هيثم طلعت يطالب بمحاكمة سعد الدين الهلالي: "الهرمنيوطيقا الباطنية" خطر أشد من الإلحاد
- الأربعاء 23 أبريل 2025
سورة يوسف
"إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ" (يوسف: 4).
وأوضح النعيمي أن الرؤى قد تكون تنبيهًا أو إشارة إلهية، وقد ترتبط أحيانًا بتفكير الرائي في أمرٍ ما، مشيرًا إلى أن النبي ﷺ كان يسأل أصحابه: "من رأى رؤيا فأعبّرها له؟"، وأن تأويل الرؤى يتشكل من تراكم الخبرات لدى الناس، حيث يربطون بين المشاهد المتكررة ومعانيها الواقعية.
وتطرق النعيمي إلى رؤيا النبي ﷺ التي وردت في الصحيح، أنه رأى نفسه وقد أُلبس سوارين من ذهب فكرههما، ثم نفخهما فطارا، ففسّرها ﷺ بأنهما الكذابان مسيلمة والأسود العنسي، موضحًا أن هذه الأمثلة تبيّن ارتباط الرموز بالواقع في بعض الرؤى.
وفيما يخص رؤيا يوسف، أشار النعيمي إلى أن الشمس والقمر أُوّلا بالأب والأم، والكواكب بالأخوة، موضحًا أن السجود ربما كان في هيئة خضوع رمزي، أو تمثّلت الشمس والقمر والكواكب في هيئة بشرية، مؤكدًا أن الخوض في التفاصيل غير المبيّنة في النص القرآني هو من باب التكلّف والجدل غير المثمر.
وأضاف أن تأويل الرؤيا جاء لاحقًا في مشهد تحقق الخضوع فعليًا، حين قال يوسف عليه السلام:
"وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا"، حين خضع له أبواه وإخوته وسجدوا له، مؤكدًا أن السجود قد يكون خضوعًا معنويًا، لا بالضرورة سجود عبادة، خصوصًا إن كان ذلك جائزًا في شرائعهم السابقة.
وختم الدكتور النعيمي بالإشارة إلى تكرار كلمة "إذ" في الآيات، موضحًا أنها تأتي في مقام التذكير، وغالبًا ما تُقدَّر قبلها عبارة محذوفة مثل: "اذكر يا محمد"، لتُستأنف بها السرد القرآني الموجه للنبي ﷺ.