باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الباحث معتز محسن
في ظل التخبطات القائمة الآن بين الشباب ،وسط زحام الأفكار المتاخمة لتغيرات عديدة ،إنتابت حياتنا ويومياتنا ، أفكار حزبية وأيديولوجيات متلاهثة تسعى لإعتلاء المشهد ،ليتسرب بيننا أفكارًا إلحادية تعج بالتناقضات والصراعات تحت مسميات شتى.
إن أردنا أن نرد على تلك الترهات المتتالية ،فعلينا بالمنطقية وقت المواجهة ما بين العلمية والعقائدية كي يتسم الرد بالحجة اللامعة التي لا تنطفئ أبدًا على مر العصور والأجيال ،وخير رد يجمع بين الجانبين نجده في سورة "الرحمن" المكونة من 78 آية ،تعرض لنا تلابيب الأدلة التامة واليقين الكامل بوجود الله عز وجل.
أطلق الإمام علي بن أبي طالب عليها ،اسم "عروس القرآن" لتزيينها كتاب الله بنفائس عطرة تظل فواحة إلى يوم الدين بكل الأدلة اليقينية على قدرة الخالق سبحانه وتعالى ،من خلال إعلان هام في ساحة الوجود وإعلام بآلاء الله الظاهرة ،بجميل خلقه وصنعه وتدبيره عبر عرض آلائه كالشمس والقمر والنجم والشجر والسماء المرفوعة ،والميزان المرفوع.
يستمر العرض بحروف نورانية لنصل إلى الأرض بفواكهها ونخيلها وحبها وريحانها والجن والإنس ،والمشرقان والمغربان ،والبحران اللذان بينهما برزخُ لا يبغيان ،وما يخرج منهما ومايجري فيهما ،وهو ما تأكد علميًا وواقعيًا بوجود برزخ السويس الذي ظهر وقت حفر قناة السويس في العام 1869 وجمعه بين البحر الأحمر والمتوسط ،في صورة ملحمية أكد عليها القرآن قبل بزوغه فعليًا.
تستمر المشاهد في رحاب الإيمان عبر ميزان الآيات ،بعرض مشاهد الآخرة نتاج ما نصنعه في الدنيا ،ما بين الجيد والردئ ،الحسنات والسيئات ،وما يظهر في صورة شفافة كتجسيد راسخ عبر التصوير الفني للقرآن الكريم ،لنتاج ما يفعله الإنسان ما بين الفجور والتقوى في الدنيا وما يئول إليه مصيره ،إما في جنات النعيم ،أو في عذاب السعير.
رسالة عاجلة لكل من أعلن كفره بكل شئ ،عودوا إلى عروس القرآن وتمعنوا في معانيها كميثاق صريح ،أكد عليه الأديب الكبير نجيب محفوظ في روايته "ميرامار" في العام 1967 كتنبؤ مسبق لما حدث بعد ذلك بصوت عامر وجدي الرخيم ،الملازم لمصحفه العتيق ،مرددًا أمام بحر الإسكندرية من شرفة النُزل آيات الرحمن ،معلنًا عن ما حدث لجيران النُزل من نهايات مؤلمة ،كان جراء تركهم للكلمة المفتاحية لليقين التام.