عجائب الإيمان.. هيثم طلعت: أقل معدلات الانتحار في العالم بفلسطين
- الأربعاء 30 أكتوبر 2024
شعار الإحاد
تتزايد أمواج الإلحاد في الفترة الأخيرة، نتيجة لسبب رئيسي جمع بين الملحدين على مستوى المنطقة العربية جراء ما تركته جماعات أساءت الفهم الصحيح للدين من آثار سلبية، لتكون النتيجة الحتمية والطبيعية اهتزاز الثقة بالكلام المقدس بسبب من أساء الفهم والاستخدام من أجل غرض في نفس يعقوب؟!
تتراشق التصريحات الإلحادية ما بين اليمن ومصر وسوريا ولبنان والعراق والعديد من الأقطار العربية من أجل مواجهة التطرف الديني بما هو إنساني قائم على الفطرة والسليقة الطبيعية للإنسان، دون تصريحات للقتل والفتك والنسف تسعى لنشر كلمة الله على الأرض!!
هل نستسلم لتلك المشكلة الدخيلة علينا أم هناك حلولٌ أخرى؟
الحل لن يأتي إلا بالتعرف على الأسباب المؤدية لأمراضنا المزمنة، الكامنة فينا منذ عقود مديدة لخوفنا من المواجهة لسحقها ومحوها من جبين مجتمعاتنا وذلك لوضع الدين في قالب التابوه الممنوع الاقتراب منه، وإلا فالمصير غير محمود العواقب!!
جاء الإلحاد بسبب الخلط بين الدين والتاريخ ، فالدين مقدس بما يحمله من معان سامية استنشقناها من رحيق الوحي المنزل على الرسول الكريم مع السنة المطهرة المكملة لقوام الدين ، كي لا تضل الأمة من بعده عبر المصدرين الرئيسيين في التشريع لخير أمة أخرجت للناس.
المشكلة هي التعامل مع الأحداث التاريخية المليئة بالتفاصيل الكثيرة وقت التأسيس للعقيدة بشيء من التقديس الكلي، مع ظهور بعض الأطماع الدنيوية وقت الفتنة الكبرى لتسود السياسة على الدين فتظهر حركات تمردية أدت إلى إنبثاق الروافض بمسمياتها المتلونة.
خلط الجمهور بين الدين والتاريخ ، وجعل من التاريخ قدسًا من الأقداس سريع الالتهام بنيرانه لكل من سولت له نفسه في وضع التساؤلات المنطقية للوصول إلى الحقيقة ، ومن هنا تزايدت الفتاوى لمن نقب عن الأسرار الخفية للمعلومات المشوبة بالإسرائيليات من أجل بث الفتن بين أبناء الدين الواحد لأغراض إمبريالية في أوقات الحصار ما بين الفرس والروم.
هذا ما يتكرر الآن بعدما صرنا عبيدًا لتقديس الدين ، دون أن نطبق مضمونه الذهبي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الفترة القادمة ، لتتكرر ماساة الماضي في وقتنا المعاصر عبر ظلال السياسة الخادعة تحت مسمى نشر كلام الله على من لا يطبق شرعه في مختلف الأقطار العربية.
تحولت الأهداف السامية الواردة بآي الذكر الحكيم عبر البوصلة البشرية إلى مونفستو لا يعرف إلا الوعيد والعقاب ، لتزداد موجات الإلحاد مع رفض معتنقيه بوجود حوار راقي كرد فعل لرفض المتطرفين الحوار حول تجديد الخطاب الديني ، لمواكبة مستجدات الأمور من تغيرات شتى في مناحي الحياة.
دين الإسلام يتسم بالمرونة والتغير مع مستجدات الأمور ، لكن جاءت أجندات متصحرة في قروننا المتجددة تضفي علينا الموات والثبات من أجل الإبقاء على ما أنزله الله وإلا تدخلنا في شئونه باسم "الحاكمية".
كلمة مطاطية أدت إلى تيبس العقل عن الإبتكار والإبداع لنرى أصحاب الوسطية الدينية يحاصرون بين شقي الرحا : "المتطرفون" و"الملحدون" كرد فعل طبيعي للطبيعة العملية والحياتية كجاذبية اسحق نيوتن.
لنجعل عقولنا تتنسم عبير التفكير والابتكار مع حرية التناول لأمور الدين والدنيا دون خوف أو فزع من القنابل المنتظرة للتفجير من أصابع أشباح الحياة القاتمة ، المانعة لإكتمال نور ودفء المعرفة من الوصول إلى أجسام البشر.
فلنطبق دين الله دون تقديسه قداسة عمياء ، لنمنع المتربصون بنا من الهجوم علينا معنويًا ووجوديًا وإلا ... فلا نلومن إلا أنفسنا على ما ينتظرنا من مصائر حالكة السواد.