زواج بلا نزاع

  • دعاء أحمد شكري
  • الأربعاء 15 مايو 2019, 03:56 صباحا
  • 1206

زواج بلا نزاع

بقلم - دعاء أحمد شكري

 


هل أصبحت مشكلاتنا سَبُّوبة؟.. جال بخاطري هذا السؤال، وتملكتنى الحَيرة والدهشة حينما تناهت إلى مسامعي مبادرة «نزاع بلا طلاق مقابل أجر مدفوع»، وذُيلت المبادرة بعبارة أنها «أوفر من مصاريف المحاكم».

 

 دُهشت أكثر وأكثر؛ لانتشار كورسات الأسرة السعيدة، واستشارى الأسرة والطفل، مع اختلاف طفيف فى عناوين الدورات التى تتكلف ثمنًا مُبالغًا فيه.

كم كنتُ أرجو أن أسمع أو أقرأ عن هذه المبادرة «زواج بلا نزاع بلا مقابل»، فعن نفسي، لا أنكر مجهودات بعض البرامج الإعلامية التى تستضيف مُتخصصين وشيوخًا للرد على استفسارات السائلين، أو إلقاء الضوء على ما يخص الأسرة، لكن: هل ستكفى ساعة أو حلقتان لنشر التوعية بين أزواج سيعيشون معًا عُمرًا كاملًا؟.

 من ساحة الحياة، أعرضُ عليكم إحدى الحالات التى أدت إلى النزاع، رغم أن حالة واحدة فقط ليست كافية.

 

قصة حُب جمعتهما منذ الإعدادية، حاربت وتحدّت أهلها حتى انتصر قلبُها وفاز بحبيبها، تزوّجا ولم تُكمل الجامعة، ظنت أنها بداية النعيم لكنها اكتشفت أنها بداية أعراض ما بعد انتهاء غيبوبة الحب، الحبيب المثالى الذى نشأ وترعرع فى قلبها صار يُعاقر الخمر، ألم تنتبه إلا بعد زواجهما؟!

ربما ظنته ثملًا بحُبها، بينما كانت هى أيضًا ثملة بحبه، حملُها تطلّب الكثير من العناية والإنفاق، وكان سخيًا فقط فى عواطفه، زاحمها فى حُبه لها الشرب وتعاطى المخدرات.

 «مَزجاته» كانت «ضَرَّتها» التى تسلُبه صحته وماله وحواسه، عادت تحتمي بأهلها، ألم يكونوا هم ذاتهم أعداء قلبها؟

عادت وهى تحملُ جنينها، وقد رفعت على زوجها عدة قضايا استمرت حتى أمضى ابنها سَنته الأولى وقطع نصف الثانية، كيف يحل الخلاف بكلمات بسيطة وأسلوب طيب؟

ليس طبيعيًا الزواج بلا نزاع، سأبالغ إن قلت لكم ستظل حياتنا «وردى»، ولكن بقليل من التروى والاقتداء بغيرنا ممن أحسن التصرف كما كان يفعل الرسول فى خلافاته مع زوجته، نستطيع حل مشكلاتنا.

«دخل الرسول، صلى الله عليه وسلم، ذات يوم على زوجته السيدة (صفية بنت حُيي بن أخطب) رضي الله عنها، فوجدها تبكى، فقال لها ما يُبكيك؟، قالت: حفصة تنعتنى أنى ابنة يهودى؛ فقال: قولي لها: زوجي محمد وأبي هارون وعمّي موسى»، الإصابة في تمييز الصحابة، لابن حجر العسقلانى.

كبسولة سحرية لتجنّب النزاع

لو اعترض أحدكم قائلًا ليس بهذه البساطة تُحل المشكلات، إنه طبع.. وهناك أناس يغلب عليهم الغضب، أقول لهم: لحظة  كل منا بداخله الأسلوبان، اللين فى الحوار والعكس.

ليس مطلوبًا منك إلا أن تأخذ نفسًا عميقًا عند حدوث مشكلة زوجية.. تخيل أنك نجم مجتمع، حينها ستظهر كل ما تملك من لباقة وحكمة وقول حسن.. هذه طبيعتنا جميعًا، نظهر أفضل ما عندنا أمام شاشة العرض.

 

 استدعِ الملاك الحكيم واستعذ من الشيطان الرجيم الراعي الرسمي لخراب البيوت.. وحتى لا نلقي كل اللوم على شر الشيطان، استعذ من شر نفسك أيضًا.

تعليقات