باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
غلاف الديوان
صدر عن دار الجندي للنشر والتوزيع
بالقاهرة ديوان جديد تحت عنوان " عيون تعزف الوجد" للشاعرة والناقدة
والفنانة التشكيلية التونسية خيرة مباركي .
ومن أبرز قصائد الديوان الذي جاء في 128 صفحة من القطع المتوسط (لذا أسميك العزيز /
تتهادى تحتي العروش / حب يستأنف الغواية / كني كاحتمالك في الذهول / أنا نون دواتك / حين يعشوشب ليلي بأطيافك / حين
تروادين النفسج / كم ثقيل هذا المساء / أنوثة الخوخ ... وغيرهم من القصائد وكتب
للديوان المقدمة الشاعر والناقد عاطف الجندي رئيس شعبة الفصحى باتحاد كتاب مصر والذى قال فى
مقدمته هذا الديوان غير وجهة نظري في
قصيدة النثر ليجعلني أنظر بمرآة الجمال الذي ربما يكون كامنا بين مفردات هذا اللون
، فحقيقة الأمر أن من قرأت لهم في مجال الشعر المنثور والمجيدين منهم قلة قليلة
تضاف إليهم هذه الشاعرة التي جعلتنى أشجعها على الكتابة بهذا اللون ،وخاصة
أنها تخلت عما يميز هذا اللون وهو الكتابة
عن العادي واليومي وتقديس الجسد ولكنها فتحت آفاقا جديدة للكتابة الشعرية جعلت
الشاعر أكثر انفتاحا على المطلق.
والجدير بالذكر أن الشاعرة خيرة مباركي
هي فنانة تجيد العزف باللوحات وناقدة
مجيدة لها رؤيتها الخاصة للأعمال ،لا يشاركها غيرها فيها، قبل أن تصبح
شاعرة فالشعر لديها مرحلة تأتي بعد العمل النقدي كونها ناقدة وأستاذة في الأدب
العربي الحديث. ومن جملة ما يميز هذا الديوان فضلا عن اختصاصه بقصيدة النثر
هذا النفس الطويل لمعظم القصائد فهي
تميل إلى القصيدة الطويلة أو المتوسطة على
أقل تقدير وثانيا نلحظ هذه الدقة في اختيار عناوين القصائد، فالعنوان يأتى جذابا
وشعريا ومعبرا عن مكنون الذات الشاعرة وما تبوح به بالرغم من أنها تلمح ولا تصرح
وهى صفة من صفات الشاعر الجيد
فلو نظرنا لعناوين القصائد وعلى سبيل
المثال (تتهاوى تحتي العروش / حب يستأنف الغواية / سماء أشتهيها / حين يعشوشب ليلي بأطيافك / لذا
أسميك العزيز / حين يرتجف الضوء / أنا نونُ دَوَاتِكَ / ... ) ثمانية عشرة عنوانا
يصلح أي واحد منها أن يكون عنوانا جذابا لاسم ديوان شعري يمكن أن تصدره الشاعرة .
والسؤال المطروح هو : هل الناقدة
الجيدة بالضرورة شاعرة جيدة ؟ وأقول : فى معظم الأحيان لا ولكنها كسرت هذه القاعدة
التي كانت تقول ( ما الناقد إلا شاعر فاشل ) يترك مجال الإبداع ويتجه لنقد أعمال
الآخرين ، تنتفي معها هذه المقولة ،فالناقد ربما رأى مجالا أرحب للكتابة فهو
بمثابة المخرج للعمل الفني الذي يلقى الضوء على المناطق التي تستحق ويحفر على مكان
الجمال ومكامنه ، فالناقد الجيد يضيف للنص ويوشيه برؤاه وما نظّر له وآمن.
وربما ساعد شاعرتنا على القدرة على
ابتداع صور جديدة هى كونها رسامة وفنانة
تشكيلية في المقام الأول فعرفت كيف ترسم لنا بالأحرف ما برعت به بالفرشاة .
وحقيقة لو نظرنا إلى كل قصيدة لوجدنا
أنها معزوفة منفردة ولكنى سأخذ مثالا واحدا في قولها على سبيل المثال متحدثة بلسان
المُحِبَّة :
" يا العزيز .. / الصّاخب في
عروقي / يا أنتَ .. / يا الماتِع في رموش
الهوى /كم تنتشي !
كم تزدهي لصخبي / حين يضوضئني الاعتراف
الرّجيمْ / وأشرَبُني نبيذا / لبريقٍ فيكَ نخَر ضُلوعي .. / حين تلوذ الذّاكرة /
باقتناص شراييني ، ويستحيل لقاؤُك / بقايا غيمة !!/ تهدر ما تبقّى من عطشي / بملء
الضجيج ../ باللّهفة الممشوقة.. / بالجحيم الذي يعلّلني كالأفيون .. "
هى شاعرة تكتب ما تحسه ، وأحس بصدقها
الفني الذي حمل صدق مشاعرها وعبَّر عن مكنون
أوردتها فصدقها القارئ وتعاطف مع نصوصها وعشقها.
لقد قدمت ثمانية عشرة لوحة فنية، مصدرة
بإهداء رائع يرقى إلى درجة قصيدة .
لذا أهنئها على هذا الديوان وأشد على
يديها أن تخلص لهذا الفن الذي أجادت به من أول ديوان لها ، فهي جديرة بتبوئ
مكانة مميزة في هذا اللون الشعري ،فهي
لديها الأدوات التي تمكنها من ذلك وتتقن مهارات هذا الفن .