هل يتعمد إبراهيم عيسى تشويه التاريخ الإسلامي؟ (فيديو)
- الخميس 21 نوفمبر 2024
المناضل الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا
يأتي يوم الخامس من ديسمبر حاملاً في صحيفته، ذكرى رحيل صاحب منجز طال انتظاره على مدار عقود طويلة وهو المساواة وكسر حاجز العزل العنصري بجنوب أفريقيا عبر تولي أول رئيس أسمر لرئاسة جنوب أفريقيا في العام 1994 عقب كفاح مرير ومقاومة ضروس دؤوب من صاحب اللون الأسمر والقلب الأبيض "الماديبا" نيلسون مانديلا.
تولى "مانديلا" رئاسة بلاده عقب أكثر من أربعين عامًا ذاق فيها مرارة الإقصاء والسجن ولوعة فراق الأحبة، وإهدار الكثير من العمر بين جدار الحبس والمنفى في لحظات تحولية، مر فيها بالمقاومة السلمية نهج أستاذه ألبرت جون لوتولي ليسأم من نعومة المقاومة التي لا تجلب المطلوب إلا بعد وقت طويل قد لا يأتي مستقبلاً.
انتقل "ماديبا" إلى المقاومة العنيفة في عام 1961 وبعدها تعرض للسجن والنفي بجزر رينيون في العام 1963 ليظل محبوسًا كالأسد الجسور الذي لم يمت من صقيع الجدران ومرارة القضبان ، ليجد من يسير على نهجه ما بين زوجته وديسموند توتو القس الأسمر كدليل مؤكد على أن الأفكار لا تحبس مع أصحابها بل تحلق في عنان السماء لتعانق من يبتغيها ويشتهيها من أجل حياة جديدة.
عقب صيحات شهيرة خرجت من حناجر قادة العالم ما بين مارتن لوثر كنج ، جمال عبد الناصر ، أحمد بن بيلا ، هواري بومدين ، أحمد سيكو توريه ، والعديد من زعماء العالم استجابت الأقدار لمطلبهم بالإفراج عنه في مارس من العام 1990 ليخرج عكس المتوقع مبتسمًا متسامحًا يلقي من وراء ظهره غياهب السجن المرير بادئًا عهدًا جديدًا وقت استقلال ناميبيا عن جنوب إفريقيا في نفس الفترة ، مستقبلاً خطوة الرئيس الجنوب أفريقي الأبيض فردريك دي كليرك بنبذ العنصرية بصدر رحب دعم المطلوب بإزالة جدار العنصرية أو الأبارتيهايد من قلوب البيض والسود ليعيشوا في وئام يجلب الثمار اليانعة لمجتمع نموذجي.
بهذه المناسبة حصل مانديلا مناصفةً مع دي كليرك على جائزة نوبل للسلام في العام 1993 لتجلب من ورائها مطلب الجماهير بتنصيبه أول مارد أسمر يتولى رئاسة بلاده في العام 1994 وحتى العام 1999 بقلب شاب لم يسأم الحياة رغم مرارة الواقع العصيب على مدار ثلاثة عقود.