باحث في ملف الإلحاد يرد على شبهة تشابه الإسلام باليهودية: الفرق جوهري في العقيدة والمبدأ
- الثلاثاء 13 مايو 2025
تعبيرية
طرح الدكتور محمود عبد الله نجا، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم وعضو هيئة التدريس بكلية طب المنصورة، تفسيرًا علميًا جديدًا حول معنى "السماوات العُلى" الواردة في قول الله تعالى: "تنزيلاً ممن خلق الأرض والسماوات العُلى"، مشيرًا إلى أن هذا الوصف لا يشمل العرش الإلهي، وإنما يقتصر على السماوات السبع الطباق، التي تبدأ بالسماء الدنيا المزينة بالكواكب والمصابيح، وفق إجماع المفسرين.
وفي تصريحات خاصة، أكد الدكتور نجا أن تأمل السياق اللغوي والبلاغي والشرعي للآية يكشف عن دقة التعبير القرآني، حيث أن وصف "العُلى" – وهو جمع "عُليا" مؤنث "أعلى" – يُشير إلى وجود تفاضل بين السماوات، يفهم منه وجود "سماوات دُنى" تقع دون السماوات السبع العُلى، وقد فسرها بالغلاف الجوي للأرض الذي وصفه الله في القرآن أيضًا بالسماء، كما في قوله تعالى: "أَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاءِ".
وأوضح الباحث أن هذا الفهم مدعوم بجملة من أقوال كبار المفسرين، مثل مقاتل بن سليمان وابن عباس والرازي والبيضاوي وغيرهم، ممن اتفقوا على أن السماوات العُلى هي السماوات السبع المبنية، المرتفعة بعضها فوق بعض، والتي لا تشمل الفضاء القريب أو طبقات الغلاف الجوي.
واستند الدكتور نجا في تفسيره إلى القاعدة البلاغية التي تفيد أن حذف "المُفضل عليه" في سياق التفضيل لا يعني نفيه، بل حضوره الضمني في الذهن، كما في قوله تعالى: "والآخرة خير وأبقى"، أي: من الدنيا، والتي لم تُذكر لفظًا بل مفهومًا.
كما لفت إلى أن الغلاف الجوي ذاته يُشار إليه في القرآن ضمن ما خُلق "بين السماوات والأرض"، حيث وصفه الله بأنه المسؤول عن نزول المطر، وإمساك الطير في الجو، ما يدعم كونه سماءً في المفهوم القرآني، ولكنها دون السماء الدنيا الكونية.
وختم الدكتور نجا تصريحه بالكشف عن مبحث علمي قيد الإعداد يسعى فيه لربط مدة خلق الأرض بمدة خلق طبقات الغلاف الجوي، في ضوء قوله تعالى في سورة فصلت، بما يدعم توافق النص القرآني مع أحدث ما توصل إليه العلم الحديث.
يُذكر أن الدكتور نجا نشر عدة بحوث علمية في مجال الإعجاز العلمي، ويسعى من خلالها إلى بناء جسر معرفي رصين بين علوم الطبيعة والتفسير القرآني.