جهاد ناجي وقصة تصميم عملة لفلسطين لإثبات الهوية

  • جداريات Ahmed
  • الإثنين 09 ديسمبر 2019, 2:44 مساءً
  • 599
العملة التي صممها ناجي تخيلا

العملة التي صممها ناجي تخيلا

 ستظل الحفاظ على الهوية الفلسطينية العربية والإسلامية أمرا صعبا في ظل محاولات سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تتوقف لطمس الهوية العربية والإسلامية للقدس خاصة ولفلسطين عامة ، فقبل عامين هاتف صحفي انجليزي صديقه في قطاع غزة، مستفسراً منه عن العملة الفلسطينية حتى يصرف عملة بلده الجنيه الإسترليني، حيث أنه يخطط لزيارة القطاع بعد عدة أيام، لكنه تفاجأ حين علم أنه لا يوجد عملة فلسطينية وإنما عملة إسرائيلية فرضها الاحتلال على الفلسطينيين منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي.

ألهم هذا الاتصال مصمم الجرافيك جهاد ناجي 29 عاماً، فكرة لتصميم عملة فلسطينية كغيرها من العملات الوطنية المنتشرة في العالم، وأن تكون انعكاساً لثقافة وهوية فلسطين عبر التاريخ وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية ، وقد بدأ جهاد البحث بشكل موسع لجمع أكبر عدد ممكن من المعلومات عن الجنيه الفلسطيني الذي فرضه الانتداب البريطاني على فلسطين ومصر، وانتهى تداوله بعد نكبة عام 1948، وأصبح قطاع غزة يتداول الجنيه المصري، والضفة الغربية الدينار الأردني، وبعد ذلك تم تثبيت العملة الإسرائيلية –الشيقل الجديد- في كافة الأراضي الفلسطينية.

ونجح ناجي خلال البحث في أن يكتشف أن العملة الأصلية لفلسطين هي الكنعانية والتي كانت تسمى بالشيقل أيضاً، ولكن من خلال مشروعي كنت أريد إحياء العملة التي كان يتعامل بها أجدادنا، فيما أن عملي هو مشروع فني يركز على تاريخ فلسطين الحديث والمعاصر"، واستمر في البحث مدة ثلاثة عشر شهراً، لكن أكثر مشكلة واجهته خلال البحث هي الكم الهائل من الشخصيات الفلسطينية المؤثرة عبر التاريخ، وحرصه على عدم إهمال أية شخصية مؤثرة، لكنه في النهاية كان لا بد من اختيار عدد من الشخصيات والأماكن الأثرية.

كما اختار ناجي عدة شخصيات وأماكن أثرية حتى أبرزها على العملة الفلسطينية، أولها الرمز الشهيد ياسر عرفات وعبد القادر الحسيني، ومن الشعراء والأدباء فدوى طوقان ومحمود درويش وغسان كنفاني وإدوارد سعيد، ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، فهؤلاء من أبرز من مثلوا المشهد الثقافي الفلسطيني عبر التاريخ"  

ومن المعالم الثقافية التي أبرزها جهاد كانت "سينما النصر" في قطاع غزة الذي تحولت إلى "خرابة" منذ 24 عاماً، وقبل إغلاقها حتى إشعار آخر، ازدهرت دور العرض السينمائية في قطاع غزة لسنوات طويلة بداية من عام 1944 عندما افتتحت سينما "السامر" وسط مدينة غزة، واستورد لها رئيس بلدية المدينة آنذاك، الحاج رشاد الشوا معدات خاصة وبإمكانيات عالية، وكان يشرف على استيراد الأفلام لها من مصر.

خلال عمله على إعداد المشروع كانت مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عدة ساعات من أكثر العقبات التي واجهته، الأمر الذي يفقده عملا استمر عدة ساعات، ويضطر فيما بعد لإعادته من جديد.

يتمنى جهاد أن يتم اعتماد مشروعه في الأرشيف الفلسطيني، وأن يكون كمقترح جدي في حال اتخذ قرارٌ باعتماد عملة فلسطينية، كما يهدف إلى إظهار الهوية الفلسطينية داخلياً وخارجياً، وأن يشارك في معارض دولية، لكنه يواجه مشكلة بالمنع من السفر مثله مثل مئات الشبان في قطاع غزة.

تعليقات