ولا أي شيء – ودليل ذلك المثال الشهير للجندي والرصاصة :

وضرب التقرير مثالا من خلال رغبة جندي مثلا  يريد أن يضرب رصاصة من مسدسه – ولكنه ينتظر سببا لذلك وهو أمر قائده – ولكن قائده ينتظر أمرا من قائده – وقائده ينتظر أمرا من قائده – وهكذا .. فلو افترضنا أن الأمر يستمر إلى ما لانهاية من الأسباب (أو القادة المتسلسلين) : فلن تنطلق الرصاصة أبدا !! ولكن إذا انطلقت الرصاصة : فسنتيقن ساعتها أن هناك قائد متميز (أو سبب خاص مختلف عن بقية الأسباب) قد أوقف هذا التسلسل – قائد لا ينتظر أمرا من أحد – ولا يسبقه أو يعلوه أحد – وهذا بالضبط تبسيط لفكرة وجود الكون – إذ لو أن الكون عبارة عن مجرد أسباب مادية متسلسلة إلى الأزل : فلم يكن ليوجد أصلا ولا أنا ولا أنت – ولكن طالما وجد الكون وأنا وأنت : إذن هناك سبب أول (أزلي) – وهذا يثبت وجوده – لكن مهلا ….

فها هنا نقطة هامة جدا ستساعدنا كثيرا فيما بعد – حتى في الحوار مع اللاديني – ألا وهي : أن تلك (الأزلية) و (الأولية) لها صفات لازمة يمكننا تعريفها واستخراجها كذلك مثل :

أن هذا الأزلي والأول : هو (واجب الوجود) – فكل شيء في الكون هو (ممكن الوجود) – أي يمكن تخيل وجوده أو عدمه ولن يتأثر وجود الكون نفسه في شيء – بعكس (واجب الوجود) الذي إذا لم يوجد : فلن يوجد أي شيء أصلا كما رأينا في مثال الجندي والرصاصة – أيضا يجب أن يكون (واجب الوجود) كامل الصفات ليس ناقص !! لأن الناقص سيحتاج من يكمله !! وهذا الذي يحتاج إليه إما أن يكون موجودا قبله أو معه !! (مثلا الإنسان يحتاج الماء والماء معروف قبل حاجة الإنسان – والطفل يحتاج اللبن للرضاعة واللبن معروف قبل ولادته وهكذا) – وذلك يطعن في كون (واجب الوجود) هو أول كل شيء كما قلنا !! إذن يجب أن يكون (كاملا) غير ناقص وإلا لم يصح كل ما سبق عقلا – وبناء على هذا الكمال : فهو غني عن كل ما سواه – لأن الحاجة نقص – والنقص منفي عنه – وهو صادق غير كاذب – لأن الكذب نقص وضعف – وهكذا …

وكما قلنا : هذه النقطة يجب أن تقام حجتها على الملحد : وحتى على اللاديني الذي يقول لك أنا مؤمن بوجود إله (يريد تخطي الحوار في الإلحاد) – فيجب أن تعرفه أن اعترافه بوجود إله يجب أن يكون في إطار (كمال) هذا الإله – فإذا وافق فاستمر معه – وإذا لم يوافق : فاستخدم معه نفسه الحجة مثل الملحد لأنها ستفيدك كثيرا عند الحديث في لادينيته

يتبقى شيء أخير وهو :

أنه لما كان لنقطة السببية كل هذه القوة وما يترتب عليها : فإلى اللحظة يستميت الملاحدة لإثبات أنها قاعدة غير وجودية وغير مستمرة في الكون أو الوجود !! ويحاولون الاستدلال على ذلك ببعض غرائب عالم الكم (العالم المختص بدراسة حركة وفيزياء الجسيمات الأصغر من الذرة) – والادعاء بأن هناك جسيمات تظهر من (العدم) بغير سبب !! وأن هذا يهدم السببية – وسوف نرى الرد العلمي على كل هذه الادعاءات بإذن الله

 

تعليقات