ليلى سالم تكتب: شبابنا بين الماضي والحاضر!

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 03 فبراير 2020, 12:20 مساءً
  • 856
صورة تعبيرية

صورة تعبيرية


حين أخذتُ أنظر حولي لأتفقد أحوال شباب أمتي رأيتهم علي غير ما يرام ، وعلى إثر ذلك بدأت أنظر الي الماضي البعيد؛ لأتلمس الفرق بين هؤلاء وأولئك.

إن تصفحنا السيرة النبوية وأخبار الصحابة وجدنا الذين واجهوا جبابرة مكة كانوا شبابًا يافعين ؛ فذلك الزبير بن العوام -رضي الله عنه - كان من العشرة المبشرين بالجنة وعمره خمس عشرة سنة ، وذلك طلحة بن عبد الله كان من المبشرين بالجنة وعمره ست عشرة سنة ، و سعد بن أبي وقاص كان عمره سبع عشرة سنة ، وذلك الأرقم بن أبي الأرقم الذي فتح بيته لنبي الله -صلي الله عليه وسلم- إبان ظهور الرسالة ؛ليجعله مقرًا يعلِّم فيه رسول الله المسلمين لمدة ثلاثة عشر عامًا ، وكان عمر الأرقم وقتها ست عشرة سنة. ورغم أنه -أي الأرقم - كان من بني مخزوم التي كان بينها وبين بني هاشم نزاع الزعامة.

كانوا شبابًا تتراوح أعمارهم بين 15/30 كانوا مع حداثة أسنانهم لكنهم كانوا كبارًا في الدين والعزم. ليس الصحابة فحسب كانوا كذلك بل التابعون أيضًا قدموا خدمات جليلة للإسلام والدعوة وهم في ربيع شبابهم ؛ فهذا الإمام الشافعي طفل أحب العلم والعلماء ، وتربي علي أيديهم وحفظ(الموطأ) وهو في العاشرة من عمره ، بل وجلس علي كرسي الفتيا وهو في الثانية عشر من عمره حتي انتشر مذهبه في العالم الإسلامي أجمع .

وهذا الإمام البخاري صبي فقد بصره في الخامسة من عمره ، جلس البخاري وعمره سبعة عشر عامًا بين يدي أستاذه الذي تحدث عن احتياج الأمة للحديث النبوي الصحيح فقال: لو أحدٌ منكم يجمع صحيح السنة في كتاب لأنفِّع به الناس والأمة ، يقول البخاري: فوقعت في نفسي هذه المهمة وأقسمت أن أكون هذا الرجل ، وقد كان صحيحه هو أصح الأحاديث.


وذلك زيد بن ثابت كان يبلغ من العمر ثلاث عشرة سنة عندما سمع أن جيش المسلمين خارج إلىٰ بدر ، تدفقت في قلبه الحمية والغيرة علىٰ الإسلام ونُصرتِه ، فحمل سيفه وكان السيف أطولَ منه ، فرده رسول الله ، وأرشده إلى وسيلة يفيد بها الأمة، فطلب منه رسول الله أن يتعلم اللغه السريانية، وتعلمها في سبعة عشر يومًا وصار ترجمان الأمة .

وهذا الإمام ابن تيمية شيخ الإسلام الذي كان نابغةَ عصره يحفظ بسرعه البرق ، وكان يؤم الناس بفضل حفظه القرآن في سن 6/7 سنوات حتي صار شيخ الإسلام . وفي ميدان الجهاد وجدنا صغيرين يقتلان رأس الشرك في مكة ، وهما معاذ بن عمرو بن الجموح ومعاذ بن عفراء - رضي الله عنهما- حيث قاما بقتل أبي جهل في غزوة بدر الكبرىٰ ، وكان ذلك حدثًا له شأنه للدعوة الوليدة آنذاك يبين إلي أي حد وصل أولئك الشباب وغيرهم كثير كثير، ولو كتبنا عنهم لضاق بنا المقام هنا ، وقد تكفلت كتب السير بذلك ، ففيها ما يكفي وزيادة.


نعود إلي الحاضر بكل هدوء لنبحث ونري أين شبابنا ؟؟
لا نجد من نتحدث عنهم ، ولا نجد من يستطيع أن يحمل هم هذه الأمه علي عاتقه ، ننظر لنجد الشباب غارقًا إما علي في وسائل التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والإنستجرام و التيك توك ، أو علي الكافيهات وأماكن اللهو ، ذلك لأننا بكل صراحة فقدناهم ففقدت الأمة الكثيرَ بتهميشهم وتجاهلنا إياهم وعدم تنشئتهم التنشئة الدينية الأخلاقية الصحيحة ما جعل منهم أشباه رجال على غير ما كنا نأمل ونرجو.

وللحديث بقية عن تربية شباب الأمة.

تعليقات