عباس شومان: أنصبة المواريث إلزامية ومن خالفها ضال ومضل للناس
- الأربعاء 30 أبريل 2025
قال الدكتور محمد نجيب، أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إن الميراث من المسائل القليلة التي نظمها الحق سبحانه وتعالى تفصيلًا في القرآن الكريم، لكي يغلق الباب أمام الأهواء الشخصية نظرًا لأهمية هذه المسائل، لذلك نرى النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يوحى إليه عدل فرضًا واحدًا من فروض الميراث، لأن الله سبحانه وتعالى تولى بيانها بشكل قاطع.
جاء ذلك خلال اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان "فريضة الميراث شبهات وردود"، والذي أقيم أمس بالجامع الأزهر.
وبين أن المتخصصين في الميراث يعلمون هذا جيدًا، لأنهم يفهمون الفلسفة
الحقيقية من القيود التي وضعها الحق سبحانه وتعالى في أنصبة المواريث، ومن فلسلفات
الميراث أن المحجوب في الميراث يؤثر في غيره، كما أن العدد من الأخوة ينزلون الأم
من الثلث إلى السدس، وهي فلسفة راعى فيها الشرع مصلحة الجميع، وكلها أحكام روعي
فيها المصلحة، ولدقة هذه الأحكام تكفل الحق سبحانه وتعالى بتوزيعها دون تركها
لأهواء البشر.
ولفت أستاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، إلى أن الإسلام هو الذي
حفظ حق المرأة في الميراث " للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء
نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قلَّ منه أو كثر نصيبًا مفروضًا" لكن
الأنصبة وضعها الشارع الحكيم لفلسفة معينة وليس بشكل عشوائي.
وشدد على أن الدعوات التي تطالب بمساواة المرأة بالرجل في الميراث، لم يقف
أصحابها على حقيقة وفلسفة الميراث، ولو نظرنا إلى آيات الميراث التفصيلية نجد أنها
نزلت بسبب امرأة "عندما توفى سعد بن الربيع في غزوة أحد، ولم تكن آيات
الميراث نزلت بعد، فذهب أخوه وحمل تركته وانصرف، ولم يترك لزوجته وبناته شيئا،
فذهبت زوجته للرسول صلى الله عليه وسلم تشكو له مما حدث، فقال النبي صلى الله:
اصبري لعل الله ينزل في شأنك شيئا، ونزلت بعدها بوقت قصير آيات الميراث، وهو دليل
على أن آيات الميراث على وضعها الحالي جاءت لإنصاف المرأة.