ليلى سالم تكتب: "دُور النشر العامة والخاصة ونشر الثقافة والأدب"

  • أحمد عبد الله
  • الإثنين 27 يناير 2020, 5:17 مساءً
  • 1371
أرشيفية

أرشيفية


ما مدىٰ فاعلية دُور النشر الحالية في نشر الفكر والثقافة وإصلاح الذوق العام؟

سؤالٌ ظل يُلِحُّ علىٰ ذهني من منطلق أنه لِزامٌ علىٰ دُور النشر أن يكون لها موقف واضح لإعلاء شأن الثقافة ونشر الأعمال والكتابات الهادفة.

تعالوا نرَ كيف تتعامل دُور النشر الخاصة والعامة مع الأدباء والمبدعين لاسيما المبتدئين منهم. مما يؤسَف له أن بعض تلك الدُّور صار أصحابُها مجرد تجار لايهمهم سوىٰ جَنْي المال وكَنزه بأقصر الطرق ، لذلك تراهم يراودون بعض الكتاب العرب، ويحاولون استقطابهم حتي مع رداءة إنتاجهم ، ولايكتفون بذلك بل يعملون علي تلميعهم وتقديمهم للوسط وكأن الواحد منهم هو الأديب المتفرد الذي لا يضاهيه أحد.

وإن تقدم كاتب مصري مبتدئ يملك الهدف والفكر الجاد ، فإنه -للاسف- يتعثر بالعراقيل والأزمات؛ لأنه لايملك القدرة المالية، وإن جمع كل مايستطيع جمعَه من مال لا يُخرِج كتابه كما يريد.

وأنا هنا لا أصِمُ كلَّ دُور النشر بهذه الآفة، لا بل ثمة عددٌ منها تُقَدِّر مسئولية الكلمة والفكر المستنير لكنها تُعَدُّ علىٰ أصابع اليد الواحدة للأسف. لنترك دُور النشر الخاصة، ونُلقِ نظرة على الدُّور العامة التابعة لرقابة الدولة ، يقصدها الكاتب ليقدم كتابه فيُصدَم بأنه يقف في طابور انتظار طويل كي يتيسر له النشر ، فلا يجد أمامه إلا أمرًا من أمرين ؛ فإمَّا أن ينتظر دوره البعيد علىٰ كرهٍ منه - وهؤلاء قليلون نوعًا ما - وإما أن يحبط وينسحب ويدع عمله حبيسَ أدراجه، وبالتالي لا ينتفع أحد بفكره.

أيها السادة.. إن مهنة الأدب جنت على أصحابها الأدباء ؛ حال الأدب والأدباء في بلادنا لا يسر إلا من رحم ربي بسبب التعسف والبيرقراطية. ربما تجد بعض الأدباء قد لا يملكون حتىٰ حق المواصلات لأنه وبإيجاز مهنة الأدب والكتابة في بلادنا (متأكِّلش عيش) .

هناك في بلاد العالم المتحضر يدفعون الكثير والكثير من النقود للكاتب لينشر كتاباته؛ لأنها تقدر قيمة الكاتب وقيمة الكتاب .

أيها السادة المسئولون أفسحوا الطريق لأصحاب الحق والابداع حتي يستطيعوا أن يقدموا عصارة جهدهم ، كم من مؤلَّفات قيِّمة انتهىٰ مصيرها إلىٰ أن تكون حبيسة الأدراج ؛لعدم قدرة أصحابها علي تحمل تكاليف النشر .

لابد من تغيير الآلية التي تتعامل بها دُور وزارة الثقافة مع الأدباء ، لتُعطِ كل ذي حق حقه كم من كتاب ماتوا ولم يُعرَفوا ولم يستفد الآخرون منه!!! لهم الله ولنا . ودُور النشر الخاصة أنا لا أنكر عليكم الاستفادة المادية من النشر، ولكن بجانب الغرض المادي ساعدوا من يستحق، قدموا للثقافة والمجتمع الأصلح والأبقىٰ دون مصٍّ لدم المؤلف المسكين . أيها السادة، لا تستهينوا بالمواهب الناشئة ؛ فقد ينبغ منها شاعرٌ كشوقي ، أو روائي كنجيب محفوظ ، أو قصصي كيحيى حقي أو أديب ناقد كالعقاد . أيها السادة، استقيموا يرحمكم الله . سلسلة مقالات (أدباء بلا أدب).

تعليقات