حقائق الإيمان وأوهام الإلحاد.. ندوة في كلية أصول الدين بالقاهرة (سجل الآن)
- السبت 23 نوفمبر 2024
الباحثة زينة محمد الجانودي
أكدت الباحثة زينة محمد الجانودي استاذة لغة عربية وباحثة
وناشطة في الحوار الإسلامي أن اللغة وعاء فكر ووسيلة اتصال وتفاهم، وأداة نقل المعارف
والعلوم من جيل إلى جيل، وهي محور أساسيّ في بناء الإنسان بمختلف جوانبه، لافتة في
الوقت نفسه إلى أن اللّغة التي كانت ومازالت اللّغة الأولى لأمة عريقة أقامت حضارة
لم يعرف التاريخ مثيلا لها هي اللّغة العربية التي ستظل قادرة على استيفاء كلّ متطلبات
العصر،
كما ترى "
الجانودي" أن العيب ليس في اللغة نفسها، وإنما يكمن في الذين أهملوها، ولم يفهموا
معانيها وغايتها، وأضاعوا الجهود الكبيرة التي بذلها أسلافهم في العناية والرعاية والاهتمام
بها ودراستها والتّأليف فيها، فاللّغة العربيّة ليست مجرّد وسيلة للتخاطب فقط، ولكنّها
أيضا فكر وعقيدة وثقافة ومشاعر وتراث وتاريخ، ولا يمكن فصل جانب من جوانبها عن الآخر.
وكشفت "
الجانودي" عن أهم أسباب الضعف العام في
اللغة العربية وتمثلت في الجهل بقواعد الإملاء
العربي، الأمر الذي يؤدّي إلى الكتابة بما يخالف القواعد الصّحيحة،وكثرة الأخطاء اللّغويّة
الشائعة المخالفة للمسموح في اللّغة وأصولها الثّابتة، وهذا مانراه في بعض الكتب والصّحف
والرّسائل والتقارير، و الجهل بقواعد النّحو العربيّ، فينصب المرفوع ويجرّ المنصوب،
ولا يميّز بين المعرفة والنّكرة، في ما يكتب، بإضافة إلى المبالغة في استعمال الكلمات
العامية والأجنبية، في الصّحافة العربيّة عموما، بلا داعٍ مع سهولة استعمال الفصيح
والمقابل العربيّ لها ، هذا بجانب قلة عدد القارئين من أفراد الشّعب، فانتشرت مقولة
أنّنا شعب غير قارئ، وقد يؤدي ذلك إلى إعاقة المسيرة الحضارية والإبداعية للأمة.
واعتبرت "
الجانودي" أن الاستعمار سبب رئيسيّ في الضعف العام في اللغة العربية، وذلك من
خلال محاربته للغة العربيّة كونها تمثل روح الأمة العربية، وهي رمز وحدتها وبقائها،
فسعى إلى طمسها، وذلك ببناء خطّة ترمي إلى تقديم اللّغات الأجنبيّة على اللّغة العربيّة
في الأقطار العربيّة، ومحاولة تطبيق مناهج اللّغة الأوروبيّة في التّدريس ودراسة اللّهجات
العاميّة، كي نتحلّل من الأصول والقواعد التي صانت لغتنا خلال خمسة عشر قرنا من الزّمن.
" إصلاح اللغة من إصلاح الأمة "
واعتبرت الجانودي" أن إصلاح اللغة هو من إصلاح
الأمة والحفاظ على هويتها موضحة عن الحلول السبعة لتقوية اللغة العربية والتي
تمثلت في
١- إصلاح تعليم اللغة العربية في مدارسنا ومعاهدنا على مختلف
مستوياتها، من الرّوضة والمرحلة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الجامعيّة، فلو أُصلح
تعليم اللّغة العربيّة، ووُضَعت له المناهج والأساليب الجيّدة والمتطوّرة، والكتب القيّمة،
لاجتزنا أصعب العلاج، وقطعنا معظم طريق الإصلاح، فإذا كان واقع اللّغة العربيّة في
التعليم ضعيفا ومهزوزا، لم يخرج إلّا ضعفاء في لغتهم، فالتّعليم هو المصدر الأساس الذي
يزوّد كل مرافق المجتمع بالعناصر اللّازمة.
٢-إقامة دورات في اللّغة العربيّة بين الحين والآخر، لمحرّري
الصّحف والمذيعين، لتقوية لغتهم وعلاج أخطائهم، وتدريبهم على السّلامة اللّغويّة بكلّ
جوانبها.
٣-الإكثار من المسابقات عبر وسائل الإعلام المختلفة في علوم
اللّغة العربيّة، وأنواع الكتابة من شعر وقصّة ورواية ومقالة وبحث، وتقديم الجوائز
القيّمة للفائزين.
٤-استثمار (الانترنت) الذي هو وسيلة العصر في الحاضر والمستقبل،
في خدمة لغتنا وتطويرها وتوصيلها إلى أكبر عدد ممكن من البشر.
٥-منع استعمال الكلمات الأجنبيّة الدّخيلة والعاميّة المتداولة،
وضرورة استعمال المقابل العربيّ لها، سواء أكان ذلك في الوسائل المكتوبة أو المقروءة.