وداعًا فيلسوف الضحك لينين الرملي

  • معتز محسن
  • السبت 08 فبراير 2020, 10:48 صباحا
  • 836
الكاتب الكبير لينين الرملي

الكاتب الكبير لينين الرملي

رحل عن عالمنا الكاتب المسرحي الكبير المُلقب بـ"فيلسوف الضحك" لينين الرملي الذي وافته المنية بالأمس عن عمر يناهز 75 عامًا، تاركًا إرثًا مسرحيًا سيظل محفورًا بذاكرة الأجيال،لعمق ما قدمه عبر الضحك العميق من مرارة الواقع، وصعوبة المواقف الحياتية برؤية الفيلسوف الضاحك الباكي.

حصل "الرملي" على بكالوريوس معهد الفنون المسرحية في العام 1970، قسم نقد وأدب المسرح ونشر أول قصة له وهو في الحادية عشر من عمره بمجلة "صباح الخير"، وبدأ مشواره بالكتابة التليفزيونية ما بين عامي 1969 و1970بعمل سهرات تليفزيونية كانت شهادة ميلاد الكثير من النجوم كمحمد صبحي وأحمد مرعي وسامي فهمي وأشرف عبد الغفور وسهير صبري، وهي: "بيت سيئ السمعة، ناس كده وكده، كريم وغشيم، ولا وقت للخوف".

وانتقل بعد ذلك لكتابة المسلسلات في 1972 من خلال مسلسل "امرأة متمردة"، ثم جاء العام 1973 ليؤكد على موهبته في هذا المجال بمسلسل "بصمات على الماء" لماجدة الخطيب، وأشرف عبدالغفور وإبراهيم الشامي، بعد ذلك يأتي العمل القنبلة الذي فجر اسمه مع اسم النجم الكبير محمد صبحي في عالم الفن من خلال مسلسل "فرصة العمر" المعروف باسم "علي بيه مظهر" في العام 1976، والذي شهد مولد نجم عتيد في عمر الخامسة والأربعين وهو الفنان حسن عابدين.

يخترق لينين الرملي المسرح، عشقه الرئيسي في العام 1974 بمسرحية "إنهم يقتلون الحمير" لأبوبكر عزت ومحمد نجم وبدر الدين جمجوم، لتنتقل للمسرح الكويتي بمعالجة جديدة تحت اسم "أربعة ضد واحد" في العام 1975 للنجم الكويتي أحمد صالح.

يحفر "الرملي" اسمه ككاتب مسرحي لا يشق له غبار في العام 1975 بمسرحية "انتهى الدرس يا غبي" عن الفيلم الأجنبي "انتهى الدرس يا شارلي" للنجم محمد صبحي وهناء الشوربجي ومحمود المليجي ومحمد متولي وتوفيق الدقن وعبدالله إسماعيل وفتحية الطنطاوي وإخراج السيد راضي  ،وتمر الأعوام لتعود المسرحية مجددًا كريبرتوار في العام 1984 ولكن بإخراج "صبحي" وقدوم جميل راتب بديلاً عن "المليجي" لوفاته في العام 1983، وقدوم عبدالله إسماعيل بديلاً عن توفيق الدقن ،لملازمته الفراش في هذا الوقت وصلاح عبدالله بديلاً عن محمد متولي.

كان من المفترض عمل جزء ثانٍ لتلك المسرحية ولكن لم يتم المشروع، وأصبح "الرملي" عن حق فيلسوفًا للضحك، لإتيانه عقب التفكير لكسر تابوهات الإسفاف والتجارية في زمن الانفتاح، وتتناثر أعماله المسرحية بعد ذلك حتى العام 2018 وهي: "علي بيه مظهر 1976، راسب مع مرتبة الشرف 1978، حاول تفهم يا زكي 1979، سك على بناتك 1980، إنت حر 1981، المهزوز 1985، الهمجي 1985، الكلمة الآن للدفاع 1987، عفريت لكل مواطن 1988، أبوزيد 1988، الفضيحة 1989، وجهة نظر 1989، بالعربي الفصيح 1991، الحادثة 1993، تكسب يا خيشة 1994، جنون البشر 199، وداعًا يا بكوات 1997، اعقل يا دكتور 2000، سعدون المجنون 2004، أهلاً يا بكوات 2006، تعالوا نعمل فيلم 2010، في بيتنا شبح 2012، أضحك لما تموت 2018".

وصهر اسمه في عالم الدراما التليفزيونية بأعمال تعد من كلاسيكيات الدراما المصرية وهي: "حكاية ميزو 1977، برج الحظ 1978، الجريمة والعقاب 1978، حكاية رجل سعيد 1979، مبروك جالك ولد 1980، خلي بالك يا جمعة 1980، هند والدكتور نعمان 1984، قط وفار 1998، انظر حولك وابتسم 2002".

وقدم للسينما 10 أفلام وهي كالآتي: "دعوة للزواج 1983، علي بيه مظهر والأربعين حرامي 1984، الرجل الذي عطس 1985، البداية 1986، محامي تحت التمرين 1986، الإرهابي 1994، بخيت وعديلة 1995، بخيت وعديلة "2" 1997، هاللو أمريكا 2000، النعامة والطاووس 2001".

كون "الرملي" مع صبحي فرقة "ستوديو 80" وقدما أهم المسرحيات التي أفرزت أهم النجوم كـ"رياض الخولي، خالد زكي، عزة لبيب، أمل إبراهيم، منى زكي، فتحي عبد الوهاب، مصطفى شعبان، زينب وهبي، مجدي صبحي، شريهان، صلاح عبدالله، أحمد آدم، عبدالله إسماعيل، جميلة عزيز، محمد متولي، محسن محيي الدين، عزة كمال، محمود القلعاوي، هناء الشوربجي".

قدمت فرقة "ستوديو 80" على مدار عشرين عامًا العديد من المسرحيات التي غيرت من مفهوم الكوميديا في ظل سيطرة المسرح السياحي "التجاري" ما بين السبعينيات والثمانينيات لوجود فيلسوف ضاحك حرك بوصلة الجدية في وجه الإسفاف والضحك الرخيص.

تعليقات