باحث : العين البشرية أعقد نظام تصوير صممه الخالق سبحانه وتعالى

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 23 أبريل 2025, 03:24 صباحا
  • 9
تعبيرية

تعبيرية

قال الدكتور منصور أبو شريعة العبادي، الباحث في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، إن مبدأ رؤية الأشياء يقوم أساسًا على قدرة العدسة على تركيز الضوء المنعكس من الأجسام لتكوين صورة واضحة عند بؤرتها، مشيرًا إلى أن هذا النظام المعقد يتجلى بإعجاز في العين البشرية.

وأوضح أن في العين عدستين تعملان بتناغم فائق لضمان تركيز الصورة على شبكية العين، الأولى هي القرنية، وهي عدسة محدبة-مقعرة ذات أبعاد ثابتة، مسؤولة عن نحو 80% من عملية التركيز، أما العدسة الثانية فهي العدسة البلورية محدبة الوجهين، يمكن تغيير تحدبها بواسطة العضلات المحيطة بها، لتتمكن العين من رؤية الأشياء القريبة والبعيدة بوضوح.

وبيّن الدكتور العبادي أن العدسة الداخلية يبلغ قطرها نحو 9 ملم، وسمكها في المنتصف 5 ملم عند الارتخاء، ووجود عدسة ثابتة كـ"القرنية" أمام عدسة متغيرة كان ضروريًا لتحقيق هدفين: تصغير حجم العدسة الداخلية للتحكم بتحدبها، وتركيز الضوء القادم من خلال الحدقة الضيقة قبل دخوله العدسة الداخلية.

وأشار إلى أن عمل العدسة يعتمد على اختلاف معامل الانكسار بين العدسة والوسط المحيط بها. فـ"القرنية" مثلًا لها معامل انكسار 1.376، وهي محاطة بالهواء (1.000) من الخارج، وبماء العين (1.336) من الداخل، ما يجعل وجهها الخارجي المحدب يؤدي الدور الأكبر في انكسار الضوء.

وأكد الدكتور العبادي أن تصميم العدسة البلورية الداخلية يظهر عظمة الخالق في تفاصيله؛ إذ جعل معامل انكسار العدسة متدرجًا (GRIN lens)، فيبلغ 1.406 عند المركز، ويتناقص إلى 1.386 عند الأطراف، وهي تقنية معقدة جدًا لا تزال تُستخدم حديثًا في التطبيقات البصرية المتقدمة، وتتطلب معدات دقيقة لتصنيعها.

كما لفت إلى أن نصفي قطر وجهي العدسة الداخلية غير متماثلين، ما يمنح النظام البصري مزيدًا من المرونة في ضبط البعد البؤري، على الرغم من صعوبة تصنيع عدسة غير متماثلة مقارنةً بالمتماثلة.

وختم الدكتور العبادي بالتأكيد على أن نظام العين يُعد من أعقد أنظمة التصوير على الإطلاق، حيث يتكون من عدستين بخصائص هندسية وبصرية دقيقة جدًا، مما يجعل تحديد البعد البؤري الأمثل فيه أمرًا يفوق قدرات البشر، ويشهد بعظمة الخالق القائل: "وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا".


تعليقات