الجندي: الأخلاق والقيم في مأزق.. بعض الفئات تصريح بالشذوذ والعوج!
- السبت 26 أبريل 2025
رد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، على شبهة تُثار من البعض حول تحريم اقتناء الكلاب، والتي تقول: "بصراحة أنا مش مقتنع بتحريم اقتناء الكلب، لأنه مخلوق من مخلوقات الله سبحانه، ثم إن الكلب ذُكر في القرآن أنه رفيق للإنسان، فلماذا تضيقون علينا وتحرموننا اقتناءه؟!".
وفي رده، أوضح الدكتور محمد سيد صالح عدة نقاط تفصيلية، جاء فيها:
أولًا: شبّه الأمر بالبروتوكولات الإنسانية التي يلتزم بها الجميع دون نقاش، قائلاً: "من الممكن أن يُدعى أحدنا لحفل زفاف، ونجد على كارت الدعوة (ممنوع اصطحاب الحيوانات)، ووقتها سنلتزم. وأحيانًا يُكتب (ممنوع اصطحاب الحيوانات والأطفال)، فنترك أطفالنا ولن نجرؤ على كسر القواعد".
وأضاف: "فلماذا نُسلِّم بكل القوانين التي يضعها البشر، ثم نأتي عند قوانين رب البشر ونتعامل مع النصوص بنديّة وجرأة؟!".
ثانيًا: بيّن أن النبي ﷺ لم يُحرم اقتناء الكلب على الإطلاق، بل قيده بما فيه منفعة، مستشهدًا بقوله ﷺ:
"من اقتنى كلبًا ليس بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض، فإنه ينقص من أجره كل يوم قيراطان".
وأوضح أن الحديث يدل على جواز اقتناء الكلاب في حالات الصيد المشروع والحراسة، ما يعكس مرونة التشريع الإسلامي وواقعيته.
ثالثًا: أشار إلى أن الكلب ذُكر في القرآن ثلاث مرات، في سياقات لا تتعارض مع السنة، بل جاءت أحاديث النهي مُصدقة لها.
وقال: "ذُكر الكلب كمثال، ومرتان كرفيق في الصيد والحراسة، وهذا يؤكد التوافق الكامل بين نصوص الكتاب والسنة".
رابعًا: تناول الحكمة من النهي عن تربية الكلاب دون حاجة شرعية، قائلاً:
"الآن تُستخدم الكلاب في الشوارع للبلطجة وإرهاب الناس والضحك والسخرية، وهذا لا ينكره أحد".
وتابع: "حتى وإن قال أحدهم إنه سيجعل الكلب حبيس المنزل، فكم سينفق على إطعامه كل يوم؟ أليس إطعام المسكين أولى؟".
وأضاف: "لو قلت إنك توازن بين الصدقة وتربية الكلاب، سأقول لك المساكين أولى، حتى لو تطعم ألف مسكين وكلبًا، فدع الكلب يرعاه خالقه، واجعل المساكين ألفًا وواحدًا".
خامسًا: ختم بالرد على من يحتجون بالرفق بالحيوان قائلاً:
"نحن مأمورون بالرفق بالحيوان، وديننا راعى حقوق العصفور وما دونه، لكن لا يلزمك أن تتكفل به".
وأردف: "لماذا لم تقتنِ صرصورًا وتُطعمه رفقًا به كما فعلت مع الكلب؟! كل هذه المخلوقات يصلها رزقها من الخالق الرزاق، فلا تقلق على أرزاقهم، فالله الذي رزق الجنين في الرحم والدودة في الأرض والسمكة في البحر هو كفيل بكل خلقه".
الرد نُشر ضمن كتابه "مائة شبهة حول الإسلام"، الذي يناقش فيه عشرات الأسئلة والإشكالات المطروحة حول الدين الإسلامي بلغة منطقية وعقلية وعلمية.