العالم يترقب تفاصيل "صفقة القرن" بعد غد

  • معتز محسن
  • الأحد 26 يناير 2020, 12:19 مساءً
  • 660
الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

يحبس العالم أنفاسه منذ هذه اللحظة وحتى بعد غد الثلاثاء، انتظارًا لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطة السلام الشامل المعروفة بـ"صفقة القرن" والتي يسعى من خلالها لحل ما لم يحله من سبقه في الجلوس على المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض.

يترقب العالم تلك اللحظة الفارقة، في ظل إرجاء صفقة القرن مرارًا وتكرارًا نتيجة للانتخابات الإسرائيلية الحالية بين بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الحالي ومنافسه، بيني جانتس والتي تلاقي عقبات كبيرة في تشكيل الحكومة الإسرائيلية.

يسعى "ترامب" لكسب جولة فارقة عبر تلك الخطوة، لترجيح كفته في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المنتظرة في نوفمبر من العام 2020، وسط تكهنات بعدم فوزه بولاية ثانية نتيجةً للمعارضة الكبرى التي يواجهها من قِبل مجلس الشيوخ، خاصةً من الحزب الديمقراطي المنافس للحزب الجمهوري المنتمي إليه.

ينقسم الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي بين مؤيد ومعارض، فالجانب الفلسطيني يرى أن تلك الصفقة متاجرة بالأرض والشعب وترامب يسعى لأمن إسرائيل وفرضها على الخارطة العربية تحت مسمى "الشرق الأوسط الكبير" وهو ما خطط له بوش الابن ووزيرة خارجيته كوندليزا رايس، أما الجانب الإسرائيلي فانقسم بين من يرى خطورة الإعلان في هذا التوقيت مما يرجح من كفة نتنياهو في الانتخابات الإسرائيلية، وجانب آخر يرى إيجابية حل أزمة الشرق الأوسط كفرصة تاريخية لن تتكرر.

تتشابه تلك اللحظة الجامعة بين ترامب ونتنياهو بما حدث لنيكسون وجولدا مائير في العام 1973 عقب حرب السادس من أكتوبر المعروفة في المراجع الأجنبية والعبرية بـ"حرب يوم الغفران" والتي أدت إلى نزول أسهم الزعيمين في استكمال مدتهما الرئاسية، فنيكسون نزلت أسهمه الرئاسية عقب فضيحة "ووترجيت" التي كشفها صحفي بتجسسه على خصومه وقت الانتخابات الرئاسية عامي 1968 و1972، مما قلص من شعبيته في الولايات المتحدة ومن أجل إعلاء أسهمه الزعامية مد جولدا مائير بالجسر الجوي الذي حفظ ماء وجهها في حرب أكتوبر ،عبر عملية "ثغرة الدفرسوار" والتي حاولت أيضًا من خلالها بتهدئة الرأي العام تجاهها.

على الرغم من ذلك لم يفلح نيكسون في أن يغير الرأي العام تجاهه وفشل في إقناع الجانب الإسرائيلي واللوبي اليهودي الأمريكي بتحسين موقفه، ليزاح من منصبه في أغسطس من العام 1974 وقت خطاب وداعه الشهير وأكمل بقية مدته الرئاسية نائبه جيرالد فورد، وأفول بريق المرأة الحديدية أول وأخر من تولت حكم إسرائيل في تاريخها الحديث وقدوم اسحق رابين في منصبها من نفس حزبها "الماباي" أو العمل ،فهل ستتشابه الأقدار بين النموذجين ،أم للأقدار آراء أخرى باحتواء نيتنياهو وترامب؟


تعليقات