لماذا توجد قوانين؟!
- الأربعاء 02 أكتوبر 2024
شعار الإلحاد
نعترف بأننا جميعا لاسيما الجهات المعنية
والهيئات الدينية في عالمنا العربي والإسلامي ، قد تحمل شئ من المسئولية في عدم
إنقاذ شبابنا الذين يقفون في منطقة الشك ، فغياب الوازع الديني ، وعدم وجود خطبة
جمعة مؤهلة لمخاطبة هؤلاء الشباب بالعقل والمنطق ، والعمل عى زيادة الجرعة
الإيمانية لدى هؤلاء الشباب وإبراز سماحة الإسلام ، واستعراض المواقف الإنسانية
النبيلة للخلفاء والأمراء المسلمين ، مع تسليط الضوء على الحضارة الإسلامية لاسيما
في الأندلس والتي ظلت تضئ العالم بالعلم والإنسانية لأكثر من 800 سنة ، لأختلف
الوضع وحدث نوع من اليقين لدى شبابنا الذين ينتابه نوبات شك في الدين، فيتسلحون بالإيمان
واليقين بأن هناك إله وخالق عظيم لهذا الكون .
لا أحد ينكر أننا نؤمن بأن الإنسان يولد مؤمن بالفطرة
، ولعل الضجة التي أحدثتها صحيفة التلغراف البريطانية في نوفمبر 2008م بنشرها
لنتائج بحث أكاديمي عن الأطفال بعنوان: " Children are born believers in God
" أو " الأطفال يولدون مؤمنين بالله " وهذا ما استعرضه الباحث أبو حب
الله "أحمد حسن" في بحثه القيم "نظرات في الحالة الإلحادية من
الناحية النفسية " مؤكدا أن العائد
من الملحدين للإيمان بالخالق يشعر وكأنه قد أُعيدت ولادته من جديد ووضعه على الطريق
القويم الذي وُلد عليه أول مرة، وينتابه شعور كما لو أخرج من ظلمة الجنين في بطن
أمه إلى نور الدنيا الذي يملأ الحياة من حوله! يشعر وكأنه كان ميتًا بين الأحياء
فعاد للحياة الحقة كإنسانٍ من جديد!
وأشاؤ أو حب الله في بحثه إلى ما نشرته الأمم
المتحدة حول ظاهرة الانتحار حيث جاء الملحدون كأعلى نسبة في الانتحار! في حين جاء
المسلمون في أدنى نسبة للانتحار وبصورة لفتت نظر الباحثين أنفسهم حتى علقا عليها
قائلين: "إن نسبة الانتحار في الدول الإسلامية تكاد تقترب من الصفر، وسبب ذلك
أن الدين الإسلامي يُحرم الانتحار بشدة" - وعلى هذا كانت توصياتهم للحَدِّ من
الأعداد المتزايدة للانتحار سنويًا هي: التحذير من الإقدام على الانتحار - تعاهد
مَن لديهم ميول للانتحار بمزيد الاهتمام والرعاية النفسية - وضع عقوبات صارمة
لِمَنْ يحاولُ الانتحار. وهي نفس خلاصة ما تناول به الإسلام مسألة الانتحار من
1400 عام!
ومن
يلاحظ كم المذابح المرعبة التي شهدتها البشرية من قتل العلماء والبشر ودفن كل من
يفكر علميا حيا حتى الموت يدرك أنهم أصحاب فكر إلحادي بحث ، ليس في قلوبهم شئ من
الإيمان بالخالق يجهلهم يعودون إلى صوابهم وأنهم غدا ملاقون خالق عظيم للحساب ،
ولكن المؤمنين بإله عندما يرتكبون أفعالًا تتنافى مع إنسانياتهم كالحروب الظالمة مثلًا ودفع الجنود بالأمر لقتل
وإبادة الأبرياء - فإن ردّات الفعل النفسي لديهم تكون غاية في الشقاء والألم الذي
يظل طاردا لهم طول حياتهم مما يدفع عدد منهم إلى الانتحار خجللا مما ارتكبه في حق
الأخريين الأبرياء العمر كله! وفي هذا الصدد لا يغيب عنا أنه - وإلى اليوم وبعد
عشر سنوات تقريبًا - لم تزل تسجل الولايات المتحدة الأمريكية أعلى نسبة (انتحار)
لجنودها العائدين من حربي أفغانستان والعراق! حيث أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع
أن عدد المنتحرين في 2012م وصل إلى 349 منتحر - أي بمعدل منتحر كل 25 ساعة![4] -
في حين وصل العدد إلى 301 منتحر في 2011م!. وأغلب المنتحرين لم يستطيعوا تحمل
التبعات النفسية للحرب ولم تنفعهم الجلسات العلاجية، أو أصيبوا بتبلبل التفكير
الدائم حتى تشردوا عن الوظائف والأعمال وضاقت أحوالهم ولم يجدوا مَن يساعدهم
فانتحروا. وأقول: إذا كان هذا هو حال (المؤمنين) مع عذاب ضميرهم عند تنازلهم عن
(بعض) إنسانيتهم وفطرتهم.. فما بالنا بهذا الصنف من الملاحدة إذن؟!
وأوضح أبوحب الله في بحثه أن مسألة الإلحاد لا
تتعدى كونها (لاأدرية) مُوجهة! لأن الملحد مهما بلغ إنكاره لوجود الإله الخالق فهو
لا يملك دليلاً يقينيًا على ذلك، وإنما يلجأ في أحسن حالاته للإيمان بـ (غيبٍ) آخر
- غير الغيب الديني - يخترعه ليوهم نفسه به وبصحته! حتى أشهر الملاحدة يقعون في
هذا الاعتراف عاجلاً أو آجلاً - وذلك مثلما وقع مع ريتشارد دوكينز في مناظرته مع
بروفيسور الرياضيات النصراني جون لينوكس بعنوان: (هل دفن العلم الله؟) حيث اعترف
فيه دوكينز بأنه ليس ملحداً صرفاً - بل:
وحتى في شعاره (الإلحادي) الذي أطلقه منذ سنوات في لندن باللصق على وسائل النقل
العام: فلم يتجرأ أن (يجزم) فيه بأنه لا إله! وإنما جاء الشعار مُرجحاً فقط لذلك!
، فراح يكتب" "على الأرجح ليس هناك إله، فتوقف عن القلق، واستمتع بحياتك،
الحقيقة أتعجب هنا كيف استمتع بحياتي وأنا على علم بأنني لم ابعث مرة أخرى وأن هذه
الحياة القصيرة فقط وجودي ، وفي النهاية نؤكد على الإلحاد ظاهرة هشة سخيفة تخاصم
العقل والمنطق والفطرة السليمة للإنسان الطبيعي .