ليلى حسن إبراهيم تكتب: تركستان الشرقية سجن مفتوح لمسلمي الأيغور

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 28 ديسمبر 2019, 5:51 مساءً
  • 1498
الشاعرة ليلى حسن إبراهيم

الشاعرة ليلى حسن إبراهيم

لا أجد كلمة أحبر بها الموضوع، ولا لفظا يطاوعني أسطر به الورق، وكيف أكتب والأحداث تلاحقني اكتئاباً، لما يحدث لمسلمي العالم، وخاصة مسلمي الإيغور بالصين الذين يعانون من الاضطهاد منذ أكثر من 65 عاما. 


إلى متى سنظل كالنعامة تدفن رأسها بالرمال؟ إلى متى سنظل مكتوفي الأيدي ومعصوبي العينين؟ 


لا أرى أي حراك سياسي تجاه أزمة مسلمي الإيغور!

أين أنتم يا من تنادون بمحاربة الإرهاب؟ أليس ما يفعل بمسلمي العالم إرهابًا؟ حين يذبح ويقتل ويمثل بأجساد المسلمين؟ أي ذنب اقترفوه وبأي ذنب يقتلون؟.

 

ألم يأن الأوان أن يتحرك الجميع لمواجهة هذا العنف والاضطهاد لمسلمي العالم؟

 

لقد وصل الحال بمسلمي الإيغور أن تتحكم فيهم السلطات الصينية في كل شيء، حرية اختيار الملبس، وسلب منازلهم، وتهجيرهم والتحكم في علاقاتهم الاجتماعية وحرية التنقل، والسفر، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي, حتى تحولت تركستان الشرقية إلى سجن مفتوح بالنسبة للإيغور، وهذا نقلا عن الكاتب التركي "عثمان آتالاي" الذي أكد عليه في أحد مقالاته، فقد ضاق الحال بمسلمي الإيغور من تفشي الاضطهاد  والحملات القمعية ضدهم بالداخل والخارج، فالسلطات الصينية ما زالت تمارس العنف وتضرب بحقوق الإنسان عرض الحائط. 


فعلى سبيل المثال  لا الحصر فقد قامت، مؤخرا، بمصادرة جوازات السفر الخاصة بالإيغور من أجل منعهم من السفر والحيلولة دون اتصالهم بالعالم الخارجي, كما يتعرض حوالي ثلاثة ملايين شخص من الإيغور المهجرين في جمهوريات آسيا الوسطي وتركيا ودول أخرى إلى المضايقات والتهديدات من قبل السلطات الصينية بشكل مستمر, وأما عن القمع الداخلي للسلطات الصينية،  فحدث ولا حرج عن كل أنواع الاضطهاد وصور العنف المادي والمعنوي المستخدم ضد مسلمي الإيغور, فقد عمدت الصين إلى مصادرة منازل وأملاك الإيغور الذين هربوا من الظلم والقهر, كما تم هدم العديد من المساجد بدعوى "عدم وجود من يرتادها" للصلاة فيها, وألقي القبض على العديد من الأثرياء الإيغور وزُجَّ بهم في السجون، بزعم "الفساد وإرسال أموال لدعم النشاطات الدينية المرتبطة بالخارج", ناهيك عن سياسة إذلال العلماء والمثقفين والناشطين وإيداعهم السجون تحت مزاعم واتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة!!


 سيادة السادة بدون سكر لقد نفذ رصيدكم.


نفد رصيد الصبر والعفو، لدى الجميع فترقبوا بنهاية الظلم قريبا وعلى الظالم تدور الدوائر، ودعوني أخبركم أمرا ليس بسر على الجميع أن الفئة الصابرة الصامدة قد فاضت بكم كيلا فتفضلوا بقبول فائق الدعوات من قلوب ظلمت وانتهكت اعراضها، قلوب تصرخ في جوف الليل وغسق الدجى، مرددة حسبنا الله ونعم الوكيل فقد قال عز من قائل 

"وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ

وكونوا على يقين أن ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع، وإذا الظلم صار يرتفع ويزيد فقد بات سقوطه قريبا أقرب من حبل الوريد، فتلك هي تداول الايام قرحا منهم وفرحا عليهم الله المستعان.

تعليقات