أشعار ليلى العربي وإيمان الكاشف في ميزان ملتقى السرد وغادة صلاح الدين

  • معتز محسن
  • الإثنين 16 ديسمبر 2019, 4:47 مساءً
  • 1101
الشاعرة ليلى العربي

الشاعرة ليلى العربي

أقيمت ليلة شعرية بلمتقى السرد العربي برئاسة الدكتور حسام عقل بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي ، تم فيها الاحتفاء بالشاعرتين ليلى العربي وإيمان الكاشف من خلال الإبحار في دواوينهما الشعرية عبر الرؤى النقدية.

كشفت الشاعرة ليلى العربي ابنة الشرقية في حوار أجرته معها الأديبة غادة صلاح الدين في بداية الندوة أنها بدأت الشعر منذ الطفولة عبر تعلقها بمكتبة أبيها الأزهري العامرة بدرر نفيسة من التراث العربي ، ومن بينها الشعر فمن خلال القراءة بنت شخصيتها الإنسانية وشخصيتها الشعرية.


قدمت "العربي" ديوانين هما "راهبة الشعر ، رسالة شهرزاد الأخيرة" وألقت قصيدة "تراتيل القمر" من ديوان "راهبة الشعر"، وسط تفاعل الجمهور بكلماتها المؤثرة الآتية من معين تأثرها بالأديبة مي زيادة التي قرأت لها ما أثر في وجدانها "دمعة وابتسامة".

من جانبه أشار الناقد الدكتور حسام عقل إلى متابعته لإصداراتها الشعرية الملامسة للوطنيات والصوفية مركزًا على ديوان "رسالة شهرزاد الأخيرة" المحتوي على 35 قصيدة أكثرها من الوطنيات، مؤكدا أن أغلب القصائد خلصت للأساليب الإنشائية لارتباطها بالرسالة الوطنية كمشروع حضاري في معينها الشعري، مرطزة على أساليب النداء في دلالة على أن الشاعرة في حالة استغاثة بمن تناديه دائما دون جدوى عبر توجيه النداء المباشر للمتلقي وقت المعارك والقضايا المصيرية.

وأضاف "عقل" أن استخدام اسم شهرزاد فيه لمحة ذكية من الشاعرة لتوضيح أسلوب الممانعة والدفاع عن جنس المرأة عبر تواتر تلك الشخصية الأسطورية في الأدب الأوروبي مما أكد على صحة الاستعانة بها في قوافيها الشعرية.

وأشار الناقد الدكتور مصطفى حسين إلى ميل شعر "العربي" للوطنيات مع وضوح سمة الرهبنة في شعرها واضعة قدمها بثبات وجدارة بين الشعراء في عالمنا العربي ببصمة مختلفة .

وأكد "حسين" على تميز البناء الموسيقي للشاعرة من خلال القسمة الرباعية وهو نمط يميل للشعر العمودي ثم ينزع النفس الشاعرة للشعر الحر مع استخدامها للنغمة الصافية المتوافرة ببحور "الوافر ، الكامل ، الرجز".

بعد ذلك تم الانتقال إلى الشاعرة إيمان الكاشف التي كتبت الشعر في عمر العشر سنوات من خلال تأثرها بمدرس اللغة العربية، وبدأت النظم الحقيقي في سن التاسعة عشرة ثم انقطعت عن الوسط الثقافي خمسة عشرة عامًا لتعود مجددًا بديوانها "نور من السماء" وديوانها الثاني قيد الطبع "الحنين إلى النور".

أشار الناقد الدكتور مصطفى حسين إلى روعة استلهام الشاعرة في قصيدتها "ارتقاء" بآيات سورة الأنعام من الآية 75 إلى 79 مستمسكة بالحس الصوفي والعرفاني بناءً على ما فرضه عنوان الديوان من لمسات روحية.

فيما أكد الدكتور حسام عقل أن "الكاشف" تمتلك حسًا صوفيًا في شعرها مع تصعيد قالب المكابدات كما قال الأديب الروسي فلاديمي سوفيف "شاعرية البصيرة الصوفية" ، فهل ستهل علينا في ديوانها الثاني بنفس النغمة أم ستتحدث عن المهمشين وملح الأرض؟

الديوان يحتوي على 36 قصيدة تسير على وتيرة واحد نحو العرفانية ولابد لها من التجريب مستقبلاً كما قالت مي زيادة "لابد للمبدع أن يجرب مزماره في كل ناحية" حتى تؤكد للجميع على بوليفونية إبداعها المنظوم.


تعليقات