باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
طفل عربي ..صورة تعبيرية
سبق
وذكرنا مدى خطوة قنوات الكارتون الفضائية التي باتت ، محل جذب لأطفالنا ، والأخطر
أن الآباء والأمهات ، عندما يريدون التخلص من إزعاج أطفالهم وعبثهم في محتويات
الشقة ، يديرون لهم على الفور قنوات الكارتون ، التي أصبحت تمثل خطرا داهما على
عقل وصحة وأطفالنا ، والأخطر على إيمانهم ومعتقداتهم ، وهناك دراسات طبية لا حصر
لها تؤكد على التأخير المرعب على خيال وعقل الطفل بداية من أن الكارتون يكبح خيال الطفل،
بل ويقلل من قدراته الذهنية الخاصة بالتفكير، ويؤثر سلبا على ذكائه، وهو ما يؤكد على
أهمية ممارسة الألعاب البدنية التقليدية للطفل في سنوات عمره الأولى بدلا من مجرد المشاهدة،
حتى لا يصبح الطفل دمية في يد من يصنعون هذه الحلقات الخادعة والتي يضعون في
الحوار سم قاتل ، فضلا عن النتائج الكارثية المترتبة على طول فترات مشاهدة تلك البرامج،
حيث يصعب على الطفل حينها التفريق بين الواقع والخيال، فيرى الأبطال الخارقين بأفلام
الكرتون على أنهم القدوة الحسنة له، بما يقومون به من أفعال خطيرة قد يحرص على تقليدها،
ما يعد خطرا كبيرا على حياته في بعض الأحيان.
وهناك
حلقة في الكارتون الشهير توم جيري وهو أشهر سلاسل الكارتون في العالم العربي بأن
القطة ماتت وفجأة أصبحت في السماء في زيارة للجنة والنار ومن ثم تجد من يحاسبها ،
ويقررون دخولها النار وتكتشف أن عدوها الكلب هو من أدخلها النار ، فضلا عن العبث
الذي من شأنه زعزعة الإيمان لدى الأطفال .
فالحقيقة
المؤلمة أن هناك في الحوار ما يهز بقوة كل عقائد الطفل العربي والمسلم ، ويجعله
مبهورا بثقافة الغرب والتحرر الذي من شأنه يجعل الطفل يرفض كل ما هو عربي أو
إسلامي ، وهنا تكمن الخطوة ، لاسيما أن الكارتون من يصنعونه هم الغربيون الذي لا
يراعون للقيم العربية والإسلامية أي اعتبار أو اهتمام
هناك
بحث للدكتور عماد الدين رشيد يتطرق فيه عن مدى خطورة وتأثير الكرتون على أودلانا ،
فأكد أن الكارتون أصبح فضاءا واسعاً للانتقال بخيال الطفل، وإخصابه، كما كان مجالاً
واسعاً جداً لتجسيد القضايا النظرية للطفل؛ كون تفكير الطفل ماديٌّ، لافتا في بحثه
أن الكارتون بمثابة البَريد الذي يستطيع أن يُقرِّبَ للطفل هذه الأشياء البعيدة، فالمعاني
المجردة التي لا يمكن أن يتصورها الطفل يمكن أن نصورها له عبْر الكرتون، فرسوم الكرتون
قد أعطتنا فسحة أكثر سعة من التصوير السينمائي وما جاء بعده من أجيال آلات التصوير.
كما
أشار الدكتور رشيد في بحثه الهام إلى تاريخ صناعة أفلام الكرتون التي تعود إلى العقد
الثالث من القرن العشرين تقريباً، عندما بدأت شركات قديمة ترسم بطريقة أولية ومجهدة،
وأخذت تنشر وتروّج شخصيات معينة عبْر أحداث درامية، كشخصية (باباي) التي يزيد عمرها
على سبعين سنة، وشخصية (توم وجيري)التي ولدت عام1946وعمرها الآن أكثر من ستين سنة..ولم
يكن الكرتون للصغار فقط، بل كان للصغار والكبار معاً، ومازال كذلك إلى الآن في كثير
من الدول.
أما
في ثقافتنا فأفلام الكرتون للأطفال وليست للكبار، مؤكدا في الوقت نفسه على أنه ليس
من الإنصاف أن نعطيَ حكماً واحداً لأفلام الكرتون بأنها سيئة أو جيدة، لأنها تتراوح
بين الحسن والسوء، مشيرا إلى الكارتون قد أَثرت
سلبيا في الأخلاق، وأثرت في الهوية، ومثل ذلك في العقيدة والفطرة.
والأخطر
في القضية أن هذه الأفلام الكارتونية قد صُنِعت لغيْر بلادنا، وفي غير بيئتنا، ولثقافةٍ
غير ثقافتنا، وفي مجتمعات تختلف عن مجتمعاتنا. صنعها اليابانيون، صنعها الأمريكان،
صنعها الأوروبيون. وأكبَر مراسم الكرتون كانت في اليابان، ومِن قبلها كانت في شركات
(تيرنر، وورنر، وحنا بربارة) في أمريكا، وشركة (والت ديزني) في الفترة الأخيرة.
هذه الشركات كلها غير عربية، وأفلام الكرتون تُحاكي ثقافة أصحابها، فهي لحاجات الإنسان الغربي، لحاجات الطفل الغربي، لحاجات البيئة الغربية، لحاجات الثقافة الغربية..
ومن جانبه يرة الباحث الاجتماعي محمد حمدي ع أن ظاهرة الكارتون وتأثيره السلبي على أطفالنا لم تكون وليدة اليوم ، وأن هناك مخطط لنشر الكارتون في عالمنا العربي والإسلامي لتشكيل عقل أطفالنا من البداية على مفاهيم غربية بحتة لكى يستقطبون أطفالنا إلى ثقافتهم التي باتت محل انبهار لنا وهذا في حد ذاته كارثة أننا لم نعد نعتز بثقافتنا العربية والإسلامية ونتباهى بكل مل هو غربي وهو ما جعل أطفالنا في دائرة الخطر دوما ، كوننا لم نعطي القيمة الحقيقة للأخلاقنا العربية الإسلامية التي باات تتعرض لمحاولات خبيثة لمجابهتها بقوة عبر وسائل الإعلام المختلفة ، محذرا من ترك الآباء أطفالهم أمام الانترنت والفضائيات دون رقابة حقيقة عليهم فنحن بالرقابة نحميهم من زعزعة أفكارهم وإيمانهم من اي محاولة خبية تدس في الأفلام الكارتونية .
في
النهاية على كل رب أسرة وكل أم أن تكون مراقبا جيدا لما يشاهده أطفالها ، وأن تحرص
أن تصنع في نفوس أطفالها الوقاية والإيمان الصحيح الذي يجعله يرفض أي فكرة تعارض
دينه أو تحدث له أي أربكاك في أفكاره وقيمه العربية والإسلامية