" التطرف الإلكتروني" و التنظيمات الإرهابية دراسة جديدة لمرصد الأزهر

  • جداريات Ahmed
  • الإثنين 30 ديسمبر 2019, 2:01 مساءً
  • 852
مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

مرصد الأزهر لمكافحة التطرف

  

في ظل الجهود المضنية التي يقوم بها مرصد الأزهر لمكافحة التطرف ، لاسيما وحدة اللغة الفرنسية أعدت دراسة كشفت فيها عن ظاهر التطرف الإلكتروني أو الرقمي ، وتهدف هذه الدراسة المهمة إلى التعرّف على ماهية "التطرّف الإلكتروني أو الرقمي" وأسبابه ودوافعه، وسُبل مكافحته والوقاية منه.

وقال مرصد الأزهر في بيان له إن المتأمل في خطورة وإشكالية التطرّف يلحظ بوضوح نجاح الحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية في استغلال "الفضاء الرقمي"، ذاك الفضاء الذي سهّل لها نشر سمومها، ومكّنها من تجنيد الآلاف من المؤيدين لها بالعالم، فكان له أهمية خاصة لدى تلك الحركات والجماعات ، وذلك لعدة أسباب؛ منها: ضمان السرية لوجود التطبيقات المشفرة التي تعتمد عليها في نقل الأفكار المسمومة والأوامر والخطط لمؤيديها، وكذلك الاستمرار في نقل الأفكار المتطرفة، وتبادلها بين مناصري تلك الحركات والجماعات، فضلًا عن التكلِفة وسهولة وسرعة التواصل من خلال تلك المواقع والتطبيقات المشفرة، كل ذلك أدى إلى إعطاء تلك الجماعات حجمًا أكبر بكثير من حجمها الطبيعي؛ وهو ما يُساهم في حشد مناصرين بشكل أكبر وأعمق .

كما أوضحت الدراسة أن  "الفضاء الرقمي" لم يعد  يقتصر دوره على كونه وسيلة للتواصل والتعارف والتآلف بين مختلف الشعوب كما كان هو المأمول والهدف منه، وبناء عالم أكثر انفتاحًا وشمولًا، بل إنه وللأسف أصبح مرتعًا للحركات والجماعات المتطرفة والإرهابية، ومنبرًا للعديد من أشكال العنصرية، خاصة منصات التواصل الاجتماعي، لافتة أي الدراسة إلى أن  تلك الحركات والجماعات لم تعد تتهاون في استغلال ثورة التطوّر التكنولوجي والشبكة العنكبوتية لتحقيق مآربها من ترويج لأفكارها المغلوطة، ومحاولة تجنيد شباب ومؤيدين جُدد لضمان استمرار أيديولوجيتها، وضخ دماء جديدة في صفوفها، وتبني الهجمات الدامية لبث الرعب والخوف في نفوس مُعارضيها، ومن هنا أصبح الربط بين وسائل التواصل الإلكتروني والعمل الإرهابي، من صميم نشاطات التنظيمات المتطرفة، لدرجة أنه لم يعُدْ من المعقول تنفيذ أيّ جماعة متطرفة أو إرهابية أعمالها الإجرامية دون استغلال لتلك الشبكة العنكبوتية.

وتابعت الدراسة أن الهجمات السيبرانية (الإرهاب الإلكتروني) التي تتعرض لها العديد من المواقع الحكومية والخاصة، تدعو إلى تعزيز جهود الأمن الإلكتروني في مجالات التكنولوجيا كافة بالعالم أجمع، لا سيما بعد ظهور ونشاط الجماعات الإرهابية، وتهديدها بشن الهجمات السيبرانية، ضاربة مثلا تمثل في أن نشاط وفاعلية الحسابات الإلكترونية المناصرة لتنظيم "داعش" على منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المشفرة، هي التي ساهمت بشكل كبير في انتشار الفِكر الداعشي عبر العالم بأسْره في وقت وجيز، وتجنيد العديد من المقاتلين من مختلف دول العالم لصالحه، لاسيما في إذا ما أمعنا النظر في نشأة تنظيم "داعش"، نجد أنّ التنظيم اعتمد بشكل كبير - بل بالكلية - على الآلة الإعلامية لديه، لترويج أيديولوجيته من خلال الشبكة العنكبوتية، حيث كان يقضي أنصار التنظيم غالب وقتهم على مواقع التواصل؛ للعمل على استقطاب مناصرين جُدد، وتجنيد مقاتلين من أنحاء العالم كافة.

 وكذلك لتلقي نداءات التنظيم، والتدريبات عن بُعد؛ حيث يتعلمون كيفية إعداد وتحضير المتفجرات يدوية الصنع، وكيفية شن هجمات إرهابية بأدوات بسيطة متاحة في الوسط الذي يعيش فيه المتطرّف، حتى لا يلفت أنظار المحيطين به.

لذا حرصت الجماعات الإرهابية على تدشين العديد من المواقع الإلكترونية بلغات عديدة، لتكوين منصات يمكنها من خلالها نشر أفكارها بين شباب العالم.

وحذرت الدراسة من سقوط شبابنا في براثن هذا التطرف والذي كان وراء سقوط الكثير من الشباب في براثن التطرّف، يجد أنها تمر بعدة مراحل يتعلق بعضها ببعض. منها اختيار وانتقاء الفئة المستهدفة، وهم الأفراد الذين ينخرطون أو يميلون للعُزلة، أو الذين يتبنون مواقف سياسية واجتماعية ناقمة على المجتمع الذي يعيشون فيه، وكذلك السُذج من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم مرحلة ترويج الأفكار المغلوطة والخطابات الدعائية الداعمة للكراهية ورفض الآخر، لاسيما في المواقع التي تعج بالكثير من مستخدمي الإنترنت، وعلى وجه الخصوص مواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات.

 

تعليقات