مخاطر الإلحاد بين شيخ الأزهر وجورج بول

  • جداريات Ahmed
  • السبت 04 يناير 2020, 12:57 مساءً
  • 2010
الإلحاد مجرد وهم

الإلحاد مجرد وهم

  

 

لا ادري ما وجه الاستفادة أن تخرج علينا بعض الأصوات التي لا يمكن وصفها إلا بالحماقة وصاحبة همجية في التفكير فيما يعلقون عليه ، خرج علينا الدكتور جورج بول بكل حماقة ليهاجم الأزهر الشريف ومؤسسات الدولة بشراسة مصحوبة بسخرية تنم عن جهل بحجم مياه النهر ، السيد بول مخصص حلقة يهاجم فيها الأزهر وشيخ الأكبر فضيلة الدكتور احمد الطيب كون الرجل قال تصريح حول مخاطر الإلحاد وأثر على المجتمع والشباب ، فقال فضيلته نصا " أن الخطر مدمر للمجتمعات " فخرج السيد بول ساخرا بأن الإلحاد لا علاقة له بأي تدمير يذكر في المجتمعات وطالبا الأزهر بسخرية أن يخرج عليه ليعلن عن آليات تدمير المجتمع في حال انتشار الإلحاد ، الرجل مسكين فمن البديعي لو جاء رجل من أقصى بلاد العالم وحدثته عن مخاطر الإلحاد لأخبرك ببساطة عن خطورة الإلحاد ، وعلينا أن نترك لخيالنا العنان في أن يفكر مليا في مجتمعنا بات الإلحاد هو السائد وبات الناس لا يؤمنون بوجود إله وقتها سيكون الناس بلا وازع وبلا قانون حينها سيفعل الناس ما يحلو لهم فسوف يسرقون ويزنون ويقتلون وألخ مادام ليس هناك إلخ أو جنة أو نهار أو حساب ، وفجأة تحولت إلى كائن بهيمي أفعل ما أشاء كون العالم بلا إله سوف يحاسبني على تصرفاتي المختلفة ، ولكن يبدوا أن السيد بول أراد أن يخرج بفيديوهات المفعمة بالجعل والحقد بلا دليل ليهاجم الإسلام ليس الأزهر الشريف فحسب ،

 وكان بود أن السيد بول يقرأ أبحاث خطيرة كشفت عن مدى خطورة الإلحاد لاسيما في البلاد العربية والإسلامية فيقول الدكتور أمين بن عبدالله الشقاوي في بحث له حول مخاطر الإلحاد إن من المصائب العظمى، والبلايا الكبرى التي ابتلي بها العالم الإسلامي في الآونة الأخيرة: ظهور الإلحاد ونشره من قبل أعداء الإسلام وأعني بالإلحاد الكفر بالله، والميل عن طريق أهل الإيمان، والرشد، وظهور التكذيب بالخالق، وبالبعث، والجنة، والنار، والتطاول على الله أو على النبي صلى الله عليه وسلم، أو على دين الإسلام، ونحو ذلك. قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا ﴾ [فصلت: 40]. وقال تعالى: ﴿ وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾ [الأعراف:180].

 وأوضح الدكتور "الشقاوي" أن مواقع نشر الإلحاد كثيرة كالقنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية والمقاهي الليلية المغلقة، وشبكة التواصل الاجتماعي، والفيسبوك، وتويتر والكتب، والمقالات، والصحف، والمجلات.. وغيرها. وللأسف أن هؤلاء الملاحدة قد زاد شرهم في الآونة الأخيرة، وبدؤوا يصرحون بكفرهم وزندقتهم عبر الوسائل الإعلامية السابقة، مع أنهم وُلِدُوا في بيئة مسلمة، ومن أبوين مسلمين، ولكن الشياطين اجتالتهم عن الدين القويم إلى هذا المسلك المنحرف، قال تعالى: ﴿  إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلا ﴾ [النساء:137].

وأوضح في بحثه قول بعض الملاحدة  عندما قال أحدهم: الله والشيطان وجهان لعملة واحدة، وقال أيضًا: الانتحار نصر على الله، وقال آخر: عليك أن تثبت وجود الله علميًّا وبالصور، وبعدها تثبت أنه هو من خلق الذبابة التي تَتَحَدَّوْنَ فيها العالم.وأخر قال  بالنسبة للقرآن فهو لون أدبي معروف لدى العرب، قبل الإسلام، وبعد الإسلام.

وحكى الله عنهم قولهم في القرآن: ﴿ وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً ﴾ [الفرقان:5]. فهؤلاء هم قدوتهم ومثلهم الذي يتبعونه، وأخطر ما في هؤلاء الملحدين، زعم بعضهم أنه مسلم، بل ربما ادعى الصلاح والإصلاح، كما حكى الله عن قائدهم فرعون لعنه الله عندما قال: ﴿ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَاد ﴾ [غافر:29].

وأشاء الدكتور الشقاوي في بحثه أن أحد الأسباب في نشر الالحاد منها الابتعاث إلى بلاد الغرب  للدراسة دون التقيد بالضوابط الشرعية، ويبقى الطالب هناك سنوات عديدة، فينبهر بالحضارة الغربية الزائفة، ويختلط بالكفرة والملحدين من اليهود والنصارى وغيرهم، مع ضعف العلم الشرعي للرد على شبهاتهم وضلالتهم، فيبقى متشككًا في دينه وعقيدته، وفي النهاية قد ينتهي به الأمر إلى الإلحاد ، فضلا عن قراءة فيما يسمى بكتب الفكر والفلسفة، أو الحداثة التي تحوي الإلحاد   ورد الأحاديث الصحيحة بحجة أنها تنافي العقل، وفي هذه الكتب أيضًا تمجيد لحضارة الغرب الزائفة، وأن سبب تخلف المسلمين هو تمسكهم بدينهم وأخلاقهم، والتعرض للذات الإلهية بالتنقص، فالقراءة في مثل هذه الكتب المسمومة يؤثر على عقيدة القارئ، ومع كثرة القراءة، وتنوع الكتب، قد ينشأ عنده الفكر الإلحادي،هذا بجانب حب الشهوات والملذات، والتخلص من التكاليف الشرعية والانطلاق في عالم الإباحية، والمجون، قال تعالى: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم ﴾ .

والأخطر من كل الذي سبق إهمال الآباء تربية أبنائهم التربية الإسلامية الصحيحة. روى أبو داود في سننه من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مُرُوا أَوْلَادَكُم بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ سِنِينَ"  وقال ابن القيم رحمه الله: "فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدًى، فقد أساء غاية الإساءة، وأكثر الأولاد، إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كبارًا" ، فضلا عن التفكك الأسري، وذكرت إحدى الطبيبات النفسية أنه بعد عدة نقاشات مع هؤلاء الملاحدة، تقول: "تكونت لدي قناعات بأنهم من أسر مفككة، ومن الفاشلين في التكيف مع الحياة والمجتمع، وناقمين على الظروف التي وجدوا أنفسهم فيها، وأنهم لجؤوا للإلحاد وغيره من التوجهات الفكرية، هروبًا من الواقع الذي يعيشونه لضعف شخصياتهم، وأحيانًا التقليد الأعمى للمجتمع الغربي بكل آفاته، وأمراضه النفسية التي ترسخت في العقلية الملحدة"

في الختام أود أوضح للسيد بول أن الدين جاء من عند الله لكي يضع ضوابط ويحفظ الإنسان من السقوط في براثن الشهوات والانهيار ، اتحداك يا سيد بول أن هناك دولة التزمت الإيمان واتخذت بالأسباب تواجه أي تخلف أو رجعية لأن ببساط الدين يأمرنا لبالعلم والسلام والحب والتعايش والتراحم ، فمن أين جئت بجهلك أن الإسلام قد يكون أشد خطرا على المجتمعات من الإلحاد أي عقل تفكر فيه سيدي في أن تهاجم الإسلام دون علم ودون تفكير وأن تعتقد أن الإلحاد خالي من المخاطر أرجوك أن تعيد تفكيرك من جديد أن تقرأ بحيادية لا بحقد فإن الإٍسلام دين محبة ورحمة وحب وسلام وتعايش بين  جميع البشر بلا استثناء .

 

 

 

 

تعليقات