فيلم "النعامة والطاووس".. قصة ثلاثين عامًا من الرفض الرقابي

  • معتز محسن
  • السبت 08 فبراير 2020, 11:12 صباحا
  • 2077
أفيش فيلم "النعامة والطاووس" سنة 2001

أفيش فيلم "النعامة والطاووس" سنة 2001

يُعد فيلم "النعامة والطاووس" الذي كتب له السيناريو المخرج الكبير صلاح أبو سيف بالاشتراك مع لينين الرملي، من أكثر الأفلام التي عانت الرفض والتعنت الرقابي على مدار ثلاثين عامًا، لظروف وأسباب مختلفة ما بين تاريخية واجتماعية وفكرية وثقافية.

بدأت القصة في العام 1970 حينما كتبها "أبو سيف"و"الرملي"  باسم "مدرسة الجنس" ورُشح للفيلم الوجهان الجديدان محمود يس ونجلاء فتحي لكن التعنت الرقابي منع تحقيق حلم المخرج الكبير لجرأة الفيلم وحداثة طرحه في وقت بدأ المجتمع المصري يشهد تغيرات كبيرة ما بين التعنت اليميني واليساري حول ماهية مصر، ليمرره باسم "تزوج وكن سعيدًا" لكن لم ينضب التعنت المفروض على هذا العمل المحبوس في أدراج الرقابة.

تمر السنون والأعوام ،ويستيقظ المشروع مجددًا في العام 1976 ليُرشَّح الوجهان الجديدان أحمد زكي ويسرا، لكن التعنت ظل باقيا ليأتي العام 1983 ويستيقظ مجددًا العمل المرفوض بترشيح الوجه الجديد يحيى الفخراني والوجه الجديد سماح أنور، ولكن يظل ناقوس الرفض مستمرًا وتتوالى الأيام والأعوام ليرحل في العام 1996 عن دنيانا رائد الواقعية صلاح أبوسيف في نفس يوم رحيل تلميذه الذي سبقه بعام واحد عاطف الطيب.

تأتي الألفية الجديدة برحيق جديد في التعامل مع الأشياء الشائكة وذلك بخروج الفيلم إلى النور تحت إشراف المخرج محمد أبو سيف نجل عميد الواقعية المصرية في العام 2001 بالوجهين الجديدين مصطفى شعبان وبسمة أحمد ومعهما لبلبة وخالد صالح وأحمد عقل ويفوز بجائزة أحسن ممثلة لبسمة في مهرجان الإسكندرية السينمائي كدليل توكيدي على أن الفن الهادف يجد من ينصره حتى ولو بعد حين.

راهن "أبوسيف" الابن على شعبان وبسمة على نفس نهج أبيه، مؤكدًا صحة وجهة نظر الأستاذ الكبير في قدرة الوجوه الجديدة على التصدي لهذا التحدي الذي عانى الصدأ والتصلب، ليكون النصر حليف من يسعى للفن الهادف.

رفض الفيلم في أوقات التعنت الفكري ما بين مؤيد ومعارض حول  موضوع الاستعانة باستشاري نفسي لتحسين العلاقات الزوجية والذي ظهر بالفيلم بشكل راقٍ وموضوعي، في وقت قبول الرقابة في العام 1972 بخروج فيلم "حمام الملاطيلي" عن رواية لإسماعيل ولي الدين وإخراج صلاح أبوسيف وبطولة الوجه الجديد محمد العربي وشمس البارودي، والذي اتسم بالجرأة الصريحة والمباشرة المبالغ فيها في التعامل مع موضوع الجنس بالمجتمع المصري عقب هزيمة 1967 في حرب الأيام الست!!

تعليقات