الشاعرة هبة الفقي: الإعلام المصري خذلني في "أمير الشعراء".. وإيناس عبد الدايم لم تتواصل معي

أحذر.. 5 أسباب قد تقود الأبناء إلى الإلحاد

الأربعاء 16 أكتوبر 2024

رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

أطلبها الآن.. مركز تبصير يعلن إتاحة إصدارات هيثم طلعت كاملة في السعودية

الأربعاء 16 أكتوبر 2024

الشاعرة هبة الفقي: الإعلام المصري خذلني في "أمير الشعراء".. وإيناس عبد الدايم لم تتواصل معي

تقارير وتحقيقات

جداريات 2

الأحد 05 يناير 2020, 6:37 مساءً

2399

صاحبة "ثورة قلب" في حوار شامل:

زوجي والقلوب المحبة دعموني في تصفيات الجائزة.. وهذه أصعب اللحظات

اختيار شعري ضمن مناهج الإمارات وأنا على قيد الحياة تكريم مختلف

قصيدة النثر ليست شعرا.. وأترك للنقاد تحديد ملامح مشروعي

على الشعراء أن يبتعدوا عن الذاتية ويبحروا في قضايا الوطن والإنسانية

مثّل وصول الشاعرة هبة الفقي إلى التصفيات الأخيرة من الدورة الثامنة لجائزة أمير الشعراء وفوزها بالمركز السادس حدثا مهما، اكتسب أهميته من أنها أول امرأة مصرية تصل إلى هذه التصفيات النهائية لهذه الجائزة، لكن يبدو أن وزارة الثقافة المصرية التي تقبع على كرسيها السيدة الدكتورة إيناس عبد الدايم كانت خارج الخدمة أو ربما أن عدم متابعتها للتصفيات وعمى الإعلام المصري عن هذا الحدث المهم لم يساعد في وصول النبأ إليها، لذلك كان طبيعيا أن تؤكد الشاعرة هبة الفقي أن الإعلام المصري خذلها وابتعد عن الثقافة لحساب أمور أخرى، وتوجه حديثها للقائمين على الثفافة في مصر أن يعودوا بها إلى ريادتها، فـ"أبناؤها قادورن لكنهم يحتاجون إلى من يدعمهم".. وإلى نص الحوار.

في البداية .. نريد أن نتعرف أكثر على الشاعرة هبة الفقي من حديثها عن نفسها.

بداية .. تحية تقدير ومودة. هبة الفقي .. شاعرة مصرية.. أقيم على أرض الإمارات منذ ما يقارب العشرين عاما مع زوجي وأولادي.. تخرجت في جامعة عين شمس، وعملت أخصائية نفسية بوزارة التربية والتعليم بمصر ..أصدرت حتى الآن ثلاث مجموعات شعرية. والرابعة تحت الطباعة.. عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.. وأيضا عضو اتحاد كتاب مصر.. شاركت في الموسم الثامن لأمير الشعراء ووصلت للمرحلة النهائية، وحصلت على المركز السادس وشرفت بكوني أول امرأة مصرية تصل إلى نهائي تلك المسابقة الضخمة.. بي روح تبحث عن الجمال والهدوء والصفاء.. وقلب ينبض بحب كل من حولي.. وأنامل تسافر فوق السطور وتضع مشاعرها بين حقائب الحروف .

لماذا جئت إلى الشعر؟ ومن نمّى الموهبة لديك؟

الشعر بذرة يضعها الله في أرواحنا منذ اللحظة الأولى لوجودنا بهذه الحياة.. فالشعر هو الذي يختارنا ويأتي إلينا.. وليس العكس. ولا يستطيع شخص غيرك أن ينمي موهبتك.. أنت من تهتم بها وترعاها وتنميها.. ومن حولك يسخرون لك الوسائل والظروف المناسبة على تحقيق ذلك قدر استطاعتهم.. ولا شك أن الأسرة هي البيئة الأولى لاحتضان الموهبة ومساعدتك على المضي بها قدما نحو الأمام. وأنا أحمد الله تعالى أن وهبني تلك الأسرة .

ما ملامح المشروع الشعري عند هبة الفقي؟

أعتقد أن النقاد هم من يفسرون الملامح الشعرية لتجربة الشاعر .. وأنا أترك لهم هذه المساحة .

ما أصعب لحظة استشعرتها خلال تصفيات جائزة أمير الشعراء؟

لحظات التصويت.. بالطبع هي من أصعب اللحظات التي يمر بها أي متسابق.. فأنت تشعر أنك على بعد خطوات من تحقيق حلمك، لكن هناك ما يقيدك ولا تستطيع الفرار منه.. لكن والحمد لله.. مع وجود المحبين ودعمهم لي كان يجعلني دائما أجتاز هذه اللحظات بقوة والحمد لله.

من أكثر من دعمك في مشوار تصفيات جائزة أمير الشعراء؟

أكثر من يدعمني في مشواري الشعري بشكل عام وليس فقط في المسابقة هو زوجي ورفيق دربي الذي يؤمن بموهبتي ويعمل لأجلها، وأيضا أمي وأبنائي وكل من حولي حقيقة.. وهذا فضل من الله لو بت أشكره عليه ما وفيته، ولعل المسابقة قدمت لي أشخاصًا لم تكن تربطني بهم صلة أو معرفة ولكنهم آمنوا بما أقدمه ودعموني بكل حب وسعادة.

كيف تعامل الإعلام المصري مع الشاعرة هبة الفقي خلال رحلة التصفيات شخصيا لاحظت أنا الإعلام لم يعطك حقك ولم يدعمك بشكل كاف فماذا مثل هذا لكِ؟

أعتقد أن الإعلام المصري خذلني في مشواري بالمسابقة.. في حين أنصفتني القلوب المحبة التي تابعتني بشغف وصوتت لي رغم صعوبة التصويت هذا العام.. والإعلام في السنوات الأخيرة ابتعد كثيرا عن الشأن الثقافي وكانت له اهتمامات أخرى تعرفها ويعرفها الجميع حتى أصبحت هناك فجوة كبيرة بين الشعراء والمثقفين وبين الإعلام وما يقدمه .

وكيف تعاملت وزارة الثقافة مع مشوارك في التصفيات حتى فوزك.. هل تواصلت معك الدكتورة إيناس عبد الدائم وزير الثقافة؟

لم تتواصل معي وزيرة الثقافة أثناء أو بعد المسابقة.. لا أعلم حقا إن كانوا بالوزارة على علم بالمسابقة ..أو لا .

وبناء عليه.. ماذا تقولين لوزارة الثقاف والقائمين على الثقافة في مصر عموما؟

أقول لهم بكل حب.. الثقافة هي درع الحماية الأول للأوطان والعقول.. فعودوا بالثقافة المصرية لعصر النهضة والريادة.. فمصر قادرة.. وأبناؤها قادرون.. فقط يسروا السبل.. وأعيدوا النظر في كثير من الأمور.

ما الجهات التي كرمتك في مصر عقب فوزك سواء المؤسسات الرسمية أو المدنية؟ وماذا مثل لك ذلك؟

اهتمام المؤسسات الرسمية والمدنية في مصر بتكريمي أسعدني كثيرا.. والحمد لله لبيت دعوات كثيرة.. واعتذرت عن البعض لضيق الوقت وارتباطي بموعد السفر والعودة لبلدي الثاني الإمارات.. ولكن جميعها حتى التي اعتذرت عنها كانت لها عظيم الأثر في نفسي.. وقبل التكريمات كان لحب الناس وجمال لقائهم في مصر عظيم الأثر.. ومنها على سبيل المثال لا الحصر: اتحاد كتاب مصر ، ومؤسسة صهيل، وملتقى السرد العربي، ومؤسسة عبدالقادر الحسيني وغيرهم الكثير والكثير .

على حد علمي أنه تم اختيار قصائدك لتدرس في مناهج التعليم بالإمارات.. حدثينا عن ذلك!

تجربة جميلة وشعور مختلف.. أن تجد كلماتك تدرس وأنت مازلت على قيد الحياة.. أعتبره تكريما مختلفا و سعدت به كثير. وهو من أهم الإنجازات التي أعتز وأفتخر بها .

الأستاذة هبة الفقي شاعرة عمودية.. فماذا تقولين عن الشعر المنثور وشعرائه؟

لا شك أني أعترف بالنثر، فهو لون مميز من ألوان الكتابة الأدبية والإبداعية وله تاريخه ورواده، ورغم هذا لا أراه شعراً. ليس لتفوق الشعر على النثر، ولكن لأن لكل منهما ميزاته التي تميزه عن غيره وأسلوبه وأسسه، وأنا لست مع خلق كائن مركب منهما. فلا أوافق على مصطلح الشعر المنثور أو قصيدة النثر.. والسؤال الذي أود طرحه: لماذا على النثر أن يكون قصيدة ويرتدي ثوباً غير ثوبه ؟! هل كلمة قصيدة تزيد النثر قوة أو جمالاَ من وجهة نظر من يطلقون هذا المسمى؟! أما قصيدة الشعر العربي بشكلها الخارجي التقليدي المعروف ستظل هي نموذج الشعرية العربية ..

مَن مِن الشعراء القدامى أو المحدثين الأقرب من هبة الفقي وتأثرت به؟

دائما أقول إنني أقرأ لكل من تقع عيني على كتاباته .. قديما وحديثا. فلكل شاعر بصمة تميزه وعالم خاص به ..لذلك أحب التجول بين الجميع .

لكل مبدع طقوس أثناء الكتابة.. خيري شلبي مثلا كان يكتب في المقابر وشيللر كان يرتدي ملابس الكهنوت.. فما الطقس الذي تكتب فيه الشاعرة هبة الفقي؟

الشعور الأول بالقصيدة كحركة الجنين الأول في رحم الأم .. تأتي في أي وقت وأي مكان .. دون طقوس ودون سابق إنذار .. ثم تأتي مرحلة الكتابة التي أميل دائما لإتمامها في هدوء وصفاء قدر الإمكان.

كيف ترى هبة الفقي المرأة في الحياة العادية وكمبدعة من خلال شعرها؟

المرأة هي وجه الحياة المشرق وقلبها النابض بالحب.. والمرأة المبدعة استطاعت على مر العصور أن تثبت جدارتها وتبرهن على قدراتها.. رغم ما تلاقيه من عدة صعوبات.. وكما نقول دائما أن القصيدة أنثى.. فالأنثى أيضا قصيدة مبهجة تمشي على الأرض .

هل وجودك خارج مصر كان في صالح تجربتك أم العكس ؟

ربما أعيش خارج مصر.. لكنني على تواصل دائم بكل من فيها وأتابع الحركة الشعرية والأدبية في مصر بشكل مستمر، ولا أنكر أنني أعيش بفضل الله في بيئة تقدر الثقافة وتحترم المثقف وبها من النقاء ما يساعد المبدع الحقيقي على النجاح والتقدم.

هل نحن عندنا أزمة نقد بالفعل من وجهة نظرك؟

لدينا أزمة بالفعل.. نتيجة غياب دور النقد.. رغم وجود حركة نقدية جيدة.. لكنها لا تواكب الحركة الشعرية المزدهرة حاليا.. نحتاج لنهضة نقدية، فالنقد الحقيقي البناء هو مرآة الإبداع العربي.. وكل منهما يساعد على نماء الآخر وتطوره .

كيف ترى الشاعرة هبة الفقي مستقبل الشعر في ظل المقولة الشائعة حاليا أننا في "زمن الرواية"؟

الشعر سيظل ديوان العرب لما يتميز به من قدرة على استيعاب التاريخ والأحداث والمشاعر بشكل جمالي متقن .. يميل له كل من يمتلك حسا مرهفا ويتلمس الجمال والمعرفة والحكمة، وما إلى ذلك مما يقدمه الشعر بأسلوب لا يتكرر لغيره.. وبالطبع لا أقلل من الرواية فهي تملك مكانة بارزة في الثقافة البشرية .

هل تشاركين وتنخرطين مع الحياة الثقافية في دبي؟

نعم.. بفصل الله أشارك في الحياة الثقافية ليس في إمارة دبي فحسب بل في أغلب إمارات دولة الإمارات .

ما القضايا التي يجب أن يلتفت إليها الشعراء حاليا لكنهم مقصرون فيها.. من وجهة نظر هبة الفقي؟

من وجهة نظري على الشعراء أن يبحروا في قضايا الوطن والإنسانية ويبتعدوا قدر الإمكان عن الذاتية المفرطة التي لا تلمس الآخر ولا تخاطب وجعه أو مشاعره .

هلا ختمت بأبيات من الشعر؟!

إلى عينيكَ بَيْنــي ..

وَبَيْنَـــكَ قُبْلــــةٌ تَتَـجَدَّدُ ..

وَمَشــاعِرٌ شَتـَّى..

وَنَبْـضٌ أَوْحَـدُ

بَيْنـِـي وَبَيْنَــكَ

قِصَّــةٌ بِلِحــونِها..

تَتَراقَصُ الدُّنْيا ويشقى الْحُسَّـدُ..