حسام عقل عن "ممرات الريح" لنبيلة محجوب: رواية السجالات وتشريح المجتمع السعودي

  • جداريات 2
  • الثلاثاء 14 يناير 2020, 3:44 مساءً
  • 1026
جانب من الندوة

جانب من الندوة

قال الدكتور حسام عقل، أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس، إن رواية "ممرات الريح" للروائية نبيلة محجوب، تدور حول أسرة تواصل ما أراده لها الأب من الوعود والإنجازات من خلال ما ينقله لنا الساردان «سعيد وبدرية».
وأضاف عقل خلال مناقشة الرواية في أحد فنادق القاهرة، بحضور السفير السعودي بالقاهرة أسامة بن أحمد نقلي، أن الرواية تقع في 526 صفحة في زمن الأدب الإبيجرامي وأدب المدونات والومضة، وهو يمثل سباحة ضد التيار، وكأن نبيلة المحجوب تلقي قفاز التحدي وتقول: سيكون لي قراء في ظل الأدب الإبيجرامي السريع.  
وكشف "عقل" أن التقسيم البنائي للرواية يحمل جهدا معنتا، لأن الأحداث لا يرويها سارد واحد، بل يتشاطر معها القص «سعيد وبدرية» في دورة متكاملة من البوليفونية أو تعدد الأصوات، وهو ما يؤكد أن الكاتبة لا تطل على المشهد من زاوية واحدة بل من زاويتين، وهو تقسيم كان ضروريا في ظل تقسيم الرواية إلى ممرات ومنعطفات. 
وأشاد "عقل" بالمنحى الطوبوغرافي في العمل، فالمكان حاضر بامتداد الرواية بدءا من المفتتح، الذي جاء أقرب إلى الشعر محملا بروح الكثافة الغنائية، وكذلك من خلال الأب الذي لا يريد أن يغادر الجبل، ويقول «لن أغادره إلا إلى القبر»، لكن مقتضيات العمران والتوسع تجبره على مغادرته فتغادر روحه جسده، وهنا تظهر المعضلة التي يسميها باشلار في كتابه «جماليات المكان» مشكلة «البيت القديم» والحنين إليه والتمسك به.
واستطرد "عقل" أن نبيلة تشرِّح المجتمع السعودي بأقصى درجات الحياد والتجرد والجسارة٫ من خلال صنع سجالات حول مشكلة الإسدال الأسود والعبادة السوداء وخروج المرأة إلى ميدان العمل العام، وهذا قد يكلفها شيئا من السجالات والتحديات في هذا الشأن، كما أن الرواية تشاكس المتلقي بقيمه المتكلسة وتدعوه إلى التعامل بجسارة مع قضية الحداثة والتجديد، وتلك هي نقطة التحدي، وهو: كيف تبعث ماضيا قويا ناضرا وتستبقي معه بجسارة التعامل الواجب مع العصر؟ مؤكدا أنه إذا كان الشدياق  قد أحبطنا قديما فيما يخص هذه القضية بقوله «فلا الحاضر جاد ولا البشير طرق الباب» فإن نبيلة  محجوب في «ممرات الريح» لا تستسلم لهذه المعادلة.
وأستطرد: في الثلث الأول من الرواية جاء التوظيف الحواري خجولا بحيث توصف الشخصيات، لكنها لا تتحاور إلا قليلا، وفي وسط الرواية يظهر الحوار أكثر، ومع الثلث الأخير يصل الحوار ذروته وكأن الحوار حالة تصاعدية تتنامى تدريجيا بين الشخوص.

تعليقات