هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
مناقشة رواية "القحط" لأيمن الطاهر
ناقش ملتقى السرد العربي برئاسة الدكتور حسام عقل ، بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين ضمن سلسلة ندوات الجوائز، رواية "القحط" لأيمن رجب الطاهر الحاصلة على جائزة الدولة التشجيعية لعام 2016.
بدأت المناقشة بإجراء حوار لغادة صلاح الدين مع الكاتب حول الأجواء التي كتب فيها الرواية المتناولة لفترات القحط الشهيرة في سنوات السبع العجاف وقت الشدة المستنصرية في فترة الخلافة الفاطمية، كنوع من الإسقاط على الوضع الحالي في ظل أزمة الموارد المائية.
وأكد الطاره أنه اختار فترة الشدة المستنصرية لقلة تداولها فنيًا بين الكتاب محدثًا نوع من الموائمة بين الزمن التاريخي والرؤية الإبداعية تزامنًا مع فترة مرض ابنه التي جعلته يكتب بعصارة قلبه متحديًا صعوبة اللحظة بتفريغ الآلام على الورق.
من جانبه أشاد الكاتب السوداني عمر فضل الله بروعة اختيار الكاتب لتلك الفترة التاريخية المهمة الشبيهة باللحظات الراهنة في ظل جريان تفاصيل أزمة سد النهضة المهددة لحصيلة الموارد المائية على المدى البعيد، كإشارة لدخول العالم في مرحلة ما يسمى بـ"حرب المياه".
وأضاف "فضل الله" بأن الرواية لخصت كل ما ورد في كتب التاريخ لأساطين التأريخ مثل: "ابن الأثير ،اإبن إياس ، ابن خلكان ، المقريزي" مع ذكره للمراجع التاريخية التي اعتمد عليها في روايته كنوع من التوثيق لصحة ما ورد من أحداث ملامسة للواقع والحقيقة، مؤكدا أن مشاهد المجاعات زينت أحداث الرواية بشكل متسق عبر العلاقات الإنسانية والجوع وما أحدثته من مواقف درامية بين البشر جعلتهم يضطرون للحرام في أوقات المحن الاقتصادية والسياسية.
وأشارت الناقدة هبة السهيت بأن الرواية تناولت فترة عصيبة في تاريخ مصر الوسيط من خلال مرجعيتين، المرجعية التاريخية والمرجعية الروائية من خلال شخصية ميمون الوراق وأسرته مع جعله للأدوار الثانوية محاور هامة في تحريك الأحداث مع الأدوار الرئيسية.
وأضافت "السهيت" بقوة السرد في نقل مشاهد المجاعات والاضطرابات، مما جعلها تستشعر رائحة الجثث التي جُسدت بالرواية، واصفُا الحقيقة التي حدثت بالفعل.
أكد الدكتور حسام عقل أن "القحط" شرحت شرائح المجتمع المصري في الفترة المستنصرية، وكيف تصرف رأس المال السياسي وهو الحاكم الفعلي لمصر مع استدعائه لمعجم الفترة المستنصرية، كدليل على وعي وواقعية المؤلف.
وأشار "عقل" بخفة ظل "الطاهر" في عرض التيمات الشعبية مثل فن العدودة، الممثلة في شخصية الخالة "شلبية" مع عرض مشهد الجنازة، الدال على الوحدة الوطنية ما بين مستغفر ومحوقل وراسم للصليب.