كيف نوفق بين "لن يدخل أحد الجنة بعمله إلا بفضل الله ورحمته"، و"ادخلو الجنة بما كنتم تعملون"
- الأربعاء 27 نوفمبر 2024
أحمد حسنين باشا
في مثل هذا اليوم 9 فبراير 1946 بينما كان أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، عائدا من قصر عابدين في سيارته متجهاً إلى بيته في الدقي. دهمته سيارة "لوري" من الناحية المقابلة وتصادف مع الحادثة مرور سيارة أحمد عبد الغفار وزير الزراعة آنذاك، فأسرع بنقل أحمد حسنين بسيارته إلى مستشفى الأنجلو أمريكان، لكن القدر كان أسرع من كل شيء وفارق حسنين الحياة، لتخرج الصحف في اليوم التالي طارحة سؤالا عريضا عن الحادث ومن وراء أحمد حسنين باشا.
ربط البعض بين الحادث وبين حادث آخر سبقه بأربع سنوات وخمسة أيام، ما يجعل الشكوك تحوم حول الملك فاروق أو السفير البريطاني في القاهرة وقتها السير مايلز لامبسون، وهو يوم 4 فبراير 1942 حيث قامت القوات البريطانية بمحاصرة قصر عابدين، لإجبار السفير البريطاني في القاهرة السير مايلز لامبسون، الملك فاروق، ملك مصر على التوقيع على قرار باستدعاء زعيم حزب الوفد مصطفى النحاس لتشكيل الحكومة بمفرده أو أن يتنازل عن العرش، وذلك أثناء الحرب العالمية الثانية وكان ممن بصحبة السفير البريطاني رئيس الديوان أحمد حسنين باشا، وهو الذي وضع أمامة وثيقة تنازله عن العرش، وأن حسنين هو من كتب الوثيقة بنفسه.
ويقال إن السير لامبسون، أحس أن الملك سوف يأخذ القلم ويوقع على تنازله على العرش، وأن رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا تدخل باللغة العربية، وقال له شيئا ثم توقف الملك، وطلب من «لامبسون» فرصة أخرى أخيرة ليستدعي مصطفى النحاس على الفور، ومن هنا يكون أحمد حسنين باشا أثار حنق الجانب الإنجليزي والملك معا من حيث أنه هو الذي أعد للملك وثيقة تنازلهووضعها أمامه وفي نفس الوقت وقف في طريق تحقيق السفير الإنجليزي مأربه بإزاحة الملك، لذلك كان الربط بين الحادثين فيه شيء من المنطقية حول رحيل أحمد حسنين باشا.
وأحمد محمد مخلوف حسنين باشا البولاقى (1889 - 9 فبراير 1946) هو رئيس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق، وكان والده محمد حسنين من علماء الأزهر، وجدّه أحمد حسنين الذي حمل لقب أمير التجار، كان والده أحد المقربين من الخديو عباس ومن بعده السلطان حسين وعندما تولى الملك فؤاد الحكم تمكن والده من الحصول على توصية من رجال البلاط لابنه الوحيد أحمد من اللورد ميلر لإلحاقه بإحدى الجامعات البريطانية ليتخرج من أكسفورد ليتدرج في المناصب حتى وصل إلى ر~يس الديوان الملكي في عهد الملك فاروق إلى أن رحل في حادث أقرب للاغتيال، ومخلفا السؤال: من قتل رئيس الديوان الملكي؟