باحث: "صنع المادة من الضوء" إنجاز علمي يُشبه ما أخبر به الإسلام عن خلق الملائكة والجن

  • أحمد نصار
  • الأحد 11 مايو 2025, 04:17 صباحا
  • 15
النور

النور

أكد الدكتور محمود عبد الله نجا، الأستاذ بكلية طب جامعة المنصورة والباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، أن أحد أبرز إنجازات العلم الحديث في فيزياء الكم تمثّل في إنتاج مادة من الضوء، وهو ما يؤكد الإمكانية النظرية التي طرحتها النسبية الخاصة لأينشتاين، والتي تقرر أن الطاقة والمادة وجهان لعملة واحدة، يمكن لأحدهما أن يتحول إلى الآخر.

وأوضح نجا أن العلماء، ولأول مرة، تمكنوا من دمج فوتونات الضوء – التي تصرفت كسائل – مع مواد أخرى باستخدام شعاع ليزري، ما أدى إلى تكوين جسيمات هجينة تُعرف باسم "البولاريتونات"، اندمجت لاحقًا لتكوّن مادة فائقة الصلابة. وتمتاز هذه المادة بخصائص مزدوجة، إذ تجمع بين مرونة السوائل وثبات المواد الصلبة، وتتميز بلزوجة صفرية وبنية بلورية أشبه بملح الطعام، مع قدرتها على التدفق دون احتكاك، مثل الموائع الفائقة. ونُشر هذا الاكتشاف في مجلة Nature Physics في مارس 2025.

وأضاف أن الخبر العلمي، الذي انتشر بعنوان "صُنع المادة من الضوء = Making matter out of light"، قد يبدو مثيرًا للاستغراب بالنسبة لغير المسلمين، لكنه يُعدّ عاديًا لمن يؤمن بالإسلام، إذ أخبرنا القرآن الكريم والسنّة النبوية منذ أكثر من 14 قرنًا أن الله خلق كائنات مادية من الضوء ومن النار. واستشهد بحديث النبي ﷺ الذي رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها: "خُلقت الملائكة من نور، وخُلق الجانّ من مارج من نار، وخُلق آدم مما وُصف لكم"، مشيرًا إلى أن هذه الكائنات الغيبية – رغم أنها لم تخضع بعد للدراسة العلمية – إلا أن خلقها من عناصر غير مرئية كان من الغيب الذي آمن به المسلمون دون حاجة لإثبات مادي.

ولفت نجا إلى أن القرآن أخبر عن خصائص الملائكة التي تُظهر جانبًا من تكوينهم المادي، فقال تعالى: "جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ"، كما ورد في الصحيحين أن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح، وفي سنن أبي داود عن النبي ﷺ أنه قال: "أُذِن لي أن أحدّث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام".

وأشار إلى أن هذه الأخبار، رغم غرابتها الظاهرة، هي من عالم الغيب الذي صدّقه المؤمنون، كما وصفهم القرآن في أول سورة البقرة: "هدى للمتقين، الذين يؤمنون بالغيب"، مشددًا على أن إيمان المسلم لا يتوقف على الإثباتات العلمية، بل يستند إلى التصديق بما جاء عن الله ورسوله.

وختم نجا بالتأكيد على أنه لا يقيم إعجازًا علميًا في خلق الملائكة أو الجن، لأنهم كائنات غيبية خارجة عن إطار التجريب العلمي، مشيرًا إلى أن ما حدث من تحويل الضوء إلى مادة لا يعني أن البشر قد "خلقوا" كما يخلق الله، بل إن في المشابهة الجزئية بين هذا الاكتشاف العلمي والخبر الإسلامي دلالة على صدق الوحي، قائلاً: "إذا كان الإنسان، بقدراته المحدودة، قد استطاع أن يحوّل الضوء إلى مادة، فكيف بفعل الله الذي له مطلق العلم والقدرة؟!".

تعليقات