تجربة الرحيل الملازمة للفلسطينيين في معرض "سوزان حجاب"

  • جداريات Ahmed
  • الأحد 19 يناير 2020, 2:16 مساءً
  • 684
جانب من المعرض

جانب من المعرض

أطلقت مؤسسة المعمل للفن المعاصر، ومؤسسة عبد المحسن القطان، مساء أمس السبت، النسخة الثانية من معرض الفنانة الفلسطينية سوزان حجاب في مبنى مؤسسة القطان برام الله.

وتكشف لوحات المعرض تجربة الرحيل الملازمة للفلسطينيين منذ النكبة، فبعد أن بلغت من العمر 77 عاما، وفي أول معرض استعادي لها في فلسطين، تتمحور أعمال حجاب حول تجربتها الشخصية في عدم الاستقرار أو "حالة المغادرة المستمرة" التي عاشتها في الغربة، ويمثل الرحيل عنصرا أساسيا في حياة حجاب وعملها، سواء بمعناه المادي؛ أي الانتقال من مكان إلى آخر، أو بمعنى التحولات الداخلية في المشاعر وفقا لوكالة أنباء فلسطين الرسمية .

ويحتوي المعرض على أكثر من 50 عملا من نهاية السبعينيات وحتى يومنا هذا، موفرا فرصة نادرة أمام الجمهور الفلسطيني للتعرف على أعمال فنانة فلسطينية من الرواد، لم يسبق أن تم عرض أعمالها في وطنها فلسطين على هذا النطاق من قبل، كما تتميز أعمال حجاب باحتوائها على مشاهد وكأنها تنزلق داخل بعضها البعض لتخلق حركة مستمرة وسلسة دون بداية أو نهاية، وتوحي شخصياتها ذات الأجساد المشوهة والمشرحة التي تفتقد الرؤوس أحيانا، ببعد بدائي فطري، وتطل علينا محبوسة في إطارات لا نهائية في صراع ومحاولة دائمة للتحرر. وتصبح الصدوع والندوب في شخصيات حجاب دليلا ماديا على الألم الداخلي الذي يسببه شرخ الرحيل.

وتحدثت الفنانة عن تجربتها الفنية بإسهاب، وعن حياتها وعن الحافز الذي يدفعها للرسم، والذي يتمثل في الصراع الداخلي الذي لازمها خلال حياتها الشخصية والفنية، وفي كفاحها كامرأة كفلسطينية، وكمهاجرة في بلد غربي، وكذات معقدة ومتعددة تعبّر عن نفسها من خلال صور تتجزأ وتتفتت من خلال الظلال، والألوان، والضوء، وتباينات الظلام والفراغ.

ويظهر في أعمال حجاب شخصيات نساء، تنبعث منهن هالة من القوة المتمردة على الاضطهاد وعدم المساواة. عندما انتقلت حجاب إلى ألمانيا، كان عليها أن تفهم الآخر أولا، واستطاعت من خلال عملها أن تصل إلى مساحة شخصية وحميمة يلتقي فيها الشرق والغرب، وسمح لها تعدد الرؤى هذا، بإدراك أبعاد متزامنة في آن معا، أثرت على أسلوبها الفني بعمق.

تعليقات